Atwasat

«كامبريدج» تطمح إلى أن تصبح «سيليكون فالي» بريطانية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 29 يناير 2024, 02:23 مساء
WTV_Frequency

تسعى مدينة كامبريدج الواقعة شمال لندن لأن تصبح «العاصمة العلمية الأوروبية» الجديدة ومنافسة نظيرتها سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأميركية معتمدة في ذلك على الاكتشافات العلمية التي شهدتها جامعتها المرموقة.

ويتمثل الهدف في أن تصبح المدينة «سيليكون فالي» التالية في العالم، بحسب وزير المال البريطاني جيريمي هانت، حسب وكالة «فرانس برس».

جامعة كامبريدج ستعيد تمثالا مسروقا إلى نيجيريا
مؤرخ يتخلى عن منصبه بـ«كامبريدج» بسبب تصريحات عن العبودية

ولا تتردد السلطة التنفيذية البريطانية في تخصيص الاعتمادات اللازمة لجعل كامبريدج «العاصمة العلمية الأوروبية» الجديدة.

ومن أبرز الخطوات في هذا المجال إعلان لندن تخصيص ثلاثة ملايين جنيه إسترليني في موازنة الخريف لتمويل مشاريع جديدة لتعزيز البنى التحتية للمدينة، ومنها النقل والإسكان.

فكامبريدج واحدة من أغلى المدن البريطانية من حيث أسعار العقارات، تماما كسان فرانسيسكو التي تُعد «سيليكون فالي» الفعلية، ويُترجم تركز الوظائف ذات المهارات العالية فيها إلى تكلفة معيشة باهظة.

ويهدف مشروع «إينوفايت كامبريدج»، وهو عبارة عن تعاون بين الجامعة الشهيرة والشركات الكبرى، ومنها مجموعتا «أسترازينيكا» لصناعة الأدوية و«ميكروسوفت» للتكنولوجيا، إلى مضاعفة عدد الشركات الناشئة التي تُعرف بـ«الأحادية القرن» في المدينة بحلول العام 2035.

أكبر نشاط علمي وتكنولوجي في العالم
ووُلدت في المدينة الإنجليزية الصغيرة، وفقا لبيانات حديثة من جامعتها، 23 من هذه الشركات الناشئة التي تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار، وهو ما يعادل تقريبا عدد الشركات الناشئة من هذه الفئة في برلين، لكنه أقل من عدد الشركات «الأحادية القرن» في لندن البالغ تسعا وثلاثين.

وتشمل قصص النجاح المحلية هذه شركة «آرم» العملاقة في مجال التكنولوجيا، التي تُستخدم تصميماتها من أشباه الموصلات في معظم الهواتف الذكية في كل أنحاء العالم، وشركة «دارك ترايس» لأمن تكنولوجيا المعلومات، وشركة «آبكام» المتخصصة في إنتاج الأجسام المضادة للأغراض البحثية.

ولاحظت المنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة أن كامبريدج هي المدينة التي تشهد أكبر نشاط علمي وتكنولوجي في العالم نسبة إلى كثافتها السكانية.

وفي المملكة المتحدة ككل، جمعت الشركات الناشئة أكثر من 21 مليار دولار في العام الماضي، ما شكل انخفاضا بعد عامين استثنائيين، لكن بريطانيا لا تزال ثالث أكبر بيئة حاضنة للتكنولوجيا في العالم بعد الولايات المتحدة والصين، وفق دراسة نشرتها في مطلع يناير شركة «ديل روم» ومصرف «إتش إس بي سي».

واعتبر المؤسِس المشارِك لـ«سي إم آر سورجيكال» مارك سلاك أن أحد الأسباب التي جعلت شركته المتخصصة في مجال علوم الحياة تصبح «الأحادية القرن» العام 2019 هو وجودها في كامبريدج.

وقال رئيس الشركة التي تأسست العام 2014 وتنتج روبوتات صغيرة تُجري عمليات جراحية «محدودة التوغل» (لا تتطلب فتحة كبيرة في الجسم) «لا يوجد على الأرجح الكثير من الأماكن في العالم التي كان بإمكاننا تحقيق ذلك فيها».

مركز مذهل للمواهب
وأوضح سلاك لوكالة «فرانس برس» أن «المعرفة الفنية التي احتاجت إليها الشركة من حيث علماء الفيزياء والرياضيات وخبراء المعلوماتية كان من الصعب جدا العثور عليها في أي مكان آخر»، ملاحظا أن «في كامبريدج تركزا مذهلا للمواهب».

وصنفت دراسة أجراها بنك «فيرجن ماني» البريطاني العام الماضي كامبريدج كأفضل مدينة في المملكة المتحدة للشروع لتأسيس شركة.

وأشارت الدراسة إلى أن «المدينة الجامعية التاريخية تحتل المرتبة الأولى من حيث الابتكار والسعادة، وتحتل كذلك المرتبة الأولى بين أفضل خمس مدن من حيث أوقات التنقل ومستويات القوى العاملة وجودة الإنترنت».

ويبدو أن عدد سكان كامبريدج القليل نسبيا والبالغ نحو 150 ألفا، لا يشكل عائقا أمام طموحاتها، علما أن عدد سكان نظيرتها في كاليفورنيا أكبر بكثير إذ يبلغ نحو ثلاثة ملايين نسمة.

وعلى الرغم من حجمها، لا تضم سيليكون فالي الأميركية سوى ثلاثة أضعاف عدد الشركات «الأحادية القرن» في كامبريدج، وهي المدينة التي شهدت كذلك على مر تاريخها إنجازات علمية كبيرة في مجال الحمض النووي والتلقيح الصناعي والخلايا الجذعية.

وقال مايكل أنستي من شركة «كامبريدج إينوفيشن كابيتال» لرأس المال الاستثماري المجازف التي تركز على علوم الحياة والتقنيات التخريبية (الشديد المبتكرة)، إن المدينة البريطانية يمكنها أن تبني على نجاحاتها السابقة لتجديد نفسها.

وأضاف «على مدى الأعوام الستين أو السبعين المنصرمة، تمكنت (المدينة) من تحويل الابتكار الأكاديمي إلى فرص تجارية».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
السينما السودانية تلفت الأنظار إلى الحرب المنسية
السينما السودانية تلفت الأنظار إلى الحرب المنسية
المتاحف الفرنسية تبحث في أصول قطع أثرية أفريقية نُهبت خلال مرحلة الاستعمار
المتاحف الفرنسية تبحث في أصول قطع أثرية أفريقية نُهبت خلال مرحلة ...
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم