أعربت وزارة الخارجية المصرية، عن رفضها بيان وزارة خارجية إثيوبيا بشأن قرار مجلس جامعة الدول العربية حول سد النهضة الإثيوبي، لافتة إلى أن البيان الإثيوبي اتسم بـ«عدم اللياقة، وافتقر للدبلوماسية، وانطوى على إهانة غير مقبولة لجامعة الدول العربية ودولها الأعضاء».

وأصدر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، الأربعاء الماضى، قرارًا يؤكد تضامن الدول الأعضاء مع مصر في مواجهة المخاطر والتأثيرات والتهديدات المحتملة لملء وتشغيل سد النهضة دون التوصل لاتفاق عادل ومتوازن مع إثيوبيا حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

وأعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية، الخميس، رفضها قرار الجامعة الدول العربية، وقالت في بيان إنها «ترفض قرار الجامعة العربية برمته»، زاعمة أنه يقدم دعمًا «أعمى» لدولة عضو (فى الجامعة) دون مراعاة حقائق رئيسية في المحادثات، مشيدة برفض حكومة السودان تأييد «القرار»، مضيفة : «لقد أثبت السودان مرة أخرى موقفه المتمثل في كونه صوت العقل والعدالة».

اقرأ أيضًا الجامعة العربية تدعم موقف مصر من سد النهضة وترفض «أي إجراءات أحادية الجانب»

وقالت الخارجية المصرية في بيان، إن تبني الجامعة العربية قرارًا يدعو إثيوبيا للالتزام بمبادئ القانون الدولي، وعدم الإقدام على أي إجراءات أحادية من شأنها الإضرار بحقوق مصر ومصالحها المائية، إقرار بـ«المدى الذي باتت فيه أديس أبابا تعتقد أن مصالحها تطغى على المصالح الجماعية للدول الأعضاء في الجامعة العربية».

وأشار البيان إلى أن قرار الجامعة العربية يعكس خيبة الأمل والانزعاج الشديد إزاء المواقف الإثيوبية طوال مسار المفاوضات الممتد حول سد النهضة، وبالأخص منذ إبرام اتفاق إعلان المبادئ العام ٢٠١٥، مشيرًا إلى أن النهج الإثيوبي يدل على نية في ممارسة الهيمنة على نهر النيل، وتنصيب نفسها كمستفيد أوحد من خيراته.

وقالت الوزارة إن إصرار إثيوبيا على ملء سد النهضة بشكل منفرد في شهر يوليو ٢٠٢٠ دون التوصل لاتفاق مع دولتي المصب يؤشر إلى محاولة منها لجعل مسار المفاوضات رهينًا لاعتبارات سياسية داخلية، مضيفة أن ذلك يمثل «خرقًا ماديًّا لاتفاق إعلان المبادئ ويثبت سوء نية إثيوبيا وافتقارها للإرادة السياسية للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن» بشأن سد النهضة.

​​وأضافت: «ثبتت حقيقة مواقف إثيوبيا بجلاء في عدم موافقتها على اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة الذي أعده الوسطاء المحايدون، وهما الولايات المتحدة الأميركية بالتنسيق مع البنك الدولي».

.. وأيضًا إثيوبيا تعلن البدء في تخزين مياه نهر النيل يوليو المقبل وتتهم أميركا بالانحياز لمصر

وأكدت الخارجية أن إثيوبيا ليس من حقها أن تعطي دروسًا لجامعة العربية أو دولها الأعضاء حول الصلات والوشائج التي تجمع الشعوب العربية والأفريقية، لافتة إلى أن مواقف أديس أبابا إزاء سد النهضة ما هي إلا مثال آخر على منهجها في الصعيد الإقليمي المبني على «اتخاذ إجراءات أحادية، وهو ما ألحق الضرر والمعاناة بالعديد من إخواننا الأفارقة».

ودعت مصر المجتمع الدولي للانضمام للجامعة العربية في إدراك طبيعة سياسة إثيوبيا القائمة على العناد وفرض الأمر الواقع، وهو ما يهدد بالإضرار بالاستقرار والأمن الإقليميين، كما دعت أديس أبابا لتأكيد التزامها بعدم البدء في ملء سد النهضة دون اتفاق، وللموافقة على الاتفاق الذي أعده الوسطاء المحايدون.