Atwasat

أفول الديناصورات بدأ بسبب زيادة برودة الأرض قبل انقراضها بـ«نيزك»

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 01 يوليو 2021, 10:48 صباحا
WTV_Frequency

بدأ أفول الديناصورات بفعل تزايد برودة كوكب الأرض قبل وقت طويل من سقوط الكويكب الذي أنهى عصرها قبل 65 مليون سنة، حسب ما أفادت دراسة نشرت، الثلاثاء.

وتُجمِع الأوساط العلمية على أن هذا الجسم الفضائي هو الذي تسبب بانقراض هذه الحيوانات، منذ أن اكتُشِفَت في المكسيك العام 1980 الفوهة العملاقة التي أحدثها ارتطام النيزك بالأرض، وفق «فرانس برس».

ونتجت من الارتطام موجة صدمية كانت قوية إلى حد إحداث سحابة من الغبار والغاز غلفت كوكب الأرض، مما أدى إلى اضطراب المناخ وإبادة ثلاثة أرباع الأنواع، ومنها الديناصورات غير الطيرية.

لكن النقاش بين علماء المتحجرات يتمحور على معرفة ما إذا كان هذا الانقراض الجماعي حصل فجأة، أو أن الكويكب وجه إلى هذه الحيوانات الضربة القاضية ليس إلا، نظرا إلى أنها كانت أصلا في طور تراجعي.

وقال معد الدراسة التي نشرت في «نيتشر كومونيكيشنز»، عالم الأحياء فابيان كوندامين لـ«وكالة فرانس برس»، إن المعطيات المتوافرة ليست صلبة بما فيه الكفاية لترجيح صحة إحدى الفرضيتين على الأخرى.

وأوضح الباحث في معهد العلوم التطورية في مونبلييه (فرنسا) أن «السجل الأحفوري (أي عظام الديناصورات) غير مكتمل، وحال حفظه سيئة، وثمة مناطق جغرافية معينة كتلك الاستوائية لا تتوافر منها معلومات متكافئة مع المتوافر من مناطق أخرى، فضلا عن وجود معطيات من فترات زمنية معينة أكثر من أخرى».

1600 متحجرة
واستخدم الباحث وفريقه الذي يضم فرنسيين وإنجليزا وكنديين طريقة جديدة للنمذجة الإحصائية تسمى «باييسيان» سعيا إلى تصحيح هذا الوضع، وهي تحسب احتمالات الأسباب انطلاقا من درس العناصر المعروفة.

واختار الباحثون 1600 متحجرة تنتمي إلى ست عائلات من الديناصورات، منها تلك الشهيرة كالتيرانوصورات ووالتريسيراتوبس والهدروصورات التي باتت معروفة من خلال فيلم «جوراسيك بارك».

وبين هذه العائلات الست ثلاث من الحيوانات العاشبة ومثلها من اللاحمة، تشمل 247 نوعا. وأعطيت كل متحجرة رمزا يتيح تتبع التشخيصات المتعاقبة التي توصل إليها العلماء منذ اكتشافها.

وتمكن العلماء بفضل هذه الطريقة للنمذجة الإحصائية من تحديد تاريخ ظهور كل نوع وانقراضه، على فترة زمنية تمتد من نهاية العصر الطباشيري قبل 145 مليون سنة إلى المرحلة التي سبقت الكارثة، أي قبل 66 مليون سنة.

وبالنتيجة، تبين أن «التنوع بلغ ذروته قبل 76 مليون سنة، وكان معدل تكوين أنواع جديدة مرتفعا في ذلك الوقت، ثم بدأ تراجع بطيء»، حسب ما شرح فابيان كوندامين.

- الديناصورات ازدهرت أيضا في القطب الشمالي

- كشف لغز قدرة الديناصورات الطائرة على تحمّل وزن رأسها

ولوحظ أن عدد أنواع الديناصورات تناقَصَ من نحو 50 إلى أقل من 20 قبل 66 مليون سنة، على مدى عشرة ملايين سنة، وهي فترة أطول بكثير من فترة أشباه البشر التي ينتمي إليها الجنس البشري.

وقارن الباحثون هذه البيانات الإحصائية بالبيانات البيئية (المناخية والبحرية والجيولوجية، إلخ) المعروفة أصلا التي لا خلاف عليها.

انخفاض 7 إلى 8 درجات
أظهرت النتائج ارتباطا تاما مع المنحنيات المناخية، إذ «كلما كان معدل انقراض الأنواع يزيد، كانت درجات الحرارة تنخفض»، وفق الخبير في التطور الكلي.

هذه الزيادة الكبيرة في البرودة التي أدت إلى فقدان درجات الحرارة على الأرض ما بين 7 و8 درجات، كانت تحصل تماما بموازاة تراجع وجود الديناصورات.

وأوضح فابيان كوندامين أن «الجو كان أكثر دفئا في ذلك الوقت، وكانت توجد أشجار نخيل وغابات منغروف عند مضيق بيرينغ» بين سيبيريا وألاسكا اليوم.

إلا أن الديناصورات لم تكن تستطيع إنتاج حرارة أجسامها، كما يفعل البشر، وكانت تعول بشكل كبير على بيئتها في ما يتعلق بالغذاء والحركة والتكاثر، وبالتالي فإن عملية الأيض الخاصة بها لم تكن قابلة للتكيف مع التغيير.

وثمة عامل مهم آخر، هو أن حالات الانقراض الأولى طالت الديناصورات العاشبة، قبل نحو مليوني سنة من شمولها الحيوانات العملاقة اللاحمة.

وبالتالي، قد تكون ندرة الديناصورات العاشبة التي تشكل فريسة لتلك اللاحمة، أدت إلى الإخلال بتوازن النظم البيئية وتسببت بانقراضات متتالية بين عائلات الديناصورات الأخرى، بحسب الدراسة.

وعندما ارتطم نيزك قطره 12 كيلومترا بالأرض، كان وجود الديناصورات تراجع أصلا، فلم تستطع التعافي من هذه الكارثة، على عكس ما فعلت بعض الثدييات الصغيرة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«إكس» تعارض سحب محتوى عن الاعتداء على الأسقف الأشوري في سيدني
«إكس» تعارض سحب محتوى عن الاعتداء على الأسقف الأشوري في سيدني
الصين سترسل طاقما جديدا إلى محطتها الفضائية غدا
الصين سترسل طاقما جديدا إلى محطتها الفضائية غدا
إدراك البشر للوقت يتأثر بخصائص الصورة
إدراك البشر للوقت يتأثر بخصائص الصورة
المسبار الياباني «سليم» يتخطى بنجاح ثالث ليلة جليدية قمرية
المسبار الياباني «سليم» يتخطى بنجاح ثالث ليلة جليدية قمرية
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم