«عديمة الفائدة وخطر على ثقافتنا».. بهذه الكلمات عبر المخرج السينمائي العالمي مارتن سكورسيزي عن استيائه الشديد حيال أفلام القصص المصورة، أو المعروفة باسم «الكتب الهزلية»، وثقافة سلاسل الأفلام السائدة في صناعة السينما الأميركية.

وخلال حديثه مع مجلة «جي كيو» البريطانية، قال سكورسيزي: «الخطر هنا هو ما يفعله هذا النوع من الأفلام لثقافتنا. ستكون هناك أجيال ستنشأ معتقدة أن الأفلام هي تلك فقط، وأن هذه هي الأفلام».

وأضاف: «يجب أن يأتي من صانعي الأفلام أنفسهم. وسيكون لديك، كما تعلم، الأخوان سافدي، ولديك كريس نولان. هل تعرف ما أعنيه؟. قال: اضربهم من كل جانب، ولا تستسلم. دعونا نرى ما يحدث. اذهب إلى هناك وافعل ذلك. هذا صحيح، لأنه يتعين علينا إنقاذ السينما».

ليست سينما حقيقية
واعتبر سكورسيزي أن الأفلام المستوحاة من القصص المصورة «ليست سينما حقيقية». وقال: «لا، لا أريد أن أقول ذلك. ما أعنيه هو أنه محتوى مصنّع. إنه تقريبا مثل صنع الذكاء الصناعي لفيلم، وهذا لا يعني أنه ليس لديك مخرجون رائعون وأشخاص ومؤثرات خاصة يقومون بأعمال فنية جميلة. لكن ماذا يعني ذلك؟. ماذا ستفعل هذه الأفلام وماذا ستعطيك؟».

ووجه سكورسيزي انتقادا للمخرج العالمي كريس نولان، صاحب ثلاثية أفلام «باتمان» التي أخرجها خلال الفترة بين 2005 – 2012 لمصلحة «وارنر براذرز»، على الرغم من أنه لم يكرر هذه التجربة مرة أخرى منذ وقتها.

تكنولوجيا جديدة في صناعة السينما
على صعيد آخر، عبر سكورسيزي عن حماسته الشخصية حيال مستقبل صناعة الأفلام، وفكرة استخدام تكنولوجيا جديدة في صناعة السينما. وقال: «اتطلع إلى استخدام تقنيات وأساليب جديدة».

وأضاف: «أنا أمنح كل ما لدى. هذا ما أفعله، وهذا هو أنا. إذا بإمكاني حشد طاقتي لصنع المزيد فلم لا. تستمر في المضي قدما حتى تنجح في ذلك. عليك البحث عميقا، لتعرف حقا ماذا يجب أن تقوله في هذه المرحلة من الحياة؟. عليك أن تقول شيئا مع الفيلم، وإلا فما الفائدة من صنعه؟. عليك أن تقول شيئا». وحصد فيلم نولان الأخير «أوبنهايمر» أرباحا تخطت 900 مليون دولار في صالات السينما العالمية خلال الأسبوع الماضي.

سكورسيزي يستعد لطرح أحدث أفلامه
ويستعد المخرج العالمي لطرح فيلمه «Killers of the Flower Moon» في العشرين من أكتوبر المقبل، وهو من فئة أفلام الجريمة، وتشارك في بطولته مجموعة من أشهر الفنانين، بينهم ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو وليلي غلادستون.

والفيلم مقتبس من كتاب ديفيد جران الأكثر مبيعا، ومن تأليف سكورسيزي نفسه وإيريك روث، ويستند إلى قصة حقيقية، تدور أحداثها في أوكلاهوما في عشرينات القرن الماضي، عندما ساعد النفط أوساج نيشن في بناء ثروته، حتى أصبح واحدا من الأثرياء في العالم بين عشية وضحاها. اجتذبت الثروة على الفور المتطفلين البيض، الذين تلاعبوا وابتزوا وسرقوا أكبر قدر ممكن من أموال أوساج، قبل اللجوء إلى قتله.

وسكورسيزي من المخرجين القلائل المخضرمين أصحاب الرؤية السينمائية الفريدة التي ظهرت في أفلام مثل «Silence»، و«The Irishman» و«Taxi Driver»، وغيرها من الأفلام السينمائية المميزة.

وتتعاون «آبل» مع «باراماونت» من أجل إطلاق الفيلم على المستوى العالمي، بعد أن اتفقا، الشهر الماضي، على أنه من الأفضل تخطي إطلاق الفيلم على المنصة الأصلية التابعة لـ«آبل»، وإطلاقه عالميا، على أن يذاع بعد ذلك على منصة «آبل تي في+».