عادت بعثة فريقنا الوطني لكرة القدم من الجزائر، بعد خروجها من التصفيات الأولى من بطولة أمم أفريقيا للمحليين «شان 2023»، بعد أن رشحتهم مختلف وسائل الإعلام للتأهل في مجموعتهم مع الفريق الجزائري؛ لكن خسارتهم أمام منتخب موزمبيق صاحب الترتيب 140 عالميا أبعدتهم عن ذلك، وكما هي العادة عند حدوث الإخفاقات المتكررة والنتائج السلبية يقوم الاتحاد العام بتهدئة الشارع الكروي بإيجاد كبش فداء للخروج المذل؛ حيث جرى إنهاء عقد مدرب المنتخب الفرنسي بالتراضي.
مع العلم أن تغيير المدرب ليس هو الحل، فقد غير هذا الاتحاد العديد من المدربين المحليين والأجانب دون أن تتغير النتائج السلبية للفرق الليبية في مختلف المراحل وذلك لأن الخلل الحقيقي يكمن في وجود هذا الاتحاد الذي لم يوفقه الله، لأنه جاء بطريقة ملتوية أقرها حتى القضاء ولكونه يصر على البقاء والسير على نفس النهج بزيادة عدد فرق الدوري، رغم ضرر ذلك على الكرة المحلية والمنتخب، وليس لديه مخطط علمي يسير عليه فالارتجالية هي سلوكه العملي ولهذا لا تتوقعوا أي نتائج إيجابية مهما كان المدرب القادم.
وحتى لا نظلم هذا الاتحاد فقد قام بشراء مقر للاتحاد العام ونجح في إعادة اللعب للأندية والمنتخب في ملاعب ليبية وأخيرا قام بإنجاز كبير بإعلانه عن مسابقة لرسم شعار كأس الدوري وكأس بطولة الكأس والميداليات بما هو مجموعه 100 ألف دينار، وما يحدث في كرتنا المحلية مسؤولة عنه أيضا وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية اللتان يغمرهما الكثير من السلبية واللامبالاة وهدر الأموال.
لو كان لدينا قيادات رياضية مؤهلة قادرة على تغيير الواقع الرياضي لما وصلت الأمور إلى هذا الحد لكن السلبية والفوضى وتزوير الانتخابات في شتى المواقع جعلت رياضتنا تنحدر من سيئ إلى أسوأ، ولعل خير دليل على ذلك نتائج بطولة «شان 2023» التي تحصل «فرسان المتوسط» على بطولتها في دورتها الثالثة العام 2014 بجنوب أفريقيا مقارنة مع خروجهم من التصفيات الأولى في البطولة الحالية.. إننا لسنا ضد أحد وإنما ضد طريقة العمل التي تجري في الهيئات الرياضية وعدم وجود جمعيات عمومية حقيقية أو دولة وقضاء يحاسب كل من يتطاول على النظم واللوائح الإدارية والمالية وإلى أن يفرج الله على رياضتنا المنكوبة وكرتنا المغلوبة على أمرها ويسخر لها الله كفاءات في مستوى المسؤولية وتشعر بأحاسيس الجماهير الكروية وتأثرها بالنتائج السلبية على أن تأتي من خلال انتخابات نزيهة ولا يكون همها السفريات ومصاريف الجيب بالعملة الصعبة.
إن شعار المسؤولين الحاليين لا يهمهم ما يقال في الشارع الرياضي ولا أصوات الإعلام ولا كلمة أصحاب النفوس الطيبة الذين يؤلمهم حال الرياضة في بلادنا وليذهب من لا يرضون بهذا الواقع إلى الجحيم وستظل القيادات المهيمنة في مختلف المواقع الرياضية تنعم بالسعادة من خلال هذا الواقع المؤسف والنتائج غير المرضية والوجوه المتشبثه بالكراسي تتواجد مع كل انتخابات تصاحبها سلبية أجهزة الدولة التي إما أن تكون غافلة عما يحدث في الرياضة أو مشاركة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بتكرار هذا الفيلم السمج في رياضتنا ويا حسرة على من رحلوا من القيادات السابقة الذين أعطوا للرياضة الكثير حبا وتطوعا وتركوا الصيت الطيب الذي سوف يخلد ذكراهم من جيل لآخر لما قدموه للرياضة والوطن.
تعليقات