Atwasat

«السياسة» ترجح كفة أوكرانيا في «يوروفيجن»

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 01 مايو 2022, 04:00 مساء
WTV_Frequency

أظهرت التوقعات أن الأغنية، التي رشحتها أوكرانيا، هي الأوفر حظًا للفوز في مسابقة «يوروفيجن» الغنائية الأوروبية.

ويأتي ذلك تأكيدًا على أن هذه المسابقة تتأثر بالتوترات الجيوسياسية في «القارة العجوز»، إذ شهدت استبعاد روسيا من المشاركة، حسب «فرانس برس»، السبت.

وتمثل أوركسترا «كالوش» أوكرانيا في المسابقة التي تقام نهائياتها في 14 مايو الجاري في مدينة تورينو الإيطالية، وسيؤدي مغنوها أغنية «ستيفانيا» من نوع الراب.

وتبرز الموسيقى الأوكرانية التقليدية في هذه الأغنية الموجهة إلى الأم، ومن الجمل التي تتضمنها «سأجد دائمًا طريقي إلى المنزل حتى لو دُمّرت الطرقات كلّها».

- أوكرانيا تؤكد مشاركتها في «يوروفيجن» الغنائية الأوروبية

وقبل أسبوعين من هذا الاستحقاق، أفاد موقع «يوروفيجن وورلد دوت كوم» الذي يجمع أبرز مواقع المراهنة على الإنترنت بأن نسبة فوز أوكرانيا باللقب تبلغ 42% ، وهي تتقدم تاليًا بفارق كبير على الثنائي الإيطالي محمود وبلانكو (14 في المئة) والسويدية كورنيليا جيكوبس (10 في المئة).

وتضم لائحة الدول الأوفر حظًا للفوز بريطانيا وإسبانيا وبولندا واليونان والنرويج وهولندا وأستراليا، في حين حلت فرنسا في المركز الثالث عشر.

وليس في تخييم الحرب في أوكرانيا بشدة على المسابقة «أي جديد»، على ما لاحظ في تصريح لوكالة «فرانس برس» المؤرخ دين فولتيك من جامعة فيينا الذي أصدر كتبًا عن الجغرافيا السياسية لمسابقة «يوروفيجن».

ففي العام 1975، قاطعت اليونان المسابقة احتجاجًا على غزو تركيا لقبرص، ثم طغت عليها العام 1992 الحروب التي أعقبت تفكك يوغوسلافيا. وفي 2004، فازت أوكرانيا بالمسابقة، ثم رشحت في العام التالي، بعد «الثورة البرتقالية» ، أغنية سياسية جدًا انتهى الأمر إلى القبول بمشاركتها.

وفي العام الفائت، استبعد اتحاد البث الأوروبي للإذاعة والتلفزيون بيلاروسيا من المسابقة، معللًا قراره بأن كلمات الأغنية التي رشحتها تهاجم بشكل مباشر المعارضة الديمقراطية للرئيس الموالي لروسيا ألكسندر لوكاشنكو. وفازت باللقب فرقة «مونيسكين» الإيطالية لموسيقى الروك.

وتشير التوقعات إلى أن أوكرانيا قد تحصل على عدد كبير من أصوات التعاطف، لكن فوزها ليس مضمونًا.

ولاحظ دين فولتيك أن «المساهمة الأوكرانية قوية من الناحية الموسيقية، ولكن ثمة غيرها. وسيُظهر الجمهور بالتأكيد دعمًا قويًا لأوكرانيا ، لكن هذا لا يعني أنها ستفوز. ففي العام 1993 ، لم تحتل البوسنة وكرواتيا مركزين متقدمين جدًا» رغم أنهما كانتا تحت نيران القوات الصربية، وفق «فرانس برس».

ورأى رئيس تحرير موقع المعجبين بـ«يوروفيجن» في صربيا Evrovizija.rs سلوبودان تودوروفيتش أن هذه المسابقة يجب ألا تكون مجرد ساحة سياسية. واعتبر أن «أي فوز لأوكرانيا (لأسباب سياسية) سيلقي بظلاله على (يوروفيجن) وعلى القيم التي تنادي بها، أي الحياد والاستقلال عن السياسة واحترام التنوع وتعزيزه».

تصويت الكتل
ولاحظ أمين الفرع الفرنسي للمنظمة العامة لهواة «يوروفيجن» France-Eurofans بونوا بلاشتشيك أن لدى الأوكرانيين رصيدًا كبيرًا من التعاطف في أوروبا، لكنه أضاف «مهما حصل، لديهم أغنية جيدة، وفي كل عام ، تحظى أوكرانيا الطليعية بمتابعة واسعة».

وثمة «كتل» تميّز تصويت المشاهدين عبر التلفزيون، إذ في بدايات «يوروفيجن»، كانت الدول الناطقة بالفرنسية (فرنسا وبلجيكا وسويسرا ولوكسمبورغ) تصوّت معًا وتحصد تاليًا كل الجوائز أو معظمها. ثم ظهرت الكتلة الاسكندنافية التي كانت أصواتها موحدة أيضًا، وبعدها نشأت «كتل فرعية» في وسط أوروبا وشرقها. «لكن هذه الكتل لم تكن يومًا حاسمة في اختيار الفائز»، على ما أفاد دين فولتيك.

فقائمة الفائزين في السنوات العشرين الأخيرة تُبيّن أن معرفة النتائج سلفًا غير ممكنة، إذ حصلت تركيا على اللقب العام 2003، وأوكرانيا العام 2004 وروسيا العام 2008 وأذربيجان في 2011 وإسرائيل في 2018، حارمة منها الدول الأقوى في المسابقة كإيرلندا والسويد وهولندا وبريطانيا.

وصوّت ما لا يقل عن 4400 من المنتسبين إلى المنظمة العامة لهواة «يوروفيجن» قبل المسابقة المرتقبة في تورينو، فاحتلت أوكرانيا المركز الحادي عشر فحسب. وأعطى التصويت الفوز مجددًا للسويد، متقدمة على إيطاليا وإسبانيا.

أما الأوكرانيون المنتسبون إلى المنظمة فأعطوا المركز الأول لبولندا (الدولة الأكثر استقبالًا للاجئين الأوكرانيين)، وحلت بعدها إسبانيا وفرنسا والنرويج والسويد.

وأعطى المنتسبون الروس الحد الأقصى من النقاط (12 نقطة) لصربيا الروسية الهوى، تلتها ليتوانيا (حيث فئة كبيرة ناطقة بالروسية) وإسبانيا ولاتفيا (أيضًا جمهورية سوفياتية سابقة).

وفي أي حال، فإن أوكرانيا ليست بحاجة إلى أن تربح بالمسابقة لكي تكون فائزة. واعتبر دين فولتيك أن «مجرد كونها ممثلة على خشبة المسرح، والقدرة على مغادرة الفنانين بلدهم، وتلقي الكثير من الدعم، إضافة إلى استبعاد روسيا، هو أصلًا انتصار للأوكرانيين».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فنانون أيرلنديون يطالبون بمقاطعة «يوروفيجن»
فنانون أيرلنديون يطالبون بمقاطعة «يوروفيجن»
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم