بدأت اليوم الأربعاء الانتخابات البرلمانية التي يجريها النظام السوري، بينما تشهد البلاد تصعيدًا في أعمال العنف بعد ستة أسابيع من وقف إطلاق النار.

وافتتحت مراكز الاقتراع في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، أي ما يعادل ثلث الأراضي السورية ويقطنها 60% من السكان، لاستقبال الناخبين لمدة 12 ساعة، إلا إذا ارتأت اللجنة القضائية تمديد الفترة الزمنية «إن دعت الضرورة لذلك»، وفق ما نقلته «فرانس برس».

ويعد هذا الاقتراع الثاني منذ اندلاع الحرب السورية العام 2011. ويوجد أكثر من 7200 مركز للاقتراع، منها 2315 مركزًا في دمشق وريفها إضافة إلى 540 مركزًا لأبناء المحافظات الساخنة مثل الرقة ودير الزور، في حين بلغ عدد مراكز حلب ومناطقها 610 مراكز.

ويتنافس حاليًا 3500 مرشح، من أصل 11341 مرشحًا كانوا أعلنوا ترشحهم لكنهم انسحبوا من السباق «لاعتقادهم أنهم غير قادرين على المنافسة»، وفق رئيس اللجنة القضائية هشام الشعار للصحافة.

وأشارت اللجنة القضائية إلى أن الانتخابات التشريعية «ستقام في جميع المناطق ما عدا الرقة وادلب الخاضعتين لسيطرة تنظيم (داعش) و(تنظيم جبهة النصرة) وفي المناطق التي تشهد مشاكل أمنية».

واعتبرت جماعات المعارضة في الداخل والخارج والغرب الانتخابات «غير شرعية»، إلا أن روسيا، الحليف الأبرز لنظام بشار، اعتبرتها «مطابقة للدستور السوري الحالي». فيما دعت الأمم المتحدة لإقامة انتخابات عامة خلال العام 2017.

ويتزامن الاقتراع مع استئناف جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين النظام والمعارضة بإشراف الأمم المتحدة اليوم الأربعاء في جنيف.

وتركت الحرب بصمتها على شعارات المرشحين التي تنوعت بين «نحن من أجل الأمان»، «من أجل أبنائنا الذين قتلوا، نستمر». وقدم أحد المرشحين نفسه على أنه صوت «شهداء جيشنا الباسل» فيما تغنى آخر بـ«سورية المنتصرة».

واستمرت المعارك المسلحة في مناطق عدة داخل سورية، ففي محافظة حلب (شمال)، التي كانت المحافظة الأغنى في البلاد قبل اندلاع الحرب في مارس 2011، تشتد المعارك بين قوات النظام وحلفائه كروسيا من جهة ومقاتلي «القاعدة» من جهة اخرى على عدد من الجبهات على امتداد الطريق الدولية التي تربط حلب بالعاصمة دمشق.