Atwasat

الساحلي يرثي الحارس العملاق إبراهيم المصري

بنغازي - بوابة الوسط: زين العابدين بركان الإثنين 23 يناير 2017, 01:29 مساء
WTV_Frequency

اختص اللاعب الدولي الليبي السابق، فتحي علي الساحلي، «بوابة الوسط» لنشر رثائه في رحيل زميله بالملاعب الحارس العملاق إبراهيم المصري، حيث ودعت الأسرة الرياضية ببنغازي قبل أسبوع أحد أبرز وأفضل حراس المرمى في تاريخ كرة القدم الليبية الذين برزوا منذ أواخر الخمسينات.

وقال الساحلي في رثائه «لا بكاء حتى يمر موكب الحارس العظيم مهيبًا وممزقًا لمتون الرياح والصمت ومخترقًا ذاكرة الزمن الرياضي القميء.
لا تذمر، لا ارتعاش من جراء الصدمة وعذابات السنين، وسياط الزمن القاسي على جسده اليافع.
لا حزن، لا اكتئاب على ما فعلنا بهذه القيمة الكبيرة فقد لوِّثت أيدينا بآثام الخطيئة واللعنة.
لا ندم بين جوانحنا لأننا جميعًا لم نقدم شيئًا لهذا العملاق عندما كان في حاجة إلينا. نحن أصدقاء عاقون جميعًا.
رحل ملك الشِّباك وملك العفة البشرية، وصديق المعدمين والمتسخين والقطط والكلاب المتشردة.
لا دمعة في الأحداق.. لا شموع مطفأة.. لا رعشة في الجفون.. لا محاريب موصدة.. لا غصة في الحلق.. لا كمدة في القلب - لا صرخة مكبوتة في الأعماق.
أيدينا جميعًا ملطخة بدمائه، وزفرات أنفاسه التي تغتصب اللحظة - رحل أيوب العصر.
في صمت ووقار مهيب رحل عاشق بنغازي، ومئذنة سيدي خريبيش وهو يعلم يقينًا أين تحمله مآثره وعطاياه اللامحدودة.. يعلم جيدًا أين تقوده أقدامه الحافية المتعبة من وسخ السنين، وطمع وجشع الآخرين.
رحل إلى الفردوس الأعلى - بأذن الله - وقلبه يحتمي بكتابه المقدس، ويداه المخضبة بالحناء تسبح باسم الخالق العظيم.
رحل الملك وترك لنا عذابات الضمير وحزنًا في القلب لن ينتهى أبدًا.
رحل وحقق أمنيته الغالية - أن يقبر في التراب الذي عشقه - هذا طينك.. طينك يا الله فقد أتعبه الزمن القاسي.. خذه إليك.. وسنضع مكانه شمعة - تضيء عالمنا العجيب».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات