Atwasat

الوكالة الفرنسية: سلفيون في قرى عربية إسرائيلية يضيقون على الحياة الاجتماعية والثقافية

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 29 أبريل 2016, 03:28 مساء
WTV_Frequency

ذكرت وكالة فرانس برس في تقرير لها أن تيارات سلفية متشددة في قرى عربية إسرائيلية تحاول التضييق على مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية، وتمارس ضغوطًا نجحت في إلغاء عروض فنية ورياضية، وصولاً إلى طرد مدرس من عمله بسبب عرضه على التلامذة فيلمًا اعتبر «إباحيًا».

وأورد التقرير أنه في ملعب بلدية الطيرة في وسط إسرائيل، قالت العداءة حنين راضي (36 عامًا) لوكالة فرانس برس «أخاف أن أركض في شوارع مدينتي مع أنني أركض في شوارع مدن الماراثونات». وتحدثت عن اعتداء وحملة تحريض تعرضت لهما السنة الماضية بسبب تنظيمها ماراثون في البلدة.

وأضافت، وفق التقرير: «خططنا وجهزنا العام الماضي لإقامة ماراثون في مدينتي، وأعلنا موعد الماراثون ونشرنا الملصقات، وعندما خرجنا إلى الشارع (...) لتجربة المسار، كان هناك شبان ملتحون بدأوا بشتمنا، وقام أحد المشايخ المتطرفين بالتحريض علينا».

لم تقتصر الحملات على هذا النشاط الرياضي النسائي، بل طالت أعمالاً فنية وثقافية، بينها منع عروض راقصة وغنائية ومسرحية

واتسكملت «في الليلة نفسها، تلقيت تهديدات عبر الهاتف وشتائم بحجة أن الماراثون ضد الدين والحياء. وفي الساعة الواحدة صباحًا، أطلق الرصاص على منزلي وعلى سيارتي».

وتحدثت عن «حملة تشهير وإساءات» تلت هذا الاعتداء، مضيفةً «في البداية خفت كثيرًا، ثم عدت وحافظت على رباطة جاشي وأردت الاستمرار بالماراثون». لكن عدد النساء المشاركات في الماراثون انخفض من ثمانين إلى عشرين، ثم ألغي الماراثون تمامًا.

وحنين راضي عداءة محترفة وأم لأربعة أولاد، حازت المرتبة الثالثة في ماراثون تل أبيب، وشاركت في ماراثون باريس في الأول من أبريل، فحلت الأولى بين العدائين والعداءات العرب والثانية بين المشاركين الإسرائيليين. وتعمل حنين ذات القامة الطويلة المتناسقة بملابسها الرياضية الزاهية الألوان على تدريب فتيات على الجري، وتركض معهن ثلاث مرات في الأسبوع مساء في ساحات الملعب في البلدة المحافظة بعد خلوه من الرجال.

«ظاهرة جديدة وغريبة»
وقالت حنين إن الشرطة الإسرائيلية حققت مع رجل الدين المحرض، لكنها ما لبثت أن «أقفلت الملف من دون القبض على أحد». ولم تقتصر الحملات على هذا النشاط الرياضي النسائي، بل طالت أعمالاً فنية وثقافية، بينها منع عروض راقصة وغنائية ومسرحية في عكا والطيرة وجث المثلث وباقة الغربية وغيرها.

وقال مسعود غنايم، عضو الكنيست من «الحركة الإسلامية - الجناح الجنوبي»، وهي حركة تدافع عن ضرورة تمثيل العرب داخل الكنيست الإسرائيلي، لوكالة فرانس برس «التيار السلفي في تزايد في الداخل الفلسطيني العربي في إسرائيل وبشكل ملموس، وذلك على حساب الحركات الإسلامية».

ويرى أن مرد هذه الظاهرة «التأثر بالحركات الجهادية التابعة للقاعدة أو داعش في المنطقة»، مؤكدًا رفضه «العنف والترهيب والبلطجة». ويقول جعفر فرح، مدير مركز «مساواة»، وهو منظمة غير حكومية ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان: «هذه ظاهرة جديدة وغريبة عن مجتمعنا وثقافتنا وهويتنا».

في جث المثلث، اعتبر رجال دين أن حفل «نجوم المثلث» الذي كان يفترض أن يشارك فيه هيثم خلايلة، أحد المتبارين السابقين في برنامج «آراب ايدول»، «ضد الدين ويفسد الأخلاق»، وألغى المنظمون الحفل بسبب الضغوط، بحسب ما أفادت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي.

أربعة أئمة في مدينة الطيبة طالبوا بتغيير اسم شارع محمود درويش إلى شارع مكة أو الخلفاء وتصدت لهم اللجنة الشعبية

ومنع قبل ذلك عرض فيلم «المخلص» عن حياة السيد المسيح في مدينة سخنين بعد ضغوط قامت بها مجموعات إسلامية وأئمة. وطالب أربعة أئمة في مدينة الطيبة بتغيير اسم شارع محمود درويش إلى شارع مكة أو الخلفاء، وتصدت لهم اللجنة الشعبية (مجتمع مدني). وطرد المدرس علي مواسي من مدرسة ابن سينا في باقة الغربية بسبب عرضه فيلم «عمر» الفلسطيني على تلامذته، قبل أن تعيده محكمة العمل في حيفا إلى عمله.

ويروي فيلم «عمر» جانبًا من جوانب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال قصة حب. ويتناول الخيارات الصعبة التي أقدم عليها عمر، الخباز الفلسطيني الذي تورط في قتل جندي إسرائيلي، والضغوط التي مورست عليه ليعمل مع الاستخبارات الإسرائيلية. وقد رشح الفيلم لجائزة «أوسكار» عن فئة أفضل فيلم أجنبي.

وروى علي مواسي، لوكالة فرانس برس، أن رجلين من «نادي هداية» السلفي اقتحما حرم المدرسة «وهاجماني في غرفة المعلمين وهدداني». ونشر النادي بيانًا اعتبر أن الفيلم «يحوي مشاهد صادمة وخادشة للحياء»، واعتبر أن «الشرف والدين (...) خط أحمر»، مهددًا من يتجرأ على المس بهما بـ «العقاب ودفع الثمن غاليًا».

«أجندة دينية»
وينشط السلفيون عبر جمعيات ونواد ومساجد والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ويتجمعون تحت مسميات عديدة في القرى العربية الإسرائيلية. وينظم مركز «مساواة» والكلية الأرثوذوكسية في حيفا الأسبوع المقبل ندوة بعنوان «الثقافة في خطر» تتطرق إلى ظاهرة السلفيين.

هذه المجموعات لا أجندة قومية أو وطنية لها وقضية الهوية الوطنية ليست مطلبها

ويرى الأستاذ المحاضر في جامعة حيفا وكلية الجليل نهاد علي أن هذه «المجموعات الأصولية والسلفية (...) أخذت على عاتقها احتكار الدين والتفسيرات الدينية». ويضيف «أجندتهم هي التفرغ للفكر الديني، ويؤمنون أن الوضع الذي نعيش فيه سيء لأن الناس ابتعدوا عن الدين».

ويعتبر أن «هذه المجموعات لا أجندة قومية أو وطنية لها وقضية الهوية الوطنية ليست مطلبها (كما بالنسبة إلى العرب الإسرائيليين) عامة، هم يخوضون صراعًا مع الطرف الوطني للسيطرة على المجتمع بتطبيق أفكارهم الدينية ويستخدمون سلاح التكفير».

ويتهم جعفر فرح الحكومة الإسرائيلية بالتمييز الصارخ بين العرب واليهود في ميزانيات التعليم وعدم الحفاظ على الأمن الاجتماعي، معتبرًا أن الضغوط تنجح بسبب «الجهل والتجهيل». ويضيف «تم تهديد علي مواسي على فيسبوك، وقيل له (ثمنك رصاصة). لو كان هذا التهديد موجهًا من عربي إسرائيلي إلى يهودي، لاعتقل كاتبه في اليوم نفسه».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
لماذا اختار بوتين بيلوسوف وزيرا للدفاع؟
لماذا اختار بوتين بيلوسوف وزيرا للدفاع؟
إردوغان: أكثر من ألف عضو من «حماس» يتلقون العلاج في مستشفيات تركيا
إردوغان: أكثر من ألف عضو من «حماس» يتلقون العلاج في مستشفيات ...
انطلاق اعتصام طلاب جامعة «لوفن» في بلجيكا احتجاجًا على حرب الإبادة بغزة
انطلاق اعتصام طلاب جامعة «لوفن» في بلجيكا احتجاجًا على حرب ...
«الخارجية الأميركية»: تغيير وزير الدفاع الروسي يظهر أن بوتين في حالة «يأس»
«الخارجية الأميركية»: تغيير وزير الدفاع الروسي يظهر أن بوتين في ...
عدد النازحين داخليا تجاوز 75 مليونا حول العالم في نهاية 2023
عدد النازحين داخليا تجاوز 75 مليونا حول العالم في نهاية 2023
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم