Atwasat

«جون أفريك» تثير شكوكا حول علاقة بين لودريان ونشاط نجله في مجال تجارة السلاح

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 25 يونيو 2021, 10:02 مساء
WTV_Frequency

أثارت مجلة «جون إفريك» الفرنسية، شكوكا حول وجود صلات بين وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، والذي كان يشغل منصب وزير الدفاع السابق، ونشاط ابنه في مجال تجارة الأسلحة، والذي استفاد من سجل علاقات ولاده، وذلك خلال رحلة تحري بدأت من أبو ظبي إلى باماكو وباريس.

وبدأت المجلة تحقيقها بالعودة إلى معرض دولي للدفاع، يقام في الإمارات العربية المتحدة، «حيث لم يتخلف جنود فرنسيون يرتدون الزي العسكري عن الموعد تحت الحماية المكيفة لقاعة العرض، إذ تتنافس قاذفات الصواريخ الصينية والدروع البيلاروسية والبنادق الهجومية الأمريكية على خطف الأضواء»، وفق تقرير المجلة.

وتوضح المجلة، أن نهاية فبراير 2015، شهدت قيام لودريان بالرحلة، عندما كان وزير دفاع الرئيس الفرنسي حينها فرانسوا هولاند، إذ كان يرى معرض ومؤتمر الدفاع الدولي (إيدكس)، أهم معرض للأسلحة في الشرق الأوسط، وحدث لا ينبغي تفويته، مضيفة «عندما هبط في أبو ظبي، كان العلم الفرنسي الذي يمثل سادس أقوى جيش في العالم (حوالي 30 ألف جندي) ثاني أكبر علم بين الأوروبيين (خلف ألمانيا ولكن قبل المملكة المتحدة)».

وارتدى جان إيف لودريان ملابسه كمندوب مبيعات عسكرية، ووسط ابتسامات يتصرف في أبو ظبي، إذ يذهب بالفعل للمرة التاسعة كوزير، كما لو كان يتجول في سوق بلدته، وعلى بعد خطوات منه شاب رصين يبلغ من العمر 31 عامًا فقط.

كان ذلك توماس لودريان، نجله، الذي يبرز وسط هذه المجموعة من كبار السن من الصناعيين والجنود المتقاعدين والمشترين الإماراتيين، فالقليل يعرفه، لكن رسميا ليس لديه وظيفة مع والده.

مراقب إداري في إدارة النقل البحري
وتخرج توماس في المعهد العالي للتجارة في باريس في عام 2008، وكان بالتأكيد مراقبًا إداريًا في إدارة النقل البحري الفرنسي لمدة سنة، ليواصل حياته المهنية كمستشار من يناير 2008 إلى ديسمبر 2012، قبل أن يصبح مستشارًا لجان بيير جوييت، وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي الأسبق، المحامي والمسؤول الكبير المقرب من والده، ومن فرونسوا هولاند، للإدارة العامة لصندوق الودائع والأمانات.

وتبدا «جون أفريك»، رحلة البحث عن حقيقة استغلال الوزير الفرنسي، فرصة زيارة الإمارات بتساؤل إن كان نجله استفاد من مذكرة اتصالاته الخاص به؟، متابعة أنه في صندوق الودائع والأمانات تحول بعد ذلك إلى العقارات، وتحديدا داخل الشركة الوطنية العقارية، وعندما كان يسير في أزقة معرض «أيدكس» في أبو ظبي ، كان توماس لودريان هو رئيس موظفي مجلس إدارة تلك الشركة «إس إن سي» التي يرأسها اندريه ياشي.

كان الأخير مقربا من آلان ريتشارد، وزير الدفاع السابق للرئيس جاك شيراك، لكن وجود نجل جان إيف لودريان، في أبو ظبي لم يكن له أي علاقة مع شركة «اس إن سي» العقارية، التي تتعامل في ملف الإسكان الاجتماعي.

ويتذكر أحد المشاركين الفرنسيين من أيدكس «علمنا أن توماس كان يشغل منصبًا رسميًا في مجال العقارات، ولكنه أيضًا كان له دور غير رسمي في الأعمال التجارية، حيث كان دفتر عناوين والده ضروريًا».

وبصورة مقتضبة عاد تحقيق المجلة الاستقصائي أيضا إلى عام 2015، حين فازت شركة مقرها بروتاني (منطقة بشمال غرب فرنسا)، موطن وزير الخارجية الفرنسي الحالي، بعقد لتصنيع جوازات السفر البيومترية في مالي، وفقًا لمصادر عديدة، كانت تستفيد من الدعم النشط من وزير الدفاع آنذاك.

أما في عالم الأعمال، بين كبار الصناعيين الفرنسيين وعمالقة الأسلحة، يعتبر جان إيف لودريان رهانًا أكيدًا، ولسبب وجيه هو بيع الأسلحة، إذ قلبت المجلة في أوراق الماضي عبر ربط عدة أحداث وشخصيات بمسار وزير الدفاع الأسبق لودريان.

ففي ذلك الوقت، لم يكن اليسار في السلطة بعد، وكانت سيغولين رويال (الوزيرة الاشتراكية الفرنسية السابقة)، تستعد لمواجهة الرئيس نيكولا ساركوزي، إذ قرر تيري بريتون (رجل أعمال) للتو عدم الترشح مرة أخرى للانتخابات التشريعية لعام 2007، وأن يكرس نفسه لمنطقته.

مأدبة بالقرب من الجمعية الوطنية
أما وزير الدولة السابق لشؤون البحار (لودريان)، فلا ينوي عزل نفسه عن باريس، فخلال مأدبة بالقرب من الجمعية الوطنية (البرلمان)، مع سيدريك ليفاندوفسكي، مستشار الحزب الاشتراكي الذي سيصبح رئيس أركانه، يستحضر لودريان الحاجة إلى الانتباه إلى الفرص الحكومية.

وبالنسبة لرئيس بلدية لوريان السابق، فإن المجال العسكري واضح، فلقد ولد في هذه المدينة المدمرة بعد الحرب، وتشكل سياسيًا ضمن شباب العمال المسيحيين، الذي كان والديه نشطاء به، وكان على اتصال مع ترسانة المدينة التي أنتجت لفترة طويلة السفن القتالية للجمهورية الفرنسية.

وفي عام 2006، أصبحت الحرب والصناعة هاتان الركيزتان هما المكونان لطموحه الوزاري، الذي تولى أربعة رجال مهمة تحقيقه: ليفاندوفسكي، و إناركي فرانسوا روسيلي، مستشاره الخاص المستقبلي وجان كلود ماليه (مدير الشؤون السياسية الآن في شركة "توتال" للطاقة)  وضابط الجيش السابق جان ميشيل بالاغوس.

هذه المجموعة تعد رسميا العناصر المؤهلة لترشيح لودريان في الدفاع، و في الواقع تزيد بالفعل من اجتماعاتها مع الصناعيين والجيش.
وتدريجيا أصبح لو دريان أحد أفضل خبراء النظام الصناعي العسكري الفرنسي، لا سيما داخل اليسار وبفضل اللجنة الوزارية للصادرات الدفاعية (التي يقودها ليفاندوفسكي) ، زادت حجم مبيعات الأسلحة الفرنسية من 4.8 إلى 16 مليار يورو خلال السنوات الثلاث الأولى لها.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
توقيف 88 من المحتجين في أرمينيا على نقل أراضٍ إلى أذربيجان
توقيف 88 من المحتجين في أرمينيا على نقل أراضٍ إلى أذربيجان
المملكة المتحدة تتهّم 3 أشخاص بمساعدة أجهزة استخبارات هونغ كونغ
المملكة المتحدة تتهّم 3 أشخاص بمساعدة أجهزة استخبارات هونغ كونغ
أوكرانيا تتبنى استهداف منشآت للطاقة في غرب روسيا
أوكرانيا تتبنى استهداف منشآت للطاقة في غرب روسيا
وزير الخارجية الأوكراني يقوم بأول زيارة الى صربيا منذ الغزو الروسي
وزير الخارجية الأوكراني يقوم بأول زيارة الى صربيا منذ الغزو ...
الصين تطالب بعدم عرقلة انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة
الصين تطالب بعدم عرقلة انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم