Atwasat

في يوم المرأة العالمي.. نساء غزة يروين شهادات الوجع وفظائع حرب الإبادة الإسرائيلية

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 08 مارس 2024, 04:01 مساء
WTV_Frequency

تُخفي عيون المسنة الفلسطينية خديجة حسونة، وجعًا عميقًا، وآلامًا لا تنتهي في يوم المرأة العالمي، الذي يجب أن يكون مناسبة للاحتفال بإنجازات المرأة والنضالات التي قامت بها على مر العصور.

وعاشت حسونة (67 عاما) تجارب قاسية وسط العدوان الصهيوني على قطاع غزة، إذ فقدت أحبة، وشهدت فظائع، وباتت تعيش مع خوف دائم على مستقبل ما تبقى من عائلتها، بحسب تقرير لوكالة «سند» الفلسطينية.

وفي كلماتها، تنطق المسنة حسونة بمآسي الحرب ومعاناة النزوح: «استشهد معظم أفراد عائلتي في غارة إسرائيلية، وبعضهم بقي عالقا تحت الركام، ولا أعرف مصيرهم حتى الآن».

«هُجّرت قسرًا .. لا أمان ولا مستقبل»
وتكمل المسنة الفلسطينية قصتها بصوت حزين «لقد هُجّرت قسرًا من مدينة غزة، وأصبحت أعيش مع عائلتي في مخيم للنازحين في رفح، حيث لا أمان ولا مستقبل».

وفقدت حسونة زوجها وأبناءها وأشقاءها وشقيقتيها دفعة واحدة جراء غارة إسرائيلية، استهدفت منزل عائلتها بمدينة غزة في بداية العدوان الذي اندلع في السابع من أكتوبر الماضي.

«يوم أسود وكابوس مروع»
وقالت نسمة ابنة المسنة حسونة إن «ما جرى لعائلتها في ذلك اليوم الأسود كان كابوسًا مروعا. لقد استشهد خمسون فردًا من عائلة أمي وأبي في لحظة واحدة».

 وأضافت «جميع النساء في العالم يحتفلن في الثامن من مارس، بإنجازاتهن إلا أن المرأة الفلسطينية تجد نفسها هذا العام إما شهيدة أو أسيرة أو أرملة أو نازحة».

- 8 مجازر خلال 24 ساعة.. ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ30 ألفا و878 شهيدا
- «أونروا» في اليوم العالمي للمرأة: 9 من كل 10 نساء بغزة يجدن صعوبة في الحصول على الغذاء

ليست حسونة الوحيدة التي تعاني من ويلات العدوان الإسرائيلية فرانيا أبو عنزة، فقدت توأمها وزوجها وعددا من أفراد عائلتها دفعة واحدة أيضًا، جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزل عائلتها في بداية الشهر الجاري.

تقول أبو عنزة بصوت يملأه الحزن «أشعر بالقهر والفقد. حرمت من أغلى كلمة في الحياة وهي كلمة ماما بسبب الإرهاب الإسرائيلي».

ورغم ذلك، تحاول المرأة الفلسطينية العيش وسط عواصف الحرب والموت، بينما تتلاشى حقوقها وتُهجَّر من بيتها وتفقد أحباءها.

ووفق أرقام هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن أكثر من 9 آلاف امرأة وفتاة استشهدن من بين 31 ألف شهيد حتى الآن منذ بدء العدوان على غزة.

فيما أعلن الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أن 75% من إجمالي عدد الجرحى من الإناث، وأن النساء والأطفال شكلوا ما نسبته 70% من المفقودين في غزة.

«اليهود قتلوهم بلا رحمة»
في مشهد أليم آخر، لا تزال لحظة قصف منزل عائلة أبو جبل عالقة في أذهان الطفلة ميرا إحدى الناجيات من الهجمات الإسرائيلية على المنازل والأبراج السكنية في غزة.

