قبل عقود طويلة كان السقا واحدًا من هؤلاء المألوف رؤيتهم في كثير من المدن والحارات والأزقة حول العالم، لكن الأمر تغير الآن.
وتتيح ندرة المياه في الشوارع الأكثر فقرًا من نيروبي لسامسون مولي كسب عيشه منذ 18 عامًا، فهو يبيع المياه في إحدى الضواحي الفقيرة للعاصمة الكينية، وهي مهنة شاقة توشك على الاندثار، حسب «فرانس برس».
ويروي هذا الرجل (42 عامًا): «حين كنت صغيرًا، كنت أحلم بأن أصبح رجل أعمال»، لكنه اليوم رب أسرة صغيرة، يجتهد لتأمين قوت طفليه ببيع المياه لأصحاب المتاجر في ضاحية كيبرا.
في كل صباح، ينطلق سامسون في عمله، يملأ في كل جولة 15 وعاء من الماء يتسع الواحد لعشرين ليترًا، يضعها على عربته، ويجرها إلى زبائنه، ليصل إليهم وهو يتصبب من العرق.
يشتري سامسون وعاء الماء ببضعة قروش، ويبيعه لزبائنه مع ربح يساوي ضعف ثمنه، ويمكن أن يصل دخله في اليوم الواحد إلى ثمانية يوروهات، وهو مبلغ قليل لكنه يكفي ليصد شبح الجوع عن بيته وأكثر من ذلك أيضًا.
ويقول: «هذا العمل غيَّـر حياتي، أطفالي صاروا يذهبون إلى المدرسة لأنني صرت قادرًا على تحمل نفقات تسجيلهم».
لكن سامسون لا يمكن أن يبقى معتمدًا على هذه المهنة طول حياته، فالتطور العمراني وتحسين البنى التحتية يشيران إلى أن أيام بيع المياه على العربات صارت معدودة.
تعليقات