أكد وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، أن مبادرة الجزائر للحل في ليبيا «مبنية على ثلاثة مبادئ»، وأنها «ليست مبنية على تنافس مع المبادرات الأخرى» المطروحة ومن بينها «عملية برلين»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، اليوم الجمعة.

وتحدث بوقادوم في حوار أجرته معه قناة «روسيا اليوم» بمناسبة زيارة العمل التي قام بها إلى موسكو عنونته القناة «الجزائر... حراك دبلوماسي لحل الأزمة الليبية»، عن المقاربة الجزائرية لحل الأزمة الليبية والتهديدات التي قد تطال دول جوار ليبيا المباشر «الجزائر مصر وتونس» أو الجوار الكبير كالتشاد والنيجر والسودان وحتى مالي، التي أثر الوضع الليبي عليها بشكل كبير.

وقال بوقادوم إن «مقاربة الجزائر للحل المزمع في ليبيا معروفة وهي مبنية على الحل السياسي.. نحن نؤكد عليها دائما مع جميع الشركاء في العالم ولحد اليوم لم يرفضها أحد». مضيفا: «نحن مصرون على أن يقتنع جميع الشركاء وجميع الفرقاء والأطراف المعنية بالملف الليبي بضرورة حل سياسي في ليبيا».

ثلاث مبادئ للمقاربة الجزائرية للحل في ليبيا
وأوضح بوقادوم أن المقاربة الجزائرية للحل في ليبيا «ليست مبنية على تنافس مع المبادرات الأخرى، لكنها لا تختلف مع مبادئ مؤتمر برلين الذي شاركت فيه الجزائر وكذا جميع الأطراف الليبية».

وأضاف أن «مقاربة الجزائر مبنية على ثلاثة مبادئ هي: الحل السلمي مع رفض الحل العسكري، وقف إطلاق النار والشروع في المفاوضات مع رفض كل التدخلات الخارجية ورفض تدفق الأسلحة واحترام حظرها على ليبيا»، مشيرا إلى وجود «تقارب موحد بين الجزائر وتونس، وكذلك نوعا ما مع مصر بخصوص الحل في ليبيا».

الجزائر تسعى إلى تحريك آلية دول الجوار الثلاثية
وتحدث بوقادوم عن التحديات والتهديدات التي يفرضها الوضع في ليبيا على الأمن القومي لجميع الجيران بما فيها الجزائر. حيث قال: «نحن نشارك ليبيا في ألف كلم من الحدود البرية والعلاقات العائلية والقبائلية بين الجانبين تفرض علينا أن تكون لدينا نظرة خاصة باتجاه ليبيا».

ونوه بأن «الجزائر تسعى إلى تحريك آلية دول الجوار الثلاثية (الجزائر- تونس- مصر) وأيضا الجوار الكبير مع تشاد والنيجر والسودان وحتى مع مالي ولو أنها ليست دولة جارة مباشرة»، مؤكدا إصرار الجزائر «على مواصلة الوقوف على مسافة واحدة بين الأطراف الليبية المعنية بالصراع الحالي».

الجزائر مستعدة لاستضافة أي مفاوضات ليبية
وجدد بوقادوم استعداد الجزائر لاحتضان أي مفاوضات بين الأطراف الليبية، وقال إنها «في تواصل مستمر مع جميع الأطراف الليبية المعنية بما فيها تلك غير الظاهرة في إشارة للقبائل الليبية»، وفق وكالة الأنباء الجزائرية.

ولفت الوزير الجزائري إلى أنه «عادة ما تقتصر مسألة ليبيا عند بعض الدول على بنغازي وطرابلس ولكن ليبيا هي أوسع من ذلك»، موضحا أن «الإرادة موجودة لدى أطراف النزاع لتقريب وجهات النظر ورفض لغة المدفعية في ليبيا لكنها في الوقت الراهن مجرد كلام».

وفي رده عن مكونات المجتمع الليبي وتعدد القبائل واحتمال تسلحها ومدى خطورة ذلك رد بوقادوم قائلا: «إن الخطورة الحقيقية تكمن في انعدام الأمن لهذه القبائل وشعورها بالتهميش»، مشددا على أهمية «إعطائها أملا في مستقبل يعمه السلم والعيش في دولة موحدة محترمة لها كامل السيادة».

الجزائر ستواصل محاولاتها لإقناع الأطراف الليبية بالعودة إلى طاولة المفاوضات
كما أكد أن «أي مكروه يمس ليبيا يمس الجزائر، ولا نريده ونرفضه بصفة قطعية الآن أو مستقبلا»، موضحا أن «ابتعاد الدولة وخدمات الدولة في بعض المناطق بليبيا سيولد لدى القبائل شعورا بالتهميش والتهديد، وهو ما لا نريده وحذرنا الكثيرين (...) من أن ذلك يعد من العوامل الخطيرة على المستقبل الليبي».

اقرأ أيضا: الجزائر تحذر من «تصرفات» قد تؤدي إلى تقسيم ليبيا

وجدد بوقادوم دعوة الأطراف الليبية إلى الابتعاد عن لغة السلاح والعودة إلى طاولة المفاوضات، التي  قال إنها «أمر ممكن»، مشددا على أن «الجزائر ستواصل محاولاتها لإقناع الأطراف بذلك والمضي قدما في هذا الاتجاه».

وفي ذات المقابلة حذر وزير الخارجية الجزائري، «من تصرفات قد تؤدي إلى تقسيم ليبيا» داعيا جميع الأطراف إلى ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها والتمسك بالحل السياسي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.