نظمت الجمعية الليبية للآداب والفنون، الثلاثاء، ندوة أدبية بدار الفقيه حسن، أدارها الكاتب رضا بن موسى، إحياءً للذكرى الأولى لرحيل الكاتب رضوان أبوشويشة، تناولت ملامح من سيرته الحياتية والفنية والأدبية بمشاركة نخبة من الكتَّاب والصحفيين.
وأشار الناقد منصور أبوشناف في ورقة له إلى علاقة رضوان بالكتابة وبالمكان وبالقلق الذي يسكن روحه الباحثة عن روح أسلافه المنثورة بصماتها في رسوم الأكاكوس؛ إذ ليس غريبًا حين أسماه الشاعر الإيرلندي ماكدارا وودز «حارس الجنة» في روما وليس في دبلن. وأضاف كان رضوان يفتش في روما عن فردوسه الليبي المفقود، كان حارساً بلا جنة، وكان ماكدارا وودز يطوق عنقه بشال فلسطيني ويفتش عن إيرلندا المفقودة في «كوميديا دانتي» الرومية.. كانت الأوطان تتصدع وتنهار من تحت أقدامهما لتجثم في القلوب جبلًا من نار.
وألقت الشاعرة سميرة البوزيدي ثلاثة نصوص هي وصف لرحلة أبوشويشة مع ذاته والعالم ورؤيته للفن والكتابة والحياة وصراعه معها، وتقول:
كان بيننا
يدور كناعورة ألوان مشعة
مشاء خفيف الحركة
كأنه خلق من نور وضباب
بصوت مخنوق يحكي عن بورخيس ودبلن وعن لوحاته التي لم تكتمل
المكان والخيال
وقال الباحث حسين المزداوي «إن ما نراه من رضوان هو بمثابة قمة جبل الجليد، متسائلًا أين رضوان الآخر؟ مضيفًا أن مجموع مؤلفاته تجسد شخصيته الثقافية في صورتها البسيطة، إلا أن مساراتها متشعبة في النقد والمقالة والمسرح، وظل تمنُّعه عن الرواية في إجابته أن هذا السرد يتطلب كاتبًا ديمقراطيًا مع شخوصه وهو يفعل العكس لذلك هربت منه الرواية».
ورصد الكاتب محمد التليسي جانبًا من فضاء الطبيعة وأجواء المكان الذي تشكلت فيه مخيلة أبوشويشة واستمد منها إلهامه، معلقًا: «كان في صباه يقضي أوقاتًا طويلة في المساء؛ يراقب السماء وينظم مع نفسه أسطر شاعرية صغيرة، هذا الموقف تحت السماء هو ثاني ممارساته الفنية والأدبية بعد تدربه في النهار على عزف الناي، ورسم لوحات كاريكاتورية لوجوه المدرسين، وتطريق الحجر في مقلع الحجارة القديم الغائر في جبل سيدي رمضان (راقد) الراقوبة في (الكدوة)، حيث كهوف الكدوة المدمكة».
وقدم الكاتب عبدالسلام الفقهي قراءة في مسرحية «حمودة الزاهي» وسيناريو «خوذ» للكاتب رضوان أبوشويشة، وكذلك سرده لبعض المواقف التي تعرف من خلالها على شخصية الراحل.
واختُتمت الندوة بعدد من المداخلات قدمت فيها السيدة زينب شقيقة الكاتب رضوان أبوشويشة الشكر للجمهور والمشاركين ولأصدقائه الذين احتفوا بذكراه، إضافة إلى إضاءات على حياته عبر مواقف شخصية معه من جانب كل من الكاتب عاشور التليسي، والدكتور نورالدين الورفلي، والفنانة التشكيلية سعاد الشويهدي.
تعليقات