Atwasat

بطلب منه.. جنازة متواضعة لبطل السلام والتسامح في جنوب أفريقيا

القاهرة - بوابة الوسط السبت 01 يناير 2022, 06:38 مساء
WTV_Frequency

شُكلت مراسم تشييع ديسموند توتو في كاتدرائية كايبتاون الأنغليكانية التي ندد منها مرارا بنظام الفصل العنصري في عظاته، خاتمة أسبوع من الفعاليات التكريمية لهذا الوجه البارز في تاريخ جنوب أفريقيا. تحت سماء ملبدة بالغيوم ووسط أمطار خفيفة، توافد أقارب أسقف كايبتاون السابق وأصدقاؤه وعدة كهنة وأيضا أرملة آخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا فريدريك دي كليرك في مجموعات صغيرة إلى الكنيسة، فقد شدد توتو المعروف خصوصا بلقب «ذي آرتش» والذي توفي في السادس والعشرين من ديسمبر الماضي عن 90 عاما على ضرورة أن تكون المراسم بسيطة. وهو اختار المتحدثين فيها والنصوص.

وتوجهت ابنته مبو للحضور قائلة: «كان والدي ليقول إن المحبة النابعة من العالم أجمع تجاهنا هذا الأسبوع تثلج القلب ولكم منا جزيل الشكر على هذه المودة الفائقة»، ومن المفترض أن يلقي الرئيس سيريل رامابوزا كلمة التأبين بعد المناولة، على أن يسلم لأرملة توتو الملقبة تحببا «ماما ليا» راية وطنية، وهو التكريم العسكري الوحيد الذي سُمح به في هذه المراسم، وفقًا لوكالة «فرانس برس».

باقة من القرنفل الأبيض فوق النعش
وقد صُنع النعش الذي سُجي فيه خلال اليومين الماضيين في كاتدرائية سانت جورج ليتسنى لآلاف الأشخاص تخليد ذكراه من خشب الصنوبر الفاتح. وهو طلب أن يكون «أرخص ما يمكن» في بلد تشكل فيه عادة مراسم التشييع مناسبة لإظهار البذخ، وما من مقابض مذهبة لحمل النعش وتقتصر الزينة على باقة من القرنفل الأبيض فوق النعش وهي جل ما أراده ديسموند توتو الذي أوكل صديقه المقرب الأسقف السابق مايكل ناتل بإلقاء العظة. وعندما كان توتو رئيس الأساقفة، كان ناتل مساعده.

وفي السنوات الأخيرة من نظام الفصل العنصري، كانت العلاقة «بين زعيم أسود ديناميكي ومعاونه الأبيض» لافتة بصورة خاصة «كاستبشار بما قد يكون عليه بلدنا المنقسم»، على ما قال ناتل خلال العظة، مؤكدا أن هذه العلاقة «ضربت وترا حساسا في قلوب كثيرين وأذهانهم».

وهو ذكر أيضا بأن نيلسون مانديلا كان يلقب توتو بـ«صوت من لا صوت لهم، صوت، صارخ تارة وحنون تارة أخرى لا يخاف أبدا ونادرا ما يكون غير مطعم بالفكاهة»، وتشارك رئيسة إيرلندا السابقة ماري روبنسون في تلاوة الصلاة العالمية، بحضور ليتسي الثالث ملك دولة ليسوتو المجاورة وممثل عن دالاي لاما الذي تجمعه بتوتو ذكريات طيبة كثيرة.

وقال نغودوب دورجي لوكالة «فرانس برس» كانت صداقتهما فريدة من نوعها. وفور لقائهما، كانا يبدآن بالضحك. والتفسير الوحيد للأمر هو علاقة كارما من الماضي»، وشهد هذا الأسبوع عدة فعاليات تكريمية للمونسينيور ديسموند توتو في جنوب أفريقيا والخارج. واستذكر أبناء بلده جرأته في وجه السلطة الاستبدادية في بريتوريا.

وفي سويتو خصوصا حيث خدم لفترة طويلة، ندد بأعمال العنف التي طالت الطلاب خلال احتجاجات يونيو 1976 التي قمعت قمعا دمويا. وبعيد تلك الحادثة، بات صوت نيلسون مانديلا المسجون في جزيرة روبن آيلند. وتلقى تهديدات من الشرطة والجيش. ولم يفلت من السجن سوى بفضل رتبته الكهنوتية.

وهو كان يقف «درعا لنا» خلال التظاهرات، على ما قال بانيازا ليسوفي المسؤول في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي «ايه إن سي» الحاكم الذي شارك في هذا النضال التاريخي في البلد.

وصرحت غراسا مشيل أرملة مانديلا «كان يقف بحزم وبلا خوف في طليعة التظاهرات وثوبه يرفرف في الهواء وصليبه يحمينا كدرع»، واختار ديسموند توتو لجنازته إنجيل يوحنا الذي ترد فيه الآية التالية «وصيتي لكم: أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم».

رئيس لجنة الحقيقة والمصالحة «TRC» القس ديزموند توتو يسلم تقرير اللجنة إلى رئيس جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا في بريتوريا. 29 أكتوبر 1998.(رويترز).
رئيس لجنة الحقيقة والمصالحة «TRC» القس ديزموند توتو يسلم تقرير اللجنة إلى رئيس جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا في بريتوريا. 29 أكتوبر 1998.(رويترز).

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ترامب يشبِّه إدارة بايدن بــ«شرطة هتلر السرية».. «جستابو»
ترامب يشبِّه إدارة بايدن بــ«شرطة هتلر السرية».. «جستابو»
خوسيه مولينو يفوز بالانتخابات الرئاسية في بنما
خوسيه مولينو يفوز بالانتخابات الرئاسية في بنما
41 بين قتيل وجريح في هجوم بمسيّرات على بيلغورود الروسية
41 بين قتيل وجريح في هجوم بمسيّرات على بيلغورود الروسية
بوتين يأمر بإجراء «مناورات نووية»
بوتين يأمر بإجراء «مناورات نووية»
استطلاع: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخابات البرلمانية الأوروبية
استطلاع: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخابات البرلمانية...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم