قال قائد قوات القيادة العامة، المشير خليفة حفتر، إن الواقع يزداد سوءا، والحياة تزداد قسوة، وصبر المواطن بدأ ينفد وأمله يتضاءل، مضيفا: «واجبنا اليوم بعد أن طال أمد المعاناة، هو تحريض الشعب على ممارسة حقه الطبيعي في تقرير مصيره بالوسائل السلمية، وفق الآليات التي يراها تحقق أهدافه».
وأشار حفتر إلى «تزايد الأخطار التي تحيط بالوطن ووحدته»، متابعا: «لم يعد هناك من سبيل لتغيير هذا الواقع البائس والمرير إلا أن يمتلك الشعب زمام المبادرة السلمية بنفسه، ويرسم خارطة طريق الخلاص، دون نيابة أو وصاية من أحد»، حسب كلمته في فعالية بمنطقة الأبرق بالجبل الأخضر، أمس الأحد.
حفتر: الساحة السياسية لم تشهد إلا الإخفاقات المتتالية
وتابع أن «مشروع بناء الدولة على أسس دستورية ومبادرات شعبية لم ير النور حتى الآن، ولم تشهد الساحة السياسية إلا الإخفاقات المتتالية وانسداد الأفق، وتفاقم حدة الصراع»، معقبا: «لا غرابة ما دامت كل الاتفاقات المحلية والدولية الرامية إلى الحل الشامل لم تكتسب شرعيتها من إرادة الشعب ودعمها له».
- حفتر: تمكنا من إنجاز مشروع القضاء على الإرهاب
- المشير حفتر يفتتح مدرسة الكرامة التعليمية التخصصية باللواء 106 مجحفل
وأكمل: «لقد قمنا بما في وسعنا دعما لأي مسار سياسي من أجل بناء الدولة، والتقدم نحو حياة أفضل، وحرصنا على وقف إطلاق النار وتهدئة النفوس وتأكيد حسن النية والرغبة الصادقة في المصالحة وتجاوز المحن والتعصب وخطاب الكراهية الداعي لإراقة الدماء».
وأضاف: «شددنا الدعوة إلى الاهتمام بالحاضر والمستقبل، وطي صفحات الماضي، وعملنا ما بوسعنا لطمأنة كل الأطراف، و(نحن) جادون بأن يحل السلام ربوع بلادنا، وفي الانطلاق نحو بناء الدول المدنية التي يحكمها القانون، وكنا أول من دعا إلى انتخابات نزيهة وشفافة تنتج سلطات تكتسب شرعيتها من الشعب مباشرة، ولم نترك بابا للسلام إلا طرقناه».
حفتر: عفونا عن كل من اتهمنا بأننا دعاة حرب
ولفت إلى أن القيادة العامة «كانت سباقة في دعم أي مبادرة للم الشمل»، مكملا: «تجاهلنا كل الإدعاءات الباطلة على الجيش الوطني وقياداته، وعفونا عن كل من اتهمنا ظلما وبهتانا بأننا دعاة حرب، وأننا نسعى إلى اغتصاب السلطة بالقوة، كل ذلك من أجل التقدم إلى الأمام، وأن يشعر المواطن بأن صبره وتضحياته لم تذهب هباءً، وأن طموحاته وأمانيه في العيش الكريم بدأت تتحقق».
واختتم: «لسنا بحاجة إلى فلاسفة أو وعاظ نتعلم من خطاباتهم معنى الحب والتضحية، فلدينا من الشهداء والجرحى والمقاتلين البواسل ما يكفي ليعلموا البشرية قاطبة تلك المعاني والمفرادت.. إن من واجه أعتى أنواع الإرهاب نيابة عن العالم وهزمه شر هزيمة، في غنى عن تلقي الدروس في الواجبات والوطنية والبطولة والفداء، ومن راوده الشك في ذلك فإن ملحمة الكرامة منذ انطلاقها حتى إعلان انتصارها كفيلة بأن تنتزع الشك وتغرس محله اليقين».
تعليقات