Atwasat

أثريون: توت عنخ أمون لم يولد بعلاقة «زنا محارم»

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 21 أكتوبر 2014, 03:25 مساء
WTV_Frequency

أثار تقريرٌ نشرته صحيفة «ديلى ميل»، حول تمتع الملك توت عنخ أمون ببنية أنثوية نتيجة ولادته بعد علاقة «زنا محارم» جمعت بين والده وشقيقته حالة من الغضب الواسع في الأوساط الأثرية والباحثين المصريين الذين طالبوا بوضع حدٍّ لما وصفوه بـ«العبث» الذي تتعرض له مومياوات ملوك وملكات الفراعنة، والخروج بتقارير تهدف لضرب الحضارة الفرعونية.

وجدد الأثريون المطالب بإطلاق مشروع وطني مصري لدراسة مومياوات الفراعنة يكون مقره في متحف التحنيط بمدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر.

إخناتون لم يكن أخًا لنفرتيتي
وشكَّـك عاِلم المومياوات المصري أحمد صالح عبد الله لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) اليوم الثلاثاء في صحة ما نشرته الصحيفة عن أنَّ الملك توت عنخ آمون، كان لديه بعض العيوب الوراثية التي أثرت فيه، ومنها امتلاكه ساق أنثى، وتمتعه ببنية أنثوية.

ورفض عاِلم المومياوات المصري ما أعلنه ألبرت زنك، مدير معهد المومياوات في إيطاليا عبر صفحات «ديلي ميل» بأنَّ توت عنخ أمون وُلد بعد علاقة والده إخناتون بشقيقته.

وأكد صالح أنَّ إخناتون لم يكن أخًا لنفرتيتي التي لم تكن من الأسرة المالكة، ولم تكن محظية إخناتون وأنَّ محظيته كان اسمها «كيا» وهي التي من الممكن أنْ تكون أمًا لتوت عنخ أمون وهي أيضًا لم تكن أختًا لإخناتون ولا تنتمي لعائلته.

عدم العثور على عائلة إخناتون
وأشار إلى أنَّه من المعروف أنَّه لم يتم العثور على أجساد غالبية عائلة إخناتون ولم يُعثر إلا على توت عنخ أمون وبناته وجسد صاحب المقبرة رقم 55، ولذا فمن الصعب قبول الرأي الذي يشير إلى أنَّه تنوع إنثروبولوجي.
وأضاف أنَّ الدراسات الأثرية والتاريخية تتفق على أنَّ الملك توت عنخ أمون وجد نفسه فجأة مطالَبًا بالجلوس على العرش بعد أنْ مات سلفه الملك سمنخكارع، وحكم هذا الملك الصغير ما بين تسع إلى عشر سنوات، ولكن تلك البحوث والدراسات لم تلق الضوء حول شكل وسمات وخصائص الملك توت عنخ آمون.

وظهر الملك في أغلب المناظر على جدران مقبرته وعلى آثاره بشكل كلاسيكي يشبه أي ملك في مصر القديمة، على الرغم أنَّ الفن في عهده لايزال يحمل سمات الفن الأتوني الذي ابتكر في عصر الملك إخناتون من حيث الجمجمة المستطيلة والخصر الكبير.

وأشار إلى ملاحظة هامة وهي ظهور الملك متكئًا على عصا السير في أكثر من منظر.

الملك كان مولعًا بجمع العصي
وبحسب المراجع التاريخية، فقد عثر المستكشف البريطاني هيوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون على أكثر من 130 عصا وعكازًا وبقايا عصي متنوعة الأشكال والزخارف، واعتقد كارتر أنَّ الملك كان مولعًا بجمع العصي، ووجد كارتر دلائل عدة على استخدام الملك هذه العصي أثناء حياته.

وكشف صالح عن أنَّ صور الأشعة السينية لظَـهر الملك تشير إلى أنَّ هناك تقوسًا غريبًا في الظهر نتيجة لالتواء العمود الفقري للملك، ورأى أطباء بريطانيون قاموا بفحص المومياء أنَّ هذا الالتواء تسبب في حدوث صعوبة في تحركات الملك.

وأظهرت فحوصٌ أخرى أنَّ الحالة الصحية للملك توت عنخ أمون كانت جيدة، ولم يشر الجسد بإصابة الملك توت عنخ أمون بأية أمراض، ولكن البعض اعتقد أنَّ الملك كان مصابًا بداء السل، إلا أنَّه ليست هناك دلائل قوية تؤيد هذا الاعتقاد ولاسيما أنَّ صاحب هذا الاعتقاد لم يحصل على عينة من رئة الملك ليقوم بدراستها.

كما أنَّ الأشعة المقطعية التي قام بها أعضاء فحص الجمعية الجغرافية أثبتت أنَّ توت عنخ أمون كان يتمتع بصحة جيدة ولم يكن يعاني سوء تغذية أو أي أمراض.

نقوش عصر العمارنة
وكانت أذن الملك صغيرة الحجم، ويبدو أنَّه كان يرتدي قرطًا في أذنه أثناء حياته، وثقبت الأذن اليسرى بثقب قطره 7.5 مليمترات، وربما ثقبت الأذن اليمنى التي يبدو أنَّها ضاعت أثناء نزع اللفائف عند اكتشاف المقبرة وأظهرت الأشعة السينية أنَّ جمجمة الملك مستطيلة الشكل، وهي تشبه الجماجم التي ظهرت في الفن الآتونى وسميت بـ«الجمجمة الآتونية».

ومن المعروف أنَّ هذا النوع من الجماجم قد شاع في مناظر ونقوش عصر العمارنة، وصوِّرَ رأس الملك إخناتون على شاكلة هذا النوع من الجماجم، وصوِّرت أيضًا جماجم أغلب الناس في عصر هذا الملك بنفس الجمجمة.
وحين خضعت صور الأشعة السينية للدراسة وُجد أنَّ جمجمة الملك توت عنخ أمون واسعة ومسطحة القمة، ووُجد تطابقٌ كبيرٌ بين شكل رأس توت عنخ أمون ورأس صاحب المقبرة رقم 55 بوادي الملوك في غرب مدينة الأقصر.

ورجَّح باحثون أستراليون أنْ يكون سبب استطالة الرأس عند صاحب المقبرة رقم 55 -المرجح أن يكون صاحبها سمنخكارع أو إخناتون- هو إصابته بمرض استسقاء الرأس، وسببه هو تجمع سائل النخاع الشوكي داخل المخ، ما يعني أنَّ استطالة الرأس هي حالة مرضية.

مشروع وطني مصري لدراسة مومياوات الفراعنة
إلى ذلك اتفق باحثون مصريون بمركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية على ضرورة وجود مشروع وطني مصري لدراسة مومياوات الفراعنة والرد على ما يثار بشأن التاريخ المصري القديم، وتعمد بعض المراكز البحثية في بلدان الغرب تشويه الحضارة المصرية القديمة عبر الإعلان عن نتائج دراسات مغلوطة من قبل بعض المراكز البحثية الأجنبية.

واقترح الباحثون المصريون أنْ يُقام المشروع المصري لدراسة مومياوات الفراعنة في متحف التحنيط بمدينة الأقصر والذي يعد المتحف الأول من نوعه لمومياوات الفراعنة وفنون التحنيط المصري القديم في العالم.

أثريون: توت عنخ أمون لم يولد بعلاقة «زنا محارم»
أثريون: توت عنخ أمون لم يولد بعلاقة «زنا محارم»

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«حزب الله» يوقع قتلى في صفوف الاحتلال بهجوم جوي بسرب من المسيرات
«حزب الله» يوقع قتلى في صفوف الاحتلال بهجوم جوي بسرب من المسيرات
شكري يحذر من «مخاطر أمنية جسيمة» لعمليات «إسرائيل» برفح في اتصال مع بلينكن
شكري يحذر من «مخاطر أمنية جسيمة» لعمليات «إسرائيل» برفح في اتصال ...
«الحصاد الدامي».. جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية منذ بدء العدوان على غزة
«الحصاد الدامي».. جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية منذ بدء ...
الأمم المتحدة تُحذِّر من تفشي «الكوليرا» في اليمن
الأمم المتحدة تُحذِّر من تفشي «الكوليرا» في اليمن
تونس.. إضراب للمحامين بعد اعتقال محامية وإعلاميين
تونس.. إضراب للمحامين بعد اعتقال محامية وإعلاميين
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم