Atwasat

الناجون من الوباء يروون لـ«الوسط» رحلة معاناتهم مع «كورونا»

بني وليد - بوابة الوسط: الصغير الحداد السبت 28 أغسطس 2021, 12:12 مساء
WTV_Frequency

مع استمرار تفشي جائحة «كورونا» في ليبيا، أصبحت التوعية بالإجراءات الوقائية وكيفية الابتعاد عن العدوى من الأمور بالغة الأهمية، فيما أصبح المتعافي من الفيروس بمثابة خبير يمكنه أن يقدم نصائح غالية للآخرين ليتفادوا الإصابة بهذ الفيروس متعدد الأعراض والأوجاع.

«الوسط» التقت عددًا من الأشخاص الذين تماثلوا للشفاء بعد عدة أسابيع قضوها في الحجر الصحي، ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية من جديد ليقصوا تجاربهم مع «كورونا».

-  للاطلاع على العدد 301 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا 

خليفة عبدالسلام قاوم فيروس كورونا، وانتصر عليه بعد إصابته بالفيروس، حيث عزل نفسه في غرفته ببيته بعد ظهور بعض الأعراض عليه كي لا يصيب أسرته ومجتمعه بهذا الفيروس السريع الانتشار.

يروي خليفة قصته فيقول: «شعرت في بداية الأمر بحرارة بسيطة وكحة جافة ومع الوقت ازدادت الحرارة وأصبح جسمي متعبًا ويصعب عليّ التحرك، أيقنت لحظتها إن هذا هو فيروس «كورونا» وقلت لنفسي وقع المحظور، رغم أني محافظ على الإجراءات الوقائية معظم الوقت».

يضيف خليفة: «زادت الأعراض فشعرت بآلام في منطقة الظهر وفقدت حاستي الشم والتذوق لمدة أيام، اتجهت إلى مركز الرصد لأخذ مسحة فكانت النتيجة موجبة وتأكدت إصابتي بالفيروس، فقمت بحجر نفسي في غرفتي لمدة 20 يومًا لا أرى أحدًا من أسرتي الذين يعيشون معي في المنزل خوفًا عليهم من الإصابة».

ويكمل: «في فترة الحجر تناولت عدة أطعمة لتزيد من مناعتي ضد الفيروس مثل الحساء الساخن المليء بالخضروات إضافة إلى بعض الأدوية التي صرفها لي الطبيب مثل فيتامين سي، والزنك ، والبنادول».

المشككون في الفيروس لا يزالون حاضرين 
حسام حميد لم يخجل من رواية قصته مع الفيروس، حتى يستفيد منها جميع المواطنين خاصة المشككين في وجود الفيروس إلى حد الآن، يقول: «لا أتذكر بالضبط متى أصبت بهذا الفيروس؛ لكن في البداية أحسست ببعض الأعراض التي تتشابه مع أعراض البرد مثل الزكام، فقررت متابعة نفسي وتصفحت مواقع صحية على الإنترنت لأعرف ما هي أعراض الإصابة بالفيروس، وما هو الاختلاف بين الأنفلونزا و«كورونا» المستجد» .

يضيف حميد: «استمرت حرارة جسمي في الارتفاع فقررت الذهاب إلى المستشفى للفحص وطلبوا مني الذهاب إلى مركز الرصد وإجراء مسحة الأنف، وبعد 24 ساعة ظهرت النتيجة وتبين أني مصاب بالفيروس وتم وضعي تحت الحجر الصحي في المنزل ومتابعة الطبيب عبر الهاتف».

«أيام العزل كانت قاسية لبقائك وحدك أكثر من أسبوعين لا ترى أحدًا تفكر في حالتك الصحية إلى أين ستصل؛ لكن بعد مرور الأسبوع الأول ارتحت نفسيًا لأني لم أحتج إلى الأكسجين الصناعي ما يدل على تحسن حالتي وتجاوزت مرحلة الخطر»، هكذا يصف حميد لحظاته الصعبة مع الفيروس.

الحجر الصحي خطوة مهمة في العلاج
حميد يؤكد أن الجزء الأهم في عملية العلاج وفترة الحجر الصحي هو العامل النفسي لمواجهة الفيروس برفع المناعة وممارسة الرياضة وتغيير الجو ومزاج المريض في فترات الإصابة. وحسب منظمة الصحة العالمية فإن أعراض فيروس «كورونا» الأكثر شيوعًا تتمثل في الحمى والإرهاق والسعال الجاف، فيما قد يعاني البعض أعراضًا أخرى كالأوجاع أو احتقان الأنف أو الرشح، أوألم الحلق، أو الإسهال.

وتبدأ الأعراض، بحسب المنظمة العالمية، خفيفة وبشكل تدريجي، ويصاب البعض بالعدوى دون ظهور أي أعراض، كما أن 80% من المرضى يتعافون دون الحاجة إلى علاج شديد.

سالمة الفقي هي الأخرى أصيبت بالفيروس وهي معلمة بإحدى مدارس مدينة بني وليد، وتعرضت لأعراض صعبة بحسب وصفها مثل وجع رأس وألم شديد في العظام وتعب خلال خمسة أيام من الإصابة.

تقول الفقي: «أعتقد أني شفيت لأني أتناول غذاء صحيًا يعتمد على الخضروات والحبوب، لذا كانت مناعتي قوية فقاومت المرض رغم الأعراض الصعبة». وتضيف: «أصبت بالعدوى من المدرسة لأن أبنائي وزوجي لم يصابوا بالفيروس وظهرت نتائجهم سالبة، وبقيت في المنزل فترة الحجر ومارست عدة هوايات مثل القراءة ومتابعة أخبار الفيروس وأنواع اللقاح».

الدكتور أحمد الزيادي رئيس اللجنة الاستشارية بلجنة «كورونا» في بني وليد: يقول إن معظم سبب حالات الوفاة هي العدوي التانوية وخاصة بعد أسبوعين والإفراط في استخدام المضادات الحيوية وغياب التقييم بواسطة الأشعة التشخيصية لعدم وجودها عندنا، وهذا يؤخر تقييم الحالة، إضافة إلى أن حالات كتيرة يكون فيها مستوى الأكسجين قليلًا والأهل يرفضون العزل، مع غياب العناصر المتخصصة في التعامل مع الحالات وخاصة الحرجة.

ويقدم الزيادي بعض النصائح منها «الإكتار من السوائل يوميًا حوالي 3 إلى 4 لترات، الغداء الجيد وخاصة الذي يحتوي علي فيتامين سي، ممارسة الرياضة، الراحة وإيقاف جميع الأنشطة اليومية، استخدام المضمضة أكثر من مرة، قياس مستوى الأكسجين وضغط الدم على الأقل مرتين يوميًا، استخدام نفخ البالون أكثر من مرة في اليوم وهو رياضة الجهاز التنفسي، قياس درجة الحرارة أكثر من مرة».

الإصابات دون الألفين
على صعيد البيانات الرسمية اليومية، جاءت إحصاءات الأسبوع الجاري وفق بيانات المركز الوطني لمكافحة الأامراض كالتالي: فقد أعلن المركز الوطني تسجيل 1722 إصابة جديدة بفيروس «كورونا المستجد»، إضافة إلى 34 حالة وفاة، بينما تماثلت 959 حالة للشفاء خلال السبت الماضي. وقال المركز في بيانه رقم «487»، المنشور على صفحته بموقع «فيسبوك»، إنه تسلم، 7260 عينة للكشف عن فيروس «كورونا»، وتبين سلبية 5538عينة، وإيجابية 1722 عينة بنسبة 23.7% من إجمالي العينات المفحوصة.

الأحد: 1625 إصابة جديدة بـ«كورونا» و25 حالة وفاة وشملت حصيلة يوم الأحد، تسجيل 1625 إصابة جديدة. وتماثل للشفاء 1270 مصابًا، فيما تُوفي 25 آخرين، حسب بيان المركز على صفحته في موقع «فيسبوك»، الإثنين.

وفي يوم الإثنين، سجلت ليبيا 1894 إصابة جديدة بالفيروس المستجد، وتماثل للشفاء 730 مصابًا، وتُوفيّ 23 آخرون، حسب الإحصائية المنشورة على صفحة المركز في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، الثلاثاء.  تم تسجيل 1682 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» المستجد، فيما تماثل للشفاء 946 مصابًا، في حين توفي 27 آخرون، حسب بيان المركز الوطني لمكافحة الأمراض المنشور على صفحته في موقع التواصل «فيسبوك»، الأربعاء.

وبذلك وصل إجمالي الإصابات بالفيروس إلى 300 ألف و455 حالة، منها 80 ألفًا و183 نشطة، و216 ألفا و146 متعافى، و4126 متوفى منذ بدء انتشار الوباء في البلاد مارس 2020.

التطعيم
على صعيد التطعيم ، أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض بدء إعطاء الجرعة الثانية من لقاح «أسترازينيكا» في 19 أغسطس الجاري للذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح، على أن تكون قد مضت على تلقيهم الجرعة الأولى فترة أربعة أسابيع على الأقل.

وقال المركز، إن إقبال المواطنين «ممتاز» على التطعيم بالجرعة الثانية ضد فيروس «كورونا»، مشيرًا إلى التجاوب والالتزام بكل الإجراءات الوقائية والاحترازية لضمان سير حملة التطعيم بشكل جيد، حسب منشور في صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

مجمع الضراط
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة، الثلاثاء، الانتهاء من تجهيز ثاني أكبر مركز للقاحات في ليبيا، وذلك بمجمع سليمان الضراط بالمدينة الرياضية في بنغازي.

وبرعاية مباشرة من رئاسة حكومة الوحدة الوطنية؛ افتتح الدكتورعلي الزناتي وزير الصحة صباح الأربعاء، مركز التطعيمات بمجمع سليمان الظراط بالمدينة الرياضية بمدينة بنغازي. حضر الافتتاح عميد بلدية بنغازي، ورئيس ديوان وزارة الصحة بالمنطقة الشرقية، ومدير إدارة الخدمات الصحية، وعدد من مدراء الإدارات بوزارة الصحة.

وشهد اليوم الأول من انطلاق الحملة حضورًا كبيرًا من المواطنين الراغبين في تلقي التطعيمات، وسط إجراءات احترازية وتنظيمية مميزة بالتعاون مع عدد من الجهات منها مفوضية بنغازي للكشافة والمرشدات.

-  للاطلاع على العدد 301 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا 

وأكد وزير الصحة أن الحملة ستستمر حتى نفاد كمية اللقاح، مشددًا على ضرورة تلقي اللقاح لأنه السبيل الوحيد للقضاء نهائيًا على الفيروس. واثنى الزناتي في كلمة له على جهود كل الجهات المساهمة في نجاح هذه الحملة سواء كانت جهات أمنية أو خدمية أو مؤسسات مجتمع مدني، مشيدًا بوعي المواطنين.

وحسب الإحصائية الصادرة عن المركز الوطني لمكافحة الأمراض تجاوز عدد المتحصلين على اللقاح في ليبيا المليون شخص.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الدبيبة في أديس أبابا على رأس وفد وزاري
الدبيبة في أديس أبابا على رأس وفد وزاري
حفتر يبحث «مجمل أوضاع الجنوب» مع حماد وعمداء بلديات الواحات
حفتر يبحث «مجمل أوضاع الجنوب» مع حماد وعمداء بلديات الواحات
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
اتفاقية لإدارة المياه الجوفية بين ليبيا والجزائر وتونس
اتفاقية لإدارة المياه الجوفية بين ليبيا والجزائر وتونس
«جنايات طرابلس» تقضي بالسجن عامًا لثلاثة مسؤولين سابقين في وزارة الصحة
«جنايات طرابلس» تقضي بالسجن عامًا لثلاثة مسؤولين سابقين في وزارة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم