في قلب الصحراء وسط بحر رمال أوباري تبدو «بحيرة قبر عون»، أو كما تسمي أم البحيرات، وكذلك أجملها محمية بأشجار النخيل وكثبان الرمال، تمنح الحياة في ذلك البحر من الرمال المحاط بالسّكون، لا أحد يعلم العمر الحقيقي للبحيرة، ولا عمقها أيضًا، وسميت باسم «قبرعون» نسبةً إلى أحد الأولياء، أو «المرابطين» كما يسمّيهم الليبيون، يدعى عون، وما زال قبره موجودًا، في مرتفع رملي شاهق على الناحية اليمنى من البحيرة.

رحل سكان وأهالي قبرعون عنها في العام 1989، حيث تم بناء قرية جديدة لهم في منطقة وادي الآجال، تحمل اسم قرية البحيرة.

لا يمكن الوصول للبحيرة إلا عبر طرق صحراوية رمليّة، ولا توجد لها طريق معبدة، واشتهرت قديمًا بزراعة البصل والطماطم، وكان يجفف ويتم تحميله على الدواب إلى مناطق أخرى، ومن أبرز ما تنتج هذه البحيرة ويتم تصديره (الدود)، وهو عبارة عن كائن بحري صغير يعيش في البحيرة وشكله يشبه السمك، ويبلغ حجمه حوالي سنتمترين، وهو سلعة رائجة التجارة حتى الآن، وموسم تجميعه في فصل الصيف، وشهر أكتوبر في فصل الخريف، ويستخرج من البحيرة ويتم عجنه ثم يعبأ ويباع، ويستخدم مثل الصلصة لخبز الثريد الفتات والعصيدة.

ويعتبر ماء البحيرة وهو شديد الملوحة، علاجًا للحساسية الجلدية، حيث يأتي كثير من الليبيين إلى البحيرة للعلاج، وللسباحة أيضًا.

وتجذب البحيرة السياح من مختلف دول العالم، مما جعلها من معالم السياحة المعروفة في ليبيا.