حذر وزير الداخلية الإيطالي الأسبق، ماركو مينيتي، من أن احتمال عدم تنظيم الانتخابات الليبية بنهاية العام الحالي قد يترتب عليه تحول ليبيا إلى منطقتي نفوذ أجنبي مشابه للوضع في سورية.

مينيتي أدلى بهذه التصريحات في مقابلة نشرتها صحيفة (دي فيلت) الألمانية، تحدث فيها عن المذكرة الإيطالية-الليبية بشأن المهاجرين وعودة التدفقات، وفق وكالة آكي.

وحذر قائلا «إذا لم نتحرك بشكل عاجل، فسيكون من الصعب إجراء انتخابات في ليبيا في 24 ديسمبر، وإذا لم تقم الانتخابات، فمخاطر تصاعد التوترات مجددا كبيرة جدًا»، فـ«هناك احتمال تقسيم ليبيا إلى منطقتي نفوذ تركي وآخر روسي.. إنه النموذج السوري.. ستكون هزيمة ثقيلة لأوروبا و(بمثابة) أفغانستان أخرى».

تركيا وروسيا في ليبيا.. تغير جيوسياسي تاريخي
وتابع أنه بينما ينقسم الأوروبيون في بروكسل، وصلت تركيا وروسيا إلى ليبيا، قائلا «هذا تغير جيوسياسي تاريخي لا يمكن تصوره.. إذا قال لي أحد في عام 2017، أن الأتراك والروس سيصلون إلى ليبيا، ما كنت أصدقه».

- البيان الختامي لمشاورات «النواب والدولة» يدعو لمراقبة دولية للانتخابات الليبية وضمان احترام نتائجها

وأضاف مينيتي، رئيس مؤسسة مجموعة ليوناردو للبحوث (Med-Or)، أنه «في أوروبا، نركز في كثير من الأحيان على الشرق وتحدياته.. لكن روسيا وتركيا، وكلاهما قوتان شرقيتان، موجودتان الآن في ليبيا وسورية»، مضيفا «يتعين على الاتحاد الأوروبي الإدراك بأن التوازنات في البحر المتوسط تتغير، وعلينا التعامل معها لعقود كاملة».

ويرى مينيتي أن المشكلة تكمن في أن «أوروبا لم تستوعب بعد بالكامل أن منطقة وسط البحر المتوسط الموسعة، ستكون ذات أهمية حاسمة لمستقبلها».

ويعتبر وزير الداخلية الأسبق، أن الطريق إلى الأمام بالنسبة لأوروبا هو «أولاً وقبل كل شيء اقتراح ميثاق للهجرة والتنمية الاقتصادية مع تونس وليبيا، وعلينا التحرك بسرعة، فالمسألة غير قابلة للتأجيل، وفي ذات الوقت، من المهم دعوة ليبيا وتونس لتكثيف الحرب ضد المتاجرين بالبشر».

وأشار ردا على سؤال حول الزيادة الجديدة في تدفقات الهجرة، إلى أنه «بعد عام 2018، عاد النقاش إلى أوروبا ومسألة إعادة التوزيع والتوطين الداخلي، ومع ذلك، فإنه ليس ممكنا إيجاد توافق في الآراء (بين الدول الأوروبية) بشأن تعديل معاهدة دبلن، إذا لم يواجه الاتحاد الأوروبي التحدي الأفريقي أولاً».