وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الأربعاء، إلى قطر في إطار جولته الخليجية، في أول زيارة إلى الإمارة منذ القطيعة بين الدولتين الخليجيتين في 2017 وبعد المصالحة التي حصلت في مطلع العام 2021.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر في يونيو 2017، متهمة إياها بالتقرب من إيران، ودعم منظمات إسلامية متطرفة، الأمر الذي نفته الدوحة. وأُعيد فتح الحدود مع قطر بعد مصالحة حصلت في منطقة العلا السعودية في يناير 2021، وفق «فرانس برس».

وأفادت وكالة الأنباء السعودية «واس» بأن أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، استقبل ولي العهد السعودي وعقدا محادثات. وتأتي جولة بن سلمان في خضم زخم دبلوماسي لحل الخلافات الإقليمية، خاصة مع إيران وتركيا.

-  ولي العهد السعودي يبدأ جولة خليجية اليوم
-  ماكرون يلتقي محمد بن سلمان في جدة.. والملف الحقوقي والقضية اللبنانية على طاولة النقاش

وقد قام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بزيارة ليومين إلى قطر هذا الأسبوع لإجراء محادثات.  وأصبحت أنقرة والدوحة شريكتين اقتصادتين وسياستين في الأعوام الأخيرة، وقد دعمت حكومة إردوغان قطر خصوصًا خلال المقاطعة التي قادتها السعودية.

ترككيا تسعى جلب الاستثمار الأجنبي والتجارة
وتسعى تركيا التي تعاني أزمة اقتصادية جديدة وتبحث عن جلب الاستثمار الأجنبي والتجارة، إلى إعادة بناء العلاقات مع خصومها السابقين في الخليج، لاسيما الإمارات والسعودية.

كما ظهرت مؤشرات هذا العام على تحسن العلاقات بين السعودية وإيران، مع إجراء عدة جولات من المحادثات منذ أبريل بهدف تحسين العلاقات. وتصاعدت التوترات بين أنقرة والرياض بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول العام 2018.

ووصل بن سلمان إلى قطر قادمًا من الإمارات، حيث التقى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وزار معرض «إكسبو دبي». وشددت الإجراءات الأمنية في المعرض، حيث تم إغلاق الجناح السعودي الفخم أمام الزوار وتجمع خارجه حشد صغير من المتفرجين. 

وتم تشغيل أغانٍ سعودية، إحداها تقول كلماتها «أهلًا محمد»، على مكبر الصوت في ساحة الوصل المركزية في موقع معرض «إكسبو».

وصدر بيان مشترك بعد الزيارة نشرته وكالة «واس» شدد فيه الجانبان، الإماراتي والسعودي، على «أهمية التعامل بشكل جدي مع الملف النووي والصاروخي لإيران بكافة مكوناته وتداعياته بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار، والتأكيد على مبادئ حسن الجوار واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية، وتجنيب المنطقة كافة الأنشطة والتدخلات المزعزعة».

 سلمان زار في مطلع جولته الخليجية سلطنة عمان 
وتتهم الدولتان، مع البحرين، إيران بالتدخل في شؤون عدد من الدول عبر دعم مجموعات مسلحة فيها مثل اليمن ولبنان، وكذلك البحرين.

كما تناول البيان أزمات أخرى في المنطقة. وأكد «تطابق وجهات نظرهما حول مواصلة جهودهما لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية». ويشارك البلدان في تحالف عسكري يدعم الحكومة اليمينية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن منذ 2015.

كما زار بن سلمان في مطلع جولته الخليجية سلطنة عمان، حيث وقع الطرفان اتفاقات تصل قيمتها إلى 30 مليار دولار، وسيزور البحرين، الخميس، قبل أن يتوجه إلى الكويت. وتأتي هذه الجولة قبل قمة لمجلس التعاون الخليجي تستضيفها الرياض في منتصف ديسمبر.