Atwasat

راقصات أوكرانيات يجدن في سيرك أميركي ملاذا آمنا

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 02 مايو 2022, 04:50 مساء
WTV_Frequency

وجدت الراقصات الأوكرانيات أناستازيا وأنا وأولغا شعورا بالراحة عبر تقديمهن عروضا في سيرك قرب نيويورك، لكن أجواء الحرب المستعرة في بلادهن لا تزال تؤرقهن رغم ابتعادهن عنها آلاف الكيلومترات.

وعلى مسرح السيرك، ترقص الشابات باستخدام الحلقات ويقمن بحركات بهلوانية فيما لا تفارق الابتسامة وجوههن. لكن بعيدا عن هذا الأداء، يجرين مكالمات هاتفية تنطوي على حزن كبير مع عائلاتهن في أوكرانيا، وفق «فرانس برس».

وتقول أنا ستاريخ التي غادرت أوكرانيا بعدما شنت القوات الروسية هجوما عليها في فبراير الماضي «أمضيت شهرا من دون أن أنام خلاله ليلة واحدة كاملة»، مضيفة «لم نكن قادرات على الخروج لشراء الطعام، كنا متوترات وخائفات طيلة الوقت. كان الوضع مرعبا».

وتقدم حاليا الشابة البالغة 21 عاما عروضا في سيرك «فليب» الواقع في ضاحية يونكرز بنيويورك حيث يمكنها أن تنام من دون أن توقظها أصوات الانفجارات.

العاصمة فارغة
وفي منطقة تبعد عن كييف أكثر من 7500 كيلومتر، تستعد ستاريخ وصديقاتها داخل موقف للسيارات متاخم لضفاف نهر هدسون لتقديم عروض إلى جانب زملاء أتوا من أوروبا وأميركا الجنوبية، إذ أصبح المسرح ملاذهم الآمن. وتقول لوكالة «فرانس برس» إن «العمل يساعدنا لنهدأ ولنبقى إيجابيين».

ورغم ذلك، تظهر الشابات قلقا واضحا في شأن أفراد عائلاتهن الذين بقوا في أوكرانيا.

من جانبها، تقول أولغا ريزكينا (22 عاما) التي فرت أيضا من أوكرانيا مع اندلاع الحرب بينما يعيش والداها وشقيقها في أوديسا «لا أعرف في أي حالة سيكونون غدا والأسبوع المقبل والشهر التالي. أبكي كلما راودتني هذه الفكرة». ووصلت ريزكينا وستاريخ إلى الولايات المتحدة مع أناستازيا سافيتش (20 عاما)، وهي راقصة مخضرمة في سيرك «فليب» عادت إلى أوكرانيا مع عاملين آخرين في الفرقة لتجديد تأشيرتها لكن الحرب اندلعت في 24 فبراير.

وتخرجت الشابات جميعهن من «بينغو سيركيس ثياتر»، وهي أكاديمية متخصصة بالسيرك في أوكرانيا. وانضمت ريزيكينا وستاريخ إلى سيرك «فليب» لتحلا محل راقصَيْن توجها إلى أوكرانيا للقتال والبقاء فيها.

وفي يوم غزو روسيا لأوكرانيا، غادرت سافيتش كييف متوجهة عبر القطار إلى بولندا. وتقول «لم أر العاصمة فارغة بهذا الشكل من قبل. إذ أصبحت خالية من السيارات والأشخاص، وأُقفلت كل المتاجر والمحلات. كان المشهد أشبه بفيلم رعب».

وهربت راقصتان أوكرانيتان أخريان من المجموعة عبر رومانيا وانضمتا إلى ريزيكينا وستاريخ في أميركا في 10 مارس.

ترك المشاكل خلف الكواليس
وهؤلاء الراقصات هن من بين أكثر من 7.7 ملايين شخص غادروا أوكرانيا منذ بداية الحرب، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

وتقول سافيتش التي أقنعتها والدتها أنها لن تكون قادرة على مساعدة أسرتها من خلال بقائها في أوكرانيا «عندما وصلت إلى نيويورك شعرت بالذنب». وتشير إلى أنها تنتظر سماع نبأ انتهاء الحرب وأن أوكرانيا «انتصرت». وتقول «أبلغ 20 عاما وأريد أن أبقى شابة وألا أتحدث عن الحرب».

ولدى الصديقات الثلاث أحلام مختلفة لكن متشابهة. وعند سؤالهن عن أحلامهن، ترد ستاريخ «أود أن أعيش وأبقى بأمان»، فيما تشير ريزيكينا إلى رغبتها في «السفر حول العالم»، أما سافيتش فتأمل أن تعيش دائما في الولايات المتحدة.

وتقول أليكسا فاسكيز، المسؤولة في سيرك «فليب» الذي أسسته عائلتها في المكسيك قبل أكثر من 50 عاما، إن إخراج الشابات من أوكرانيا كان صعبا في ظل إغلاق تشهده المطارات. وتضيف «إن وجود هؤلاء الفتيات هنا بأمان يعني لنا الكثير وبخاصة لي لأنهن صديقات وبمثابة عائلة. ونستطيع دعمهن بأي طريقة ممكنة».

وتظهر الراقصات الأوكرانيات مرات عدة في السيرك الذي لا تؤدي فيه الحيوانات أي عرض.

وتقول ريزيكينا إن «الأشخاص يحضرون ويرغبون في مشاهدة عرض جميل. فلا بد من ترك المشاكل خلف الكواليس».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«صانعة ثوب بابا الفاتيكان».. وفاة مصممة فساتين الزفاف اليابانية يومي كاتسورا
«صانعة ثوب بابا الفاتيكان».. وفاة مصممة فساتين الزفاف اليابانية ...
وفاة الكاتب الأميركي بول أوستر صاحب «ثلاثية نيويورك» عن 77 عاما
وفاة الكاتب الأميركي بول أوستر صاحب «ثلاثية نيويورك» عن 77 عاما
فوز الفنانة الفرنسية من أصل إيراني مرجان ساترابي بجائزة «أميرة أستورياس» للأدب
فوز الفنانة الفرنسية من أصل إيراني مرجان ساترابي بجائزة «أميرة ...
فرقة مسرحية بريطانية تجعل «الخشبة» منبرا لأصوات اللاجئين
فرقة مسرحية بريطانية تجعل «الخشبة» منبرا لأصوات اللاجئين
رغم العنف والفقر.. حي في بوغوتا يسعى إلى استقطاب السيّاح
رغم العنف والفقر.. حي في بوغوتا يسعى إلى استقطاب السيّاح
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم