Atwasat

السودان.. تظاهرات في ذكرى لها دلالات تاريخية

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 07 أبريل 2023, 12:02 صباحا
WTV_Frequency

انطلقت عصر، الخميس، تظاهرات في السودان في ذكرى انتفاضتين أسقطتا رئيسين انقلابيين، بعدما أدت الخلافات بين العسكريين وقوات شبه عسكرية إلى تأجيل جديد لاتفاق يفتح الباب أمام خروج البلاد من الأزمة.

ودعا تحالف قوى الحرية والتغيير الذي يمثل القوى المدنية، إلى التظاهر بعد هذا التأجيل الجديد لتوقيع الاتفاق الذي من شأنه إحياء عملية الانتقال الديموقراطية بعد انقلاب العام 2021.

- رئيس مجلس السيادة السوداني: نريد بناء قوات مسلحة بعيدة عن السياسة

متظاهرون يهتفون: «المدنية خيار شعب»
في أم درمان، الضاحية الغربية للخرطوم، نزل عشرات المتظاهرين الى الشوارع حاملين الأعلام السودانية وهتفوا «المدنية خيار شعب» و«العسكر إلى الثكنات». وتصدت الشرطة لهم باطلاق الغاز المسيل للدموع.

وقالت هند محمد شاهدة عيان من أم درمان لوكالة «فرانس برس» إن «الشرطة تستخدم الغاز المسيل للدموع لمنع المتظاهرين من الوصول إلى الجسر الذي يربط المدينة بالخرطوم».

وفي شارع المطار بالعاصمة، خرج مئات من المتظاهرين يحملون أعلام السودان وصورا لبعض من قتلوا من قبل خلال الاحتجاجات ضد الانقلاب العسكري.

متظاهرة: «لن نتخلى عن أحلامنا»
وقالت ندى عبدالرحيم المتظاهرة البالغة 20 عاما وكانت تلف جسدها بعلم السودان «لن نتخلى عن أحلامنا التي قدم إخوتنا أرواحهم من أجلها .. وطن تسوده الحرية والسلام والعدالة».

وفي بورتسودان، على البحر الأحمر على بعد حوالى ألف كيلومتر شرق الخرطوم، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق قرابة 300 متظاهر أغلقوا طرقا بالحجارة.

ومنذ الصباح انتشرت عشرات المدرعات في العاصمة السودانية وأغلقت جسورا تربط بين أحيائها على ضفتي النيل وأحاطت بالقصر الرئاسي الذي تتجه نحوه كل التظاهرات المناهضة للعسكريين منذ قرابة عام ونصف عام.

السلطات السودانية تمنح المواطنين عطلة رسمية
وأعلنت السلطات، الخميس، عطلة رسمية كون تاريخ السادس من أبريل له دلالات في تاريخ السودان الذي يحكمه عسكريون بشكل شبه دائم منذ الاستقلال العام 1956. ففي هذا التاريخ من العامين 1985 و2019 أطاح السودانيون رئيسين وصلا الى السلطة بانقلابين.

في 2019، عندما أعلن الجيش تحت ضغط الشارع إقالة الرئيس عمر البشير المنبثق من صفوفه، كان المتظاهرون يهتفون مطالبين بـ«الحرية والسلام والعدالة». والخميس سيردد المتظاهرون السودانيون الشعار نفسه على ما قال تحالف قوى الحرية والتغيير الذي انبثق من الانتفاضة ضد البشير.

في العام 2019 وفيما كان السودان، أحد أفقر بلدان العالم، يبدأ مسيرة الانتقال الديموقراطي ويحظى بدعم المجتمع الدولي بعد حكم ديكتاتوري استمر 30 عاما، شكلت قوى الحرية والتغيير حكومة مدنية تقاسمت حكم البلاد مع العسكريين وكان يفترض أن تقود البلاد إلى انتخابات حرة لتسليم السلطة كاملة للمدنيين.

لكن في 25 أكتوبر 2021 وفيما كان استحقاق الانتخابات يقترب، أغلق قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان الباب أمام هذا التحول الديموقراطي على نحو مفاجئ.

قاد البرهان انقلابًا واعتقل معظم الوزراء والمسؤولين المدنيين. منذ ذلك الحين، تغوص البلاد في أزمة سياسية واقتصادية اذ علق المجتمع الدولي كل مساعداته بعد الانقلاب.

مفاوضات مستمرة حول الاصلاح الأمني
بعد سنة على ذلك، باشر العسكريون والمدنيون مفاوضات جديدة وتعهدوا توقيع اتفاق حول العودة الى تقاسم السلطة في الأول من أبريل الحالي، أرجئ إلى السادس من الشهر نفسه.

غير أن قوى الحرية والتغيير أعلنت في بيان ليل الاربعاء إرجاء جديدا للتوقيع «على الاتفاق السياسي النهائي». وعزت ذلك إلى «استئناف المباحثات المشتركة بين الأطراف العسكرية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري في ما يتصل بالجوانب الفنية الخاصة بإجراءات الإصلاح الأمني والعسكري».

وأكدت القوى السياسية، بحسب البيان، أنه «بمجرد الوصول لاتفاقٍ عليها فإن الطريق سيكون سالكاً أمام توقيع الاتفاق السياسي النهائي (..) وخروج المؤسسة العسكرية من الحياة السياسية وتشكيل مؤسسات حكم مدنية كاملة».

وفي كلمة الى الأمة في ذكرى اطاحة جعفر النميري في العام 1985، أكد البرهان أن «الأطراف تعمل الآن بجد لإكمال النقاش حول الموضوعات المتبقية»، مشددا على أن التأجيل تقرر بغرض «وضع الأطر المتينة التي تحافظ على زخم الثورة».

ولتأكيد إصراره على أهدافه، دعا تحالف قوى الحرية والتغيير القوى المدنية والسياسية إلى «المشاركة الفاعلة في مواكب السادس من أبريل في العاصمة والولايات والتمسك بالسلمية».

وطالب التحالف الأجهزة الأمنية «بحماية المواكب الشعبية المقرر انطلاقها»، محذرا في الوقت نفسه «من أي تعامل عنيف بأي درجة من الدرجات»، بعدما أدى قمع قوات الأمن للتظاهرات المناهضة للانقلاب الى مقتل 125 سودانيا، بحسب نقابة الأطباء الداعمة للديموقراطية.

وأعلنت مساعدة وزير الخارجية الاميركي المكلفة شؤون افريقيا مولي في أنها اتصلت بنائب برهان محمد دقلو المعروف باسم «حميدتي» بهدف «تأكيد دعم الولايات المتحدة لطموحات الشعب السوداني بالتحرك الآن بهدف نقل السلطة الى حكومة يقودها مدنيون».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
قرابة 100 ألف فلسطيني وصلوا مصر من غزة منذ بدء الحرب
قرابة 100 ألف فلسطيني وصلوا مصر من غزة منذ بدء الحرب
نائب مدير برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة ما زال يتجه نحو المجاعة
نائب مدير برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة ما زال يتجه نحو ...
شهداء وجرحى في غارات صهيونية على غزة واستشهاد صياد برفح
شهداء وجرحى في غارات صهيونية على غزة واستشهاد صياد برفح
ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و356 شهيدا
ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و356 شهيدا
رغم التضييق الصهيوني.. 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
رغم التضييق الصهيوني.. 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم