Atwasat

ربيع ياسين: احترامي لـ«دارنس» منعني من تدريب أندية ليبية أخرى

القاهرة - بوابة الوسط: وليد زكي الخميس 05 مارس 2015, 09:15 صباحا
WTV_Frequency

بخلاف شهرته الواسعة، يعد ربيع ياسين نجم الكرة المصرية والنادي «الأهلي» السابق، صاحب أبرز بصمات في تاريخ الرياضة المصرية والعربية والأفريقية، فعندما كان لاعبًا في صفوف «الأهلي» حصد بطولات وألقابًا يصعب على أي لاعب تكرارها.

التوقُّف أمام شخصية ربيع ياسين أمرٌ مفيدٌ للغاية، إذ ضرب هذا النجم النموذج الأمثل للشخصية الرياضية المتزنة صاحبة الخلق الرفيع فلم يتحوَّل في تصرفاته على الرغم من نجاحاته الكثيرة والمتعددة سواء مع «الأهلي» أو مع المنتخب الذي يكفيه الإشارة إلى أنَّه أحد عمالقة جيل 90 الذي صعد بمصر إلى كأس العالم في إيطاليا كآخر جيل يصعد للمونديال العالمي وسط عجز متواصل من الأجيال المتعاقبة حتى الآن في تكرار هذا الإنجاز الفريد.

وعلى الرغم من ترشيحه لتولي مهمة تدريب منتخب مصر الأول، ثم عدم اختياره من قبل اتحاد الكرة، لم يفقد ياسين الثقة في إمكاناته وقدراته وتوجَّه على الرغم من الظروف السياسية الصعبة إلى العمل في ليبيا وحقق في وقت قصير جدًّا إنجازات غير مسبوقة.. ترى أين ربيع ياسين؟ وفيم يفكر مستقبلاً؟ وما تقييمه للفترة السابقة؟..

أسئلة كثيرة توجَّهت بها «بوابة الوسط» إلى النجم الخلوق ربيع ياسين في هذا الحوار:

- في البداية.. حدِّثنا عن آخر تجربة لك في ليبيا؟

- الحمد لله كانت تجربة ممتازة، وعلى الرغم من وقتها القصير فإنني نجحت وقتئذٍ (الموسم الماضي) في وضع بصمة داخل صفوف فريق «دارنس» الليبي، كما حوَّلت مسار الفريق من هزائم متتالية في الدور الأول إلى انتصارات في الدور الثاني مع تولي المسؤولية، وعلى الرغم من تواضع الإمكانات المادية وكذلك الفنية، فإنَّني وضعت نظامًا سريعًا ساعد الفريق على تحقيق ثلاثة انتصارات وتعادليْن وهزيمتيْن من العملاقين الكبيرين (الاتحاد وأهلي بنغازي) ومن المعروف أنَّ الاتحاد عميد الأندية الليبية كونه الأكثر حصولاً على بطولات، وكذلك أهلي بنغازي المنافس الدائم وصاحب عضوية المشاركة الأفريقية.

- لماذا فضَّلت الموسم الماضي الاستقرار على العمل في ليبيا على الرغم من وجود عروض أفضل؟

- لم أرتب للأمر برمته، فكنت كما تعلم أخلد للراحة بعد رحلة عمل شاقة مع منتخب الشباب ولم أقرر العمل في الخارج من الأساس بسبب عامل السن مع تقدُّم العمر الذي لا يسمح بذلك، لكني ألتقيت وبالصدفة وكيلاً ليبيًّا حضر خصيصًا إلى القاهرة وأبدى تمسكًا غير عادي بشخصي المتواضع، فما كان مني إلا الموافقة الفورية.

- كيف لم ترتب للعمل في ليبيا وسبق لك التصريح بأنَّك ستوافق على أي عرض تتلقاه ما دام خارج مصر؟

- هذه التصريحات كانت وقت غضب وأنت تقصد تحديدًا عندما تم اختيار مدربي المنتخبات الوطنية المختلفة قبل عام تقريبًا ولم أكن مطروحًا على الخريطة، وهو أمرٌ يشعرني حتى الآن بمدى الظلم وعدم التقدير للمخلصين ولأصحاب البصمات، والأيام أثبتت صحة كلامي، فلم يعد رأيي الوحيد بل امتد إلى كثيرين، وأنا هنا لا أطلب عملاً بفضل الله، فهناك عروضٌ كثيرة تلقيتها في الداخل والخارج من السعودية والأردن وسلطنة عمان قبل العمل في ليبيا، لكن ما أقصده هو تقدير القائمين على إدارة الكرة في مصر أصحاب الإنجازات وليس أصحاب العلاقات والمحاسيب.

- هل مازالت الكرة في مصر تدار بهذا الشكل والأسلوب؟

- بالتأكيد وإلا كيف يتم استبعاد اسم ربيع ياسين من العمل في المنتخبات الوطنية المختلفة؟!، وهو مَن أسَّس جيلاً جديدًا لمستقبل الكرة المصرية عن طريق الذهاب إلى كل قرية ونجع في مصر لاكتشاف المواهب الصغيرة، والجميع يعلم جيدًا مدى صعوبة العمل في قطاع الناشئين لأنَّه قطاعٌ غير مرئي ويحتاج إلى متابعة وسفر وجهد، وبعد كل هذا يكون الفيصل في الاختيار الأهواء الشخصية، بالتأكيد أمرٌ مزعجٌ ولا أريد تذكُّر تلك الفترة الصعبة من الأساس لأنَّها شاهدٌ على مجاملات فجَّة وفسادٌ في الإدارة.

- هل وصل الأمر لحد الفساد؟
- الفساد ليس اختلاسًا أو سرقة أموال فقط، وإنما يوازيه سرقة مجهود وعمل الآخرين أليس في ذلك فسادٌ؟.. عندما يكون الاختيار قائمًا على مجاملة الأصدقاء وأصحاب جلسات المقاهي أليس في ذلك فسادٌ؟!.. أعتقد أنَّ تاريخي وما قدَّمته من إنجازات كلاعب ومدرب كافٍ بشهادة الجميع والجمهور قادرٌ على الفرز وهو ما يهمني. في حقيقة الأمر تكفيني مقابلة الناس في الشارع وتقديرهم لاسم ربيع ياسين.

- كيف تعاملت مع الأحداث الجارية في ليبيا على الصعيد السياسي؟

- وقت عملي هناك لم تكن الأمور على ما هي عليه الآن لأنَّ فريق «دارنس» كان من الأندية الصاعدة حديثًا وكان أقصى طموحاته البقاء في دوري الأضواء والشهرة ومن ثم عدم الهبوط، وهو ما نجحنا في تحقيقه لينتهي الموسم الكروي بالنسبة لـ«دارنس» الذي كان من الصعب الاستمرار معه لغياب دوافع المنافسة على البطولة بسبب ضعف الإمكانات وهو ما لا يتناسب مع طموحاتي الشخصية، وبالفعل تلقيت عرضًