يبت القضاء الفرنسي، الثلاثاء، بعدة طعون في قضية أنشطة مجموعة «لافارج» لصناعة الإسمنت في سورية حتى 2014، وتشمل خصوصًا النظر في إبطال الاتهام الموجه إليها بـ«التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية».
ومن المفترض أن تصدر محكمة النقض، أعلى محكمة في النظام القضائي الفرنسي ومكلفة النظر في الطعون المقدمة ضد الأحكام الصادرة عن محاكم الاستئناف، حكمها في منتصف يوليو في ستة طعون مقدمة في القضية.
وتعترض منظمة «شيربا»غير الحكومية والمركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان وأحد عشر موظفًا سابقًا في «لافارج» في سورية، منذ نوفمبر 2019 على إسقاط دائرة الاتهام في محكمة استئناف باريس التهمة الجنائية الجسيمة عنها.
وتحتج المنظمات أيضًا على رفض تشكيلها أطرافًا مدنيين في الدعوى، ما يمنعها من الوصول إلى الملف والطلب إلى قضاة التحقيق إجراء تحقيقات جديدة، ويقضي على الأمل بالحصول على تعويضات في حال الإدانة.
في المقابل، تنقض مجموعة الإسمنت التي لا تزال متهمة بـ«تمويل مجموعة إرهابية» و«تعريض حياة الآخرين للخطر» و«انتهاك الحظر»، واثنان من المسؤولين السابقين في المجموعة، هما المدير السابق لأمن الشركة جان كلود فيار وأحد المديرين السابقين لفرعها في سورية، فريديريك جوليبوا، جميع الدعاوى المرفوعة ضدهم.
ويشتبه بأن مجموعة «لافارج إس آ» دفعت في 2013 و2014، عبر فرعها في سورية «لافارج سيمنت سيريا» نحو 13 مليون يورو لجماعات متطرفة بينها تنظيم «داعش»، وإلى وسطاء لضمان استمرار عمل فرعها في ظل الحرب الجارية في هذا البلد، كما يشتبه بأن المجموعة باعت إسمنتًا لمصلحة تنظيم «داعش» ودفعت لوسطاء من أجل الحصول على مواد أولية من فصائل متطرفة.
وأوصى المحامي العام برفض طعن المنظمات غير الحكومية والأطراف المدنية، معتبرًا أن اللجوء إلى المبالغ المدفوعة لتنظيم «داعش»، الذي يمكن أن يشكل العنصر المادي للتواطؤ، «ظل غير محدد»، ولكنه أضاف أن الشركة «لا يمكنها تجاهل الطابع الإرهابي للمنظمات التي تتلقى المدفوعات»، واقترح رفض طعن «لافارج» على لائحة اتهامها بـ«تمويل مشروع إرهابي».
تعليقات