أبدت الشركات الفرنسية رغبتها في الحصول على نصيبها من مشروعات إعادة الإعمار التي ستشرع فيها ليبيا، مركزة إلى جانب مجالات الطاقة على الصحة وتهيئة المطارات والموانئ، في محاولة للدخول في منافسة مع الشركات الايطالية والتركية.

وعقدت منظمة أرباب العمل الفرنسية المعروفة اختصارا بـ«ميديف» اتصالاتها مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة بمناسبة زيارته العاصمة باريس ولقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأول من شهر يونيو الجاري، حيث تتطلع إلى أخذ مركز متقدم في سوق العقود الكبرى لإعادة الإعمار في ليبيا.

«ميديف» الفرنسية تركز على قطاعات الصحة والمطارات والموانئ والأمن
وكشفت مجلة «جون أفريك» الفرنسية الأسبوعية، يوم الإثنين، تفاصيل لقاء «ميديف» مع الدبيبة ووفد رفيع المستوى في مقر المنظمة في باريس، وضم كلا من وزراء الاقتصاد محمد حويج والنفط والغاز محمد عون والصحة علي الزناتي والنقل محمد سالم الشهوبي. ومن الجانب الفرنسي حضر الرئيس التنفيذي لشركة «فينشي للمشاريع الكبرى» باتريك قادري، ورئيس مجلس الأعمال الفرنسي الليبي، و15 ممثلا عن مجموعات فرنسية كبيرة، بما في ذلك «توتال» للطاقة و«دينوس» المتخصصة في المجال الصحي و«سانوفي» إحدى شركات الأدوية الكبرى. فيما ركزت النقاشات على سوق إعادة الإعمار، لا سيما في قطاعات الصحة وتهيئة المطارات والموانئ والأمن.

التقرير الفرنسي نقل حرص المنظمة على عدم تفويت قارب إعادة إعمار ليبيا، التي يتحسن مناخ الأعمال فيها منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الموقتة في شهر فبراير الماضي، خاصة أنه منذ ثورة فبراير في العام 2011، تراجع حضور الشركات الفرنسية في السوق الليبية، إذ يعود آخر اجتماع للمنظمة في ليبيا إلى العام 2012، لكن تشكيل سلطة موحدة أحيا الأمل بالخروج من الأزمة.

- الدبيبة: فرنسا لها دور مهم في دعم برنامج استقرار ليبيا «وتعزيز قرارنا السياسي»
- الدبيبة يبحث مع وزيرة الجيوش الفرنسية آليات التعاون في تأمين الحدود الجنوبية لليبيا
- الدبيبة يبدأ زيارته إلى فرنسا بلقاء لودريان للتنسيق بشأن «مؤتمر برلين 2»

وما فتح الشهية الدولية على العودة إلى الاستثمار في ليبيا التي دمرتها عدة سنوات من الحرب، إعلان الدبيبة عن رغبته في تخصيص 22 مليار دينار من الموازنة للمشاريع التنموية.

تحديات المنافسة أمام الشركات الفرنسية في ليبيا
لكن «جون أفريك» تلفت النظر إلى تحديات المنافسة التي قد تعترض الشركات الفرنسية على أرض الواقع، وهو هجوم تشنه الشركات التركية والإيطالية، حيث استمرت أنقرة في توطيد علاقاتها التجارية مع طرابلس معلنة عودة الشركات التركية إلى ليبيا في شهر أبريل الماضي، علما بأنها تستفيد من قربها من الدبيبة، وهو رجل أعمال قوي من مصراتة وعمل لفترة طويلة في تركيا.

وقبل توقفه في باريس خلال جولته الخارجية زار قبلها روما، حيث عمل أيضا على تأمين عقود في برنامج إعادة الإعمار، وناقش مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إحياء الاستثمارات، وإعادة تفعيل اتفاقية العام 2008، الموقعة بين سيلفيو برلسكوني ومعمر القذافي، التي تتضمن اتفاقات حول تنفيذ مشاريع بناء كبرى.

وفي وقت تريد إيطاليا استعادة نفوذها في ليبيا بسبب ماضيها الاستعماري، حد منه نفوذ تركيا وروسيا منذ تورطهما في ليبيا في عام 2019، حسب التقرير الفرنسي الذي أكد تفاؤل الشركات الفرنسية غير أنها لا تزال تشعر بالقلق إزاء مصير الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر إجراؤها في الـ24 من شهر ديسمبر.

وكان الدبيبة التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان إيف لودريان، ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي. وشدّد الدبيبة خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع ماكرون في قصر الإليزيه، على «الدور المهم لفرنسا في دعم برنامج استقرار ليبيا وتعزيز قرارنا السياسي»، وأشار إلى أن «اللجنة الليبية الفرنسية العليا المشتركة لم تجتمع منذ العام 2002، واتفقنا مع الفرنسيين على تفعيلها». وأوضح أن هناك مشاريع مشتركة بين ليبيا وفرنسا «نتطلع لاستكمالها في أقرب وقت».