Atwasat

إندونيسيا تفتح تحقيقا بشأن تورط عناصر من الشرطة في كارثة التدافع بملعب كرة قدم

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 04 أكتوبر 2022, 03:26 مساء
WTV_Frequency

يخضع عناصر من شرطة النخبة الإندونيسية، للتحقيق الثلاثاء على خلفية حادثة تدافع وقعت في ملعب كرة قدم أودت بحياة 131 شخصًا بينهم عشرات الأطفال في إحدى الكوارث الأكثر دموية في تاريخ كرة القدم.

ومع تصاعد الغضب الشعبي، تحرّكت الشرطة لمعاقبة المسؤولين عن التدافع في مدينة مالانغ، الذي قال شهود إنه بدأ عندما أطلق عناصر الأمن الغاز المسيل للدموع باتّجاه المدرجات المكتظة لمنع الجماهير من النزول إلى الملعب، وفق وكالة «فرانس برس».

وقال قائد شرطة شرق جاوا، نيكو أفينتا، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، «بصفتي قائدا للشرطة الإقليمية، أشعر بالقلق والحزن والأسف على أوجه القصور في العملية الأمنية».

وكانت مدرجات كانجوروهان تعج بالجماهير مساء السبت بوجود 42 ألف مشجّع لنادي «أريما» لكرة القدم في مباراة أمام خصمه «بيرسيبايا سورابايا».

وبعد خسارة غير مسبوقة منذ أكثر من عقدين للفريق 3-2 أمام «بيرسيبايا سورابايا»، تدفق المشجعون إلى الملعب لمواجهة اللاعبين والإدارة.

ورد عناصر الأمن على اقتحام الملعب بالقوة، فركلوا المشجعين وضربوهم بالهراوات، بحسب شهود وتسجيلات مصورة، ما دفع المزيد من المشجعين لدخول الملعب.

وقال منسّق مجموعة أنصار «أريما»، داني أغونغ براسيتيو، لـ«فرانس برس»، «إذا كانت هناك أعمال شغب، فيجب أن يجري إطلاق (الغاز المسيل) في المعلب لا المدرجات».

ارتفاع حصيلة القتلى بعد وفاة 6 مصابين
وارتفعت حصيلة القتلى، الثلاثاء إذ قال مسؤول الصحة المحلي ويانتو ويجويو، لـ«فرانس برس» إن ست ضحايا آخرين توفوا متأثرين بإصاباتهم.

وأفاد مسؤولون إندونيسيون، أنه جرى بيع أكثر من 4000 تذكرة إضافية عن المقرر، بينما بدا أن بعض بوابات الملعب كانت مغلقة، بحسب شهود.

ودفع ذلك المشجّعين الأقوى بنية للصعود على حواجز كبيرة هربا من الفوضى، بينما راح الأضعف بنية ضحية التدافع فيما انهال الغاز المسيل للدموع.

وقال أحد الناجين، وهو فتى يبلغ 16 عاما لـ«فرانس برس»، «كانت البوابات مغلقة، لذلك كان الناس يتدافعون. انبطح البعض في زاوية» قرب بوابة مغلقة في محاولة للهرب من التدافع.

وأضاف «في المدرج، كان هناك أشخاص أصيبوا مباشرة (بعبوات الغاز المسيل). رأيت الأمر بنفسي».

إقالة وتوقيف عناصر من الشرطة
وأقيل الإثنين قائد شرطة مالانغ، وجرى تعيين بديل له، كما أقيل تسعة عناصر شرطة فيما وضع 19 قيد التحقيق على خلفية الكارثة، بحسب الناطق باسم الشرطة الوطنية، ديدي براسيتيو.

وذكر بأن العناصر المقالين هم أعضاء في «لواء الفيلق المتحرك»، الذي يقوم بدور وحدة شبه عسكرية للعمليات الخاصة لقوة الشرطة الإندونيسية، والتي تعرف باستعانتها بتكتيكات عنيفة للسيطرة على الحشود.

وحظر اتحاد كرة القدم الإندونيسي، مسؤولين من نادي «أريما» مدى الحياة على خلفية الكارثة، وهما رئيس اللجنة التنظيمية للنادي عبدالحريص وعنصر أمن، كما جرى تغريم النادي 250 مليون روبية (16 ألف دولار).

«أصدقاؤنا ماتوا هنا»
وأقام مشجّعو نادي «أريما» لكرة القدم كشكا في الهواء الطلق، في مالانغ الإثنين لتسلّم الشكاوى القانونية.

وقالوا إنهم سيرفعون دعوى قضائية ضد عناصر الأمن، لتسببهم بسقوط عشرات القتلى جراء استهداف المتفرجين من بشكل عشوائي داخل مدرجات مغلقة.

وعلّقت الحكومة الإندونيسية الدوري الوطني لكرة القدم، وأعلنت تشكيل فريق عمل للتحقيق في المأساة، وذكرت بأن التحقيق سيستغرق ما بين أسبوعين وثلاثة.

وتزايدت الدعوات لفتح تحقيق مستقل، منذ بدأت تفاصيل التدافع تتوارد نهاية الأسبوع.

«لا توجد أوامر بإطلاق الغاز المسيل للدموع»
وقال مفوض لجنة حقوق الإنسان الوطنية ألبيرتوس واهيوريدهانتو، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، «لا توجد أوامر لا بإطلاق الغاز المسيل للدموع ولا إقفال البوابات».

وبدا غضب المشجّين جليا خارج الملعب، حيث أُحرقت عربة للشرطة، وكتب على الجدران عبارات على غرار «الغاز المسيل للدموع مقابل دموع الأمّهات» و«أصدقاؤنا ماتوا هنا».

32 طفلا بين القتلى
ومن المقرر أن تقام تجمّعات جديدة لتكريم الضحايا في مالانغ الثلاثاء، بعدما تجمّع مشجّعو نادي «أريما» خارج الملعب قبل يوم لوضع أكاليل الزهور في الموقع، والصلاة من أجل الضحايا.

وكان من بين القتلى 32 طفلا، بحسب ما أفاد مسؤول في وزارة تمكين المرأة وحماية الطفل، مضيفا أن أصغرهم كان يبلغ نحو ثلاث أو أربع سنوات.

«يوم أسود» لكرة القدم
ووصف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جاني إنفانتينو، ما حدث بأنه «يوم أسود» لكرة القدم.

وتحظر إرشادات السلامة التي يضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم، استخدام الغاز المسيل للدموع لضبط الجماهير خارج خطوط الملعب.

كما قدّم أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه تعازيه، وقال في تعليق على إنستغرام، إن «العنف والرياضة لا يختلطان».

ووقف «مجلس آسيا الأولمبي»، دقيقة صمت خلال اجتماع لمجلسه التنفيذي في كمبوديا الثلاثاء، وقال رئيسه بالإنابة راجا راندير سينغ، «كانت مأساة فظيعة».

ويمثّل عنف جماهير كرة القدم مشكلة في إندونيسيا، ومُنع مشجّعو «بيرسيبايا سورابايا» بسببه.

وبدا أن جميع الأمور سارت بشكل سيئ خلال مباراة ليل السبت، ما أدى إلى الكارثة غير المسبوقة في ملعب إندونيسي.

وقال الخبير المتخصص بكرة القدم الإندونيسي، بانغيران سياهان، لـ«فرانس برس»، «كان من الواضح بأن أمرا سيئا سيحدث.. هذه هي المخاوف التي تنتابك عادة عندما تسافر لحضور مباراة هنا»، مضيفا «هناك العديد من المخاطر في كل مرة تدخل فيها ملعبا لكرة القدم في إندونيسيا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فرنسا ترحل شخصًا تشتبه بترويجه للنظام الإيراني
فرنسا ترحل شخصًا تشتبه بترويجه للنظام الإيراني
بعد مناظرة ترامب... ديمقراطيون يدعون بايدن إلى الانسحاب من السباق الرئاسي
بعد مناظرة ترامب... ديمقراطيون يدعون بايدن إلى الانسحاب من السباق...
محادثات لبوتين وشي جينبينغ في كازاخستان
محادثات لبوتين وشي جينبينغ في كازاخستان
الاحتلال يصادق على مصادرة 12.7 كيلومتر مربع في الضفة الغربية المحتلة
الاحتلال يصادق على مصادرة 12.7 كيلومتر مربع في الضفة الغربية ...
«حزب الله» يعلن قصف مقرين عسكريين إسرائيليين بـ«100 صاروخ كاتيوشا»
«حزب الله» يعلن قصف مقرين عسكريين إسرائيليين بـ«100 صاروخ ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم