Atwasat

فوزي ميلاد جرانة.. الرياضي الإنسان

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 10 أغسطس 2017, 09:28 مساء
WTV_Frequency

حرص لاعب كرة السلة السابق بنادي الشباب العربي التقدمي بطرابلس، فخري الزقلعي، على رثاء اللاعب الدولي والمدرب القدير والمربي الفاضل فوزي ميلاد جرانة، أحد عرابي الرياضة الليبية عامة وكرة السلة على وجه الخصوص، فوزي ميلاد جرانة، الذي وافته المنية أمس الأربعء، فكتب هذه الكلمات، وتقدمها «بوابة الوسط» في السطور التالية:

«ودَّعنا بالأمس أبًا فاضلاً وأستاذًا ناصحًا ومدربًا مربيًّا وأخًا بارًّا، الأستاذ فوزي ميلاد جرانة.

يعتصرني الألم وتضيق بي العبارات وأنا أحاول أن أستجمع شريط الذكريات بما يحويه من مواقف ومحطات في مسيرة، تجاوزت نصف القرن من العطاء غير المشروط والبذل غير المقيد.

شغفت بلعبة كرة السلة فولجتها عبر بوابة نادي «الشباب» في منطقة بن عاشور، يافعًا، وكان من حسن طالعنا ويمنه أن استقبلنا يومها المدرب فوزي ميلاد جرانة، الأستاذ فوزي كما كنا نناديه، خفنا في البداية، كان شديدًا، ولكنها شدة الأب المحب لأبنائه الحريص على مصلحتهم، المراعي لهم.

تحول ملعب كرة السلة في نادي «الشباب» على يديه من مكان للتدريب إلى مدرسة تربوية ورابطة أسرية ليصبح قبلة لكل الرياضيين من داخل وخارج النادي.

كان رحمه الله وأحسن إليه، حريصًا على أن يتفوق أبناؤه من منتسبي ورواد مدرسة كرة السلة في تحصيلهم الدراسي، مهتمًا بأن يتحلوا بطيب الأخلاق ومكارمها، لهذا ليس غريبًا ولا عجيبًا أن يتبوأ أبناؤه خريجو مدرسة كرة السلة بنادي «الشباب» المراكز العلمية الكبرى، ويتولوا أرفع المناصب السياسية والوظيفية في ليبيا وخارجها.

حول ملعب كرة السلة في نادي «الشباب» من مكان للتدريب إلى مدرسة تربوية ليصبح قبلة لكل الرياضيين من داخل وخارج النادي.

لم تقتصر رعايته لأبنائه، أبناء لعبة كرة السلة، على فترة وجودهم بالنادي، بل امتدت لتصحبهم في كل مراحل حياتهم، وأذكر أنه كان دائم الاتصال والسؤال عنا وعن كل مَن غادر الوطن ليتلقى أرفع تعليم متاح وقتها.

ما يميز الأستاذ فوزي جرانة حرصه على التواصل بين الأجيال ومن كل المناطق في ربوع ليبيا، فكنا أسرة واحدة متنوعة المشارب والأفكار، متحدة في عشقها للوطن الذي حرص على أن يكون الروح التي تسري في أوصال أبنائه.

عرفناه عفيفًا نقي السريرة، صادقًا، رحيمًا، معلقًا قلبه بالمساجد، ارتبط بمسجد «سيدي عبد الغني»، فحرص على الصلاة فيه رغم كل الظروف، أبعد ما يكون عن طمع أو جشع أو بغض أو كره.

أحبَّ نادي «الشباب» وأخلص لهذا الحب، ورغم تواضع إمكانات النادي المادية، عمل بجد وإخلاص ليجعل منه مدرسة، بل جامعة في مجال كرة السلة، يحصد النجاح تلو النجاح، ويضخ الأبطال بطلاً بعد آخر، فكلما ذكرت كرة السلة في ليبيا لا مفر من ذكر نادي «الشباب» وفوزي جرانة.

لم يجزع ولم يفقده المرض رباطة جأشه ولم يتخلى عن عاداته في تفقد أبنائه وتوجيههم، فلم نسمع له شكوى، ولم يصدر عنه أنينٌ، كان أيقونة لعبة السلة لاعبًا في النادي ثم المنتخب الوطني ومدربًا، ليجعل منها سلة جمع فيها أزاهير من كل بساتين الوطن، مزجهم بعشق ليفوح منها عطر حب ليبيا.

رحم الله الأب والأخ والصديق والإنسان، المربي فوزي ميلاد جرانة، وجزاه الله عنا خير ما جازى معلمًا عن تلاميذه، وأبًا عن أبنائه، وأخًا عن إخوته ...... فسلام عليه في الخالدين..».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات