Atwasat

مفاوضات بشأن المناخ بألمانيا وسط ترقب لمواقف الرئيس الإماراتي لقمة «كوب-28»

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 05 يونيو 2023, 04:04 مساء
WTV_Frequency

تنطلق مفاوضات بشأن المناخ برعاية الأمم المتحدة الإثنين في ألمانيا، بينما تتجّه الأنظار إلى رئيس الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر «كوب» في دبي، الإماراتي سلطان الجابر إذ تنتظر منظمات غير حكومية مع خبراء وسياسيين أن يعبّر عن توجهٍ للتخلي عن الوقود الأحفوري.

وأثار اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة لرئيس شركة النفط الإماراتية العملاقة «أدنوك» سلطان الجابر لرئاسة قمة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب-28»، انتقادات شديدة من نشطاء في مجال البيئة وبعض المسؤولين السياسيين، بحسب «فرانس برس».

ودعا مئة عضو في الكونغرس الأميركي والبرلمان الأوروبي إلى العودة عن اختياره لرئاسة المؤتمر بسبب منصبه على رأس الشركة النفطية الحكومية.

 أهمية الوقود الأحفوري للاقتصاد العالمي
وردًا على سؤال لوكالة «فرانس برس» في أبريل، دافع الجابر عن نفسه من خلال التذكير بأنه مؤسس شركة «مصدر» أيضًا، وهي شركة إماراتية وطنية متخصصة في الطاقات المتجددة. 

كذلك دافع مفاوضا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مجال المناخ جون كيري، وفرانس تيمرمانز عن تسميته. والتقى كيري في نهاية الأسبوع الفائت مسؤولين إماراتيين بينهم الجابر في أبو ظبي.  وفي حين أن القرارات المتخذة خلال مؤتمرات الأطراف من مسؤولية الدول، إلا أنّ لرئاسة المؤتمر دورًا في تنسيق وإدارة المفاوضات. 

الإمارات تعين سلطان الجابر رئيسا لـ«كوب 28»
رئيس «كوب 28» يؤكد ضرورة التركيز على خفض الانبعاثات

وشدّد رئيس «أدنوك» مؤخرًا على أهمية الوقود الأحفوري للاقتصاد العالمي. وبدلاً من الدعوة إلى التخلي عن النفط والغاز بحسب ما يرغب العديد من المفاوضين، فضّل التحدث عن القضاء على «انبعاثات» الوقود الأحفوري مما يمهد الطريق لاستمرار استخدامه، في حين أن التقنيات العديدة لالتقاط الإطلاقات ما زالت في بداية تطويرها. 

فرصة لرئيس الدورة الثامنة والعشرين لمخاطبة المشكّكين
واعتبرت لورانس توبيانا إحدى مهندسات اتفاق باريس للمناخ في 2015 ورئيسة مؤسسة المناخ الأوروبية أن «هذه الرئاسة يجب أن تكشف بسرعة عن طموحها: السرعة في التوجه إلى مصادر الطاقة المتجدّدة جزء منه، لكن ذلك لن يكون كافيًا لمؤتمر الأطراف هذا». وأضافت «الوضع حرج حاليًا أكثر من أي وقت مضى لندرك أن عصر الوقود الأحفوري ينتهي». 

وسيشكل مؤتمر بون في ألمانيا حول تغيّر المناخ الذي يُنظم كل عام تحضيرًا لمؤتمر الأطراف المقبل فرصة لرئيس الدورة الثامنة والعشرين لمخاطبة المشكّكين به.

ويتوقع أن يتيح المؤتمر الذي سيستمر لمدة 15 يومًا إحراز تقدّم تقني في قضايا مثل التمويل الملموس «للخسائر والأضرار» أو التعهد بصرف مبلغ 100 مليار دولار سنويًا للبلدان الفقيرة للتكيّف مع تغير المناخ وتنفيذ الانتقال في مجال الطاقة. 

كما يأمل مراقبون في الحصول على معلومات بشأن «التقييم العالمي» المتوقع في سبتمبر، والذي سيُحدّد جهود الدول المختلفة في أعقاب اتفاق باريس. 

 الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية
ويهدف هذا الاتفاق إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند متوسط «يقل عن درجتين مئويتين» مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي، ومواصلة الجهود «للحد من ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية»، ما يبدو صعبًا. ويتيح للبلدان تحديد أهدافها الخاصة لبلوغ التوقعات.

وقال مبعوث أرخبيل توفالو سامويلو لالونيو لوكالة فرانس برس إن «الوقود الأحفوري هو بالتأكيد المذنب الرئيسي»، مهاجمًا النفط والغاز والفحم إذ إن بلاده مهددة بأن تغمرها المياه على غرار دول جزرية صغيرة أخرى. وتطالب توفالو وفانواتو باعتماد «معاهدة لعدم انتشار» الوقود الأحفوري. 

من جانبها التزمت دول مجموعة السبع الصناعية مؤخرًا بـ«تسريع تخلّيها» عن الوقود الأحفوري، ولكن من دون تحديد مهلة نهائية جديدة، وفقط في المجالات غير المزودة بأجهزة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، وهي تقنيات ما زالت في بدايتها إلا أن الدول المنتجة للنفط والغاز تشيد بها. 

تسريع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجدّدة
من ناحية أخرى، لقيت دعوات وكالة الطاقة الدولية إلى تسريع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجدّدة ترحيب حكومات عديدة. ودعا سلطان الجابر بنفسه إلى زيادة الاعتماد على الطاقة المتجدّدة بنسبة ثلاث مرات بحلول العام 2030، في خطاب ألقاه في مطلع مايو في ألمانيا.

وجراء أزمات الطاقة والمناخ كان يجب أن يبلغ الاستثمار في التكنولوجيا التي لا تُصدر انبعاثات الكربون (المتجددة والنووية والبطاريات...) 1700 مليار دولار في 2023 وفق وكالة الطاقة الدولية، لكن ما زال نحو ألف مليار يذهب إلى النفط والغاز والفحم. 

وتشيد الإمارات، وهي إحدى الدول الرئيسية المنتجة للنفط، باستثماراتها في مصادر الطاقة المتجددة. لكن في حال توقفت الدولة في النهاية عن استخدام نفطها داخليًا فهذا لا يعني أنها ستتخلى عن الإنتاج لتصديره، بحسب ما قال الخبير في مركز تشاتام هاوس للأبحاث كريم الجندي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أسعار المواد الغذائية ترفع التضخم بالمغرب إلى 2.4%
أسعار المواد الغذائية ترفع التضخم بالمغرب إلى 2.4%
مذكرة تفاهم بين العراق وتركيا وقطر والإمارات بشأن مشروع «طريق التنمية»
مذكرة تفاهم بين العراق وتركيا وقطر والإمارات بشأن مشروع «طريق ...
أسعار النفط ترتفع بعد تراجعها الجلسة السابقة
أسعار النفط ترتفع بعد تراجعها الجلسة السابقة
مراقبون: العقوبات الأميركية بحق إيران قد تضيف 8.4 دولار لسعر البرميل
مراقبون: العقوبات الأميركية بحق إيران قد تضيف 8.4 دولار لسعر ...
الأمم المتحدة: آسيا أكثر مناطق العالم تضرراً من الكوارث المناخية عام 2023
الأمم المتحدة: آسيا أكثر مناطق العالم تضرراً من الكوارث المناخية ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم