أعاد الجدل التحكيمي الدائر في إسبانيا بشأن صافرة حكم مباراة ريال مدريد وفالنسيا، جيل مانزانو، التي جاءت قبل ثوانٍ من تسجيل هدف الفوز الثالث للنادي الملكي إلى الأذهان واقعة صارخة ومشابهة تماما. لذا قررت «بوابة الوسط» البحث عن الواقعة من دفاتر التاريخ، خصوصا بعد أن قال المدير الفني للريال الإيطالي كارلو أنشيلوتي: «لقد كان شيئًا غير مسبوق، ولم يحدث لي أبدًا».

وحسم التعادل الإيجابي مباراة فالنسيا ضد ريال مدريد بملعب «الميستايا» بنتيجة 2-2 ضمن منافسات الجولة الـ27 من الدوري الإسباني. وشهد الملعب جدلًا تحكيميًا، بعدما أطلق حكم مباراة ريال مدريد وفالنسيا صافرة نهاية المباراة قبل أن يحرز جود بيلينغهام، لاعب النادي الملكي، هدف الفوز. وأصدر نادي ريال مدريد بيانا رسميا، اليوم الأحد، أكد خلاله أنه تعرض لظلم تحكيمي.

تفاصيل الواقعة التاريخية في مونديال 78
شهدت نسخة كأس العالم 1978 في الأرجنتين التي توجت فيما بعد باللقب أحداثًا مثيرة للجدل، حيث وقع منتخب البرازيل في المجموعة الثالثة رفقة منتخبات النمسا وإسبانيا والسويد، وكانت أولى مباريات «راقصي السامبا» أمام منتخب السويد، الذي افتتح التهديف عن طريق جوبيرغ في الدقيقة 37، قبل أن يُعدل النتيجة رينالدو في الدقيقة 45. 

- أنشيلوتي: ما حدث من حكم مباراتنا أمام فالنسيا لم أشاهده في حياتي
- (فيديو) ذهول في ريال مدريد.. والنادي الملكي: قرار غير مسبوق أمام فالنسيا

استمر التعادل الإيجابي مسيطرًا على مجريات اللقاء. وقبل ثوانٍ من انتهاء المباراة، كان «السيليساو» يستعد لتنفيذ ركنية من على يسار الملعب، صانع الألعاب الموهوب زيكو وضع رأسه في الكرة، ليرسلها بقوة إلى داخل الشباك السويدية معلنًا الهدف الثاني للبرازيل، تمهيدًا لخطف النقاط الثلاث في أول مباراة لهم في دور المجموعات. لكن الحكم الويلزي كلايف توماس كان ممسكًا بصافرته، وقد اتخذ وضعية الاستعداد لإطلاق الصافرة فور تنفيذ الركنية.

رأسية زيكو والكرة عالقة في الهواء
ولأن الحكم ظن أن رأسية زيكو ستخرج الكرة إلى خارج الملعب، أطلق صافرته والكرة عالقة بالهواء وهي في طريقها إلى شباك السويد. لكن ظل الحكم الويلزي كلايف توماس على موقفه، ولم يحتسب الهدف للبرازيل، وأعلن أن نتيجة المباراة هي التعادل الإيجابي 1-1.

اعترض لاعبو البرازيل كافة، حتى أنهم شكّلوا دائرة لم يعرف الحكم الويلزي نهاية لها، وتوالت الاعتراضات عليه من كل حدب وصوب، لكنه ظل متمسكا بقراره، حيث أطلق الصافرة والكرة في الهواء بعد رأسية زيكو.

الحكم الويلزي: لم يحدث شيء
بعد نجاة الحكم من كل تلك الاعتراضات، جرى سؤاله من قِبل الصحفيين عن تلك اللقطة، وما حدث بالضبط، فرد كلايف توماس بهدوء يُحسد عليه: «لم يحدث شيء. أطلقت صافرة النهاية والكرة في الهواء. فقط هذا ما حدث».

جماهير البرازيل، التي ساندت منتخب بلادها في مدرجات الملعب وقتها، أطلقوا صيحات باتهام الحكم بمحاباة السويد. وفي إحدى الروايات، بررت جماهير البرازيل داخل الملعب ما حدث من قِبل الحكم الويلزي توماس بأنه ضرب جبهته بيده في إحدى لقطات الشوط الثاني من المباراة بعدما أضاع مهاجم منتخب السويد كرة كادت تضع منتخب بلاده في المقدمة مجددًا.

روايات الجماهير البرازيلية تبرير الانحياز للسويد
تلك الروايات تداولتها الجماهير البرازيلية، لتبرير موقف الحكم بمحاباة السويد ومساندته لهم، لذا لم يتراجع لحظة لاحتساب هدف زيكو الذي كان سيمنح «السيليساو» نقطتين في تلك البطولة.

وعلى الرغم مما حدث في مباراة البرازيل والسويد، لكن «السيليساو» نجح في الفوز بمباراة والتعادل في أخرى، ليتأهل كوصيف الترتيب برصيد 4 نقاط. وكان تعادل البرازيل والسويد سببًا بارزًا في تأهل «السامبا» كوصيف المجموعة الثالثة، خاصة أن منتخب النمسا حقق فوزين وخسر مباراة، ليحصد 4 نقاط فقط مثله مثل البرازيل.

اعتراض نجوم منتخب البرازيل على الحكم الويلزي كلايف توماس بمونديال 78. (أرشيفية : الإنترنت)

رأسية زيكو في مرمى السويد قبل إلغاء الحكم الويلزي كلايف توماس للهدف بمونديال 78. (أرشيفية : الإنترنت)