قبيل ساعات من يوم 17 فبراير تنوعت الاحتفالات بالذكرى الثانية عشرة لثورة 17 فبراير، واتخذت الاحتفالات الشعبية زخماً على مواقع التواصل الاجتماعي تمهيداً للنزول إلى الميادين والشوارع في عدد من المدن والبلديات الليبية، فيما اتخذت حكومة الوحدة الوطنية الموقتة قراراً بتعطيل العمل في المصالح الحكومية ـ وما في حكمها ـ اليوم الخميس واعتباره إجازة رسمية «ابتهاجاً بانطلاق احتفالات ذكرى ثورة 17 فبراير» الموافق غداً الجمعة. في المقبل سارعت حكومة فتحي باشاغا المنافسة بإصدار قرار يقضي باعتبار الخميس إجازة، ويوم الجمعة عطلة رسمية لمناسبة ذكرى 17 فبراير.

احتفالات شعبية
«مازِلنا على مبـدانا ومـازَال في العـالي شَهيـر سمانـا».. و«يـا فبـرايـر جـانـا عيـدك..عـز ومجـد اللـه يـزيـدك» .. هكذا استهلت صفحة عنوانها «احتفالات ثورة 17 فبراير 2023» منشوراتها المصورة على موقع التواصل «فيسبوك» احتفالاً بالذكرى الثانية عشرة لثورة 17 فبراير.

الصفحة نشرت في 19 يناير الماضي خبراً عن تفاصيل اجتماع ضم أعضاء ما يعرف بـ«تجمع اتحاد أحرار فبراير لتصحيح المسار»، وقالت إن الاجتماع ضم العديد من القيادات والأعيان والمجموعات الفعالة في فبراير من مصراتة شرقاً إلى ترهونة ومسلاتة والخمس وزليطن وطرابلس، وأنهم بحثوا كيفية عمل التجمع كونه يمثل جميع الأحرار من ثورة فبراير.

وحسب ما هو منشور على صفحة احتفالات ثورة 17 فبراير لهذا العام، فقد وضع التجمع قواعد لتأسيس جناحه السياسي والذي سيكون واجهة التجمع في المحافل الدولية والمحلية، فيما اتفق جميع المشاركين في الاجتماع على أن احتفالات 17 فبراير الجارية سيكون لها نكهة فبراير الحقيقية.

أضافت الصفحة أن «الجميع أكد مواصلة العمل مع الجهات المختصة بالوضع الليبي والتأكيد على أن فبراير ثورة إصلاح وتغيير وتصحيح مسار».

وبينما استضافت مدينة تاجوراء اجتماع «تجمع اتحاد أحرار فبراير لتصحيح المسار» في 11 فبراير استضافت مدينة الزنتان الملتقى نفسه في اليوم التالي، وأصدر المجتمعون في الملتقيين بياناً ختامياً مشتركاً، نص على الالتزام بثلاثة بنود أولهما؛ أن ليبيا دولة موحدة لا تقبل القسمة إلا على نفسها، وثانيها «أن ثوابت الهوية الوطنية التي أعادتها ثورة 17 فبراير المجيدة هي الأساس لأي حوار وطني»، أما البند الثالث «فيجرم كل من يدعو إلى عودة النظام السابق واعتباره انقلاباً على ثورة التكبير» على تعبير البيان.

للاطلاع على العدد 378 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

على الصعيد الرسمي، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، عبدالحميد الدبيبة، قراراً باعتبار الخميس عطلة رسمية لمناسبة ذكرى ثورة 17 فبراير. جاء ذلك في القرار رقم 75 للعام 2023، المنشور على صفحة الحكومة في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، الأحد.

المادة الأولى نصت على أن «يكون الخميس الموافق 16 فبراير 2023 إجازة لجميع الموظفين بالجهات العامة وما في حكمها، وذلك ابتهاجاً بانطلاق احتفالات ذكرى الثورة الليبية 17 فبراير، على أن يراعى في ذلك المرافق ذات الخدمات الإنسانية والأمنية العامة». أيضاً أعلنت عديد البلديات الليبية اعتزامها الاحتفال بالذكرى 12 لثورة 17 فبراير

حكومة باشاغا: الخميس إجازة والجمعة عطلة
من جهتها لم تفوت حكومة باشاغا المكلفة من مجلس النواب مناسبة الذكرى الثانية عشرة للثورة، وأصدر رئيس الحكومة فتحي باشاغا، الثلاثاء، قراراً يقضي باعتبار اليوم الخميس وغداً الجمعة عطلة رسمية بمناسبة ذكرى 17 فبراير. وبحسب قرار رئيس الحكومة رقم 34 لسنة 2023 فإن يوم الخميس 16 فبراير إجازة على أن يخصم من الإجازة السنوية للموظفين، بينما نص القرار على أن «يوم الجمعة 17 فبراير عطلة رسمية في كافة الوزارات والهيئات العامة وجميع المؤسسات الحكومية، ويستثنى من ذلك المرافق الصحية والجهات الأمنية التي تتطلب طبيعة عملها ذلك مع حفظ حقوق العاملين بتلك الجهات في الحصول على مقابل عمل هذا اليوم طبقاً لنص المادة 16 من القانون رقم 12 لسنة 2010». 

من جهة أخرى لم يكن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غربي سورية ببعيد عن اهتمامات المحتفلين بذكرى ثورة 17 فبراير.فقد أعلنت اللجنة العليا لاحتفالات ثورة 17 فبراير، الأربعاء، إطلاق حملة تبرعات شعبية لضحايا الزلزال في سورية وتركيا خلال الاحتفالات الرسمية في العاصمة طرابلس.
اللجنة قالت في مؤتمر صحفي، عقدته في العاصمة طرابلس، إن حكومة الوحدة الوطنية الموقتة ترعى هذه الحملة عبر المفوضية العامة للكشافة، مشيرة إلى تلقي التبرعات عبر نقاط في ميدان الشهداء، وإعلام المواطنين بأماكن هذه النقاط.
ونوه رئيس اللجنة العليا لاحتفالات ثورة 17 فبراير، إلى «إعادة برمجة برنامج الاحتفالات، لمراعاة الظرف الدولي والتضامن مع الأشقاء في سورية وتركيا».

عرض عسكري رمزي
ومن المقرر تنظيم عرض عسكري رمزي، وفق رئيس اللجنة، مشيرا إلى تنظيم عرض شعبي آخر باسم «ذاكرة الثورة»، بمشاركة فرق فنون شعبية، ويخلد العرض تضحيات الشهداء ويذكر بقيم التغيير الذي طالب به الشعب الليبي، ويجسد الانسجام التراثي الثقافي في ليبيا بمشاركة فنانين ليبيين دون مشاركة خارجية.كما نوهت اللجنة العليا لاحتفالات ثورة 17 فبراير إلى إقامة حفل فني ساهر لفنانين شعبيين ليبيين.
من جهته أعلن مكتب شؤون المرور بمديرية أمن طرابلس غلق ميدان الشهداء، في تمام الساعة الثانية؛ وذلك استعداداً للاحتفال بالذكرى الثانية عشرة لثورة 17 فبراير. والأحد الماضي، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، عبدالحميد الدبيبة، قرارًا بمنح الخميس المقبل عطلة رسمية بمناسبة ذكرى الثورة، بحسب القرار رقم 75 للعام 2023.

«التعليم» تدعو إلى إقامة احتفالات ومهرجانات
كانت وزارة التربية والتعليم في حكومة الوحدة الوطنية الموقتة قد دعت نهاية يناير الماضي إلى إحياء ذكرى ثورة 17 فبراير في جميع المراقبات عبر إقامة احتفالات ومهرجانات وعروض مسرحية ومعارض وبرامج ثقافية.
الوزارة قالت في كتاب إلى مديري مكاتب النشاط المدرسي بالمراقبات على صفحة الوزارة في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وأشار الكتاب إلى أهمية تلك الأنشطة «لترسيخ المبادئ التربوية لدى الطلاب، وهي حب الوطن والانتماء إليه».

من احتفالات ذكرى 17 فبراير. (أرشيفية: الإنترنت)