قدَّمت «وكالة فرانس برس» تفسيرًا دبلوماسيًّا لتقديم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حصانًا هدية إلى نظيره الصيني شي جينبينغ.
وقالت الوكالة في تقرير لها إنَّ الهدية تأتي استعادةً لتقليد كان يعرف بـ«دبلوماسية الحصان» يعود إلى «أزمنة غابرة» حسبما يقول المؤرخ لويس غورو صاحب كتاب «الحصان حيوان سياسي» الصادر العام 2009.
كان تقديم الحصان إلى الإمبراطور في الصين خلال الأزمنة القديمة يفسَّر على أنه إعلان للطاعة.
ويعود استخدام الحصان هدية دبلوماسية إلى أزمنة غابرة موغلة في القدم، حيث يعد تقديم حصان دليل احترام، وأحيانًا ولاء وفق الوكالة.
أصل الحكاية في التاريخ
تاريخيًّا تلقى الملك لويس الرابع عشر العام 1699 أحصنة من سلطان المغرب مولاي إسماعيل، الذي كان يسعى إلى التقرب من فرنسا. وتلقى نابليون كثيرًا من الأحصنة هدايا من السلطان العثماني خصوصًا حصان رائع كان يدعى «الوزير» وقد بقي معه طوال سنوات حكمه.
وخلال العصر الحديث تلقى غالبية الرؤساء الفرنسيين أحصنة هدايا كانوا يسلمونها إلى حدائق خاصة بتربية الخيل.
يعتبر الحصان منذ القدم رمز قوة وسلطة لأنَّ امتلاكه حصر على طبقة معينة لارتفاع ثمنه أما الذين يمتطونه فهم من طبقة أرستقراطية
وحده الرئيس فرنسوا ميتران تلقى حصانًا هدية من رئيس تركمانستان، صابر مراد نيازوف، أهداه إلى ابنته مازارين التي لم يكن معروفًا أنَّها ابنته في تلك الفترة.
رمز للقوة والسلطة
منذ القدم يعتبر الحصان رمز قوة وسلطة لأن امتلاكه حصر على طبقة معينة لارتفاع ثمنه، أما الذين يمتطون الحصان فهم من طبقة أرستقراطية، وبالتالي فإنَّ الحصان يبقى هدية رائعة.
والدليل على ذلك أنَّ غالبية صور الملوك كانت لهم وهم على صهوة حصان.
المؤرخ لويس غورو: ماكرون قدم حصانًا مخصيًّا في حين أنَّ التقليد يقضي بأن يكون الحصان الهدية قادرًا على التكاثر
أما استخدام الحصان كرمز للسلطة، فهو تقليدٌ يتجاوز الحدود والمناطق. من كيم إيل سونغ إلى ماو تسي تونغ إلى الجنرال ديغول وتشرشل وحتى بوتين جميعهم استخدم الحصان للدلالة على سلطتهم.
وفي الصين خلال الأزمنة القديمة كان تقديم الحصان إلى الإمبراطور يفسَّر على أنَّه إعلان للطاعة.
وردًّا على سؤال من «فرانس برس» للمؤرخ لويس غورو بشأن ما توحي به هدية الحصان التي قدَّمها ماكرون إلى الرئيس الصيني قال غورو وفق الوكالة: «فوجئت فعلاً بأن تكون خطرت على باله فكرة تقديم حصان إلى الصينيين. أولاً لأنَّه هو نفسه رفض حصانًا أراد الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا تقديمه له خلال زيارته الأولى إلى مالي. إلا أنه عاد واستخدم هذه الوسيلة الدبلوماسية مع الرئيس الصيني. وثانيًّا لأنَّ ماكرون قدم حصانًا مخصيًّا في حين أنَّ التقليد يقضي بأن يكون الحصان الهدية قادرًا على التكاثر. وقد تم تناسي كل هذه التقاليد اليوم ولو كانت هذه الهدية قدِّمت خلال القرنين الثامن عشر أو التاسع عشر لكانت اُعتبرت إهانة».
تعليقات