وتقول أبو جبل 8 أعوام: «كان يوم قاس علينا جميعا. خالتي وعماتي وأبناؤهم جميعًا استشهدوا. اليهود قتلوهم بلا رحمة».

وتأمل الطفلة الفلسطينية أن تتوقف الحرب وتعود إلى غزة مع والدتها، وأن تزور قبور عائلتها وتقرأ الفاتحة على أرواحهم.

وتتفاقم معاناة المرأة الفلسطينية بسبب النزوح المستمر، إذ نزح 1.9 مليون نسمة بينهم نحو مليون امرأة وفتاة، بحثًا عن مأوى آمن لهن ولأطفالهن، في ظل غياب تدخل دولي فعّال لوقف هذه المحرقة الإسرائيلية.

وتقول سلمة عبد العال التي تقيم في مدرس تحولت لمركز إيواء في رفح «نزحنا من غزة تحت القصف والأحزمة النارية وتركنا كل شيء خلفنا واليوم نعيش فوق بعض (محشورين) في الصف (غرفة تعليمة)».

 وتضيف عبد العال «فقدت عددا من أشقائي وشقيقاتي في الحرب، وبعضهم لا أعرف مصيرهم حتى الآن. اليوم نحن النساء نعيش واقعا مأساويا بينما نساء العالم يحتفلن بإنجازاتهن».

ظروف مأساوية وكابوس
بينما وصفت سناء الشرفا حال المرأة الفلسطينية بالكابوس، وقالت «رغم ذلك تواصل النساء الفلسطينيات مسيرتهن في مساعدة أسرهن على الصمود ومواصلة الحياة».

وأضافت الشرفا «عمري ما أشعلت النار في حياتي لكن اليوم أعمل كل شيء على النار من أجل عائلتي. حسبنا بالله ونعم الوكيل باليهود».

وتعيش المرأة الفلسطينية في غزة ظروفًا مأساوية بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة.

وبحسب أرقام الأمم المتحدة فإن 3 آلاف امرأة فلسطينية في قطاع غزة، أصبحن أرامل ويحاولن إعالة أسرهن.

 كما تعرضت عشرات النساء إلى الاعتقال والتحرشات من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

وقالت نجو زنون وهي تحتضن طفلتها اليتيمة «اليوم النساء في العالم يحتفلن بيوم المرأة، لكن المرأة الفلسطينية اليوم غارقة في تدبير أمور حياة عائلتها وتعمل من أجل إطعام أطفالها الأيتام"».

وأضاف زنون «نحن لا نريد احتفالات ومهرجانات، نريد فقط أن نعود إلى بيوتنا في غزة وننجمع من جديد مع أقربائنا وجيراننا وأحبائنا».

 وتأتي احتفالات يوم المرأة العالمي في ظل الظروف القاسية التي تعيشها المرأة الفلسطينية في مواجهة المحرقة الإسرائيلي، إذ تحاول البقاء والصمود، وتحمل مسؤولية حماية أسرها ومجتمعها رغم قسوة الحرب وأوجاعها.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حماس «تدرس» رد الاحتلال على مقترح بشأن الهدنة في غزة
حماس «تدرس» رد الاحتلال على مقترح بشأن الهدنة في غزة
37 مليون طن أنقاض في قطاع غزة يستغرق إزالتها 14 عامًا
37 مليون طن أنقاض في قطاع غزة يستغرق إزالتها 14 عامًا
اعتقال 100 شخص خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بإحدى جامعات بوسطن
اعتقال 100 شخص خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بإحدى جامعات بوسطن
«حزب الله» يستهدف موقعين عسكريين إسرائيليين بالمسيرات والصواريخ الموجهة
«حزب الله» يستهدف موقعين عسكريين إسرائيليين بالمسيرات والصواريخ ...
«القسام» تعرض مشاهد لأسيرين إسرائيليين يدعوان لمواصلة التظاهر ضد نتنياهو للإفراج عنهما
«القسام» تعرض مشاهد لأسيرين إسرائيليين يدعوان لمواصلة التظاهر ضد ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم