Atwasat

«خانقة» و«لا تُطاق».. حرارة الصيف تفاقم المعاناة في خيام نازحي غزة

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 29 أبريل 2024, 10:23 صباحا
WTV_Frequency

ولّى شتاء غزة أخيرا، بعد أن عانى نازحو القطاع خلاله الأمرين بسبب أجوائه الباردة وهطول الأمطار مع رشقات الصواريخ والقصف المتواصل، لكن ما إن زال الجليد الذي كاد يجمد أطرافهم، حتى أخذهم الطقس إلى فصل جديد من المعاناة بملامح مختلفة.

خانقة ولا تُطاق.. بهذه الكلمات، يصف النازح محمد أبوربيع في حديث لوكالة أنباء العالم العربي الوضع داخل خيمته التي نصبها على عجل تحت ضغط القصف والنزوح لتؤويه وأسرته. ويضيف «قبل شهر من الآن، كنا نعاني من البرد والأمطار، إذ نعيش في خيام لم تحمنا في فصل الشتاء؛ لكن معاناتنا الآن كبيرة في ظل الأجواء الحارة، وكأن الخيمة تمتص أشعة الشمس وتصبها على أجسادنا».

أما النازحة أم علاء، فقالت «نشعر أن الخيمة مشتعلة. الأجواء حارة جدا، ونحن الكبار لا نستطيع تحملها، فكيف الحال بالصغار... في السابق، عندما كانت درجات الحرارة ترتفع، كانت لدينا بدائل إما بالاستحمام أو تشغيل وسائل التبريد. أما الآن، فلا خيار أمامنا سوى أن نبقى داخل الخيام».

ليس الحر فقط في غزة.. الحشرات أيضا
النازح أبومصطفى سلامة يقول بدوره إنه يبقى وزوجته مستيقظين ليراقبا أطفالهما خشية تعرضهم للسعات الحشرات «التي انتشرت بشكل كبير مع ارتفاع درجات الحرارة». ويضيف في حديثه لوكالة أنباء العالم العربي «في بعض الأحيان، نستخدم الورق لإطلاق نسمات الهواء على الأطفال، كوننا نشعر بعدم قدرتهم على النوم في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ونقوم بتبليل رؤوسهم لنخفف عنهم الحر قدر المستطاع».

أما الشاب أحمد اللحام، فمعاناته مضاعفة كونه لديه مشاكل صحية في الجهاز التنفسي. ويقول «في السابق كنت أتناول أدوية الحساسية والتزم المنزل خلال ساعات النهار وارتفاع درجات الحرارة؛ أما الآن، فلا مكان لنا سوى الخيام التي تمتص أشعة الشمس وتفرغها في أجسادنا».

المسن عبداللطيف بركات يقول بدوره «لم نتوقع أن نعيش ما نحن فيه الآن؛ أمراض ودرجات حرارة مرتفعة، دون ماء ولا طعام، في ظل كثافة سكانية كبيرة... الوضع في الخيام مأساوي، لا خصوصية ولا يمكن التحرك بسهولة؛ ففي كل خيمة عائلة أو أكثر، وتزداد الحياة اليومية صعوبة مع ارتفاع درجات الحرارة».

وضع وبائي
من جانبه، يعتبر رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق الأوسطية في روما فؤاد عودة أن الوضع الوبائي والصحي في قطاع غزة أصبح «في غاية الصعوبة والخطورة». ويقول في حديث لوكالة أنباء العالم العربي «الأمراض المعدية في انتشار كبير في قطاع غزة، كون الظروف لا تسمح بمقاومة انتشارها، حيث لا يوجد أطباء متخصصون كفاية لتقديم العلاج ولا مستلزمات طبية ولا مستشفيات ولا مياه نظيفة ولا طعوم منتظمة كذلك، سواء للكبار أو الصغار».

- 19 شهيدا في غارات عدوانية إسرائيلية على رفح

ويضيف «ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير ينعكس على الوضع الصحي للنازحين، حيث إنه يقلل قدرة الجسم على مقاومة الأمراض المعدية. وكذلك الظروف في الخيام مأساوية». ويتابع «لا يمكن مقاومة الانتشار الكبير للأمراض. كما أن الاكتظاظ لا يساعد على عمل برنامج وقاية؛ فالعدد الكبير للنازحين داخل الخيام وعدم توفر أدوات النظافة الشخصية يُساعد على انتشار الفيروسات».

ويشير عودة إلى أن أكثر الأمراض انتشارا في الوقت الحالي هي أمراض جهاز المناعة والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والتهاب الكبد الوبائي، في ظل ضعف المناعة، خاصة في الأجواء الحارة وفي ظل سوء التغذية والكثافة السكانية. ويصف عودة قطاع غزة في الوقت الحالي بأنه «المكان الأخطر في العالم فيما يتعلق بانتشار الأمراض المعدية والأوبئة بالتزامن مع بدء فصل الصيف».

«خانقة» و«لا تُطاق».. حرارة الصيف تفاقم المعاناة في خيام نازحي غزة
كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاتحاد الأوروبي يعرب عن «قلقه» بعد موجة التوقيفات الأخيرة في تونس
الاتحاد الأوروبي يعرب عن «قلقه» بعد موجة التوقيفات الأخيرة في ...
إندونيسيا: 57 قتيلاً حصيلة الفيضانات وسيول الحمم البركانية الباردة (شاهد)
إندونيسيا: 57 قتيلاً حصيلة الفيضانات وسيول الحمم البركانية ...
«فيديو»: «حزب الله» يسقط منطاد «تجسس» إسرائيليًا بالأسلحة الصاروخية
«فيديو»: «حزب الله» يسقط منطاد «تجسس» إسرائيليًا بالأسلحة ...
شكري: نرفض ليّ الحقائق وإسرائيل المسؤولة الوحيدة عن الكارثة الإنسانية في غزة
شكري: نرفض ليّ الحقائق وإسرائيل المسؤولة الوحيدة عن الكارثة ...
هتافات تطالب بحرية غزة في «مسيرة العودة» بمناسبة الذكرى 76 للنكبة
هتافات تطالب بحرية غزة في «مسيرة العودة» بمناسبة الذكرى 76 للنكبة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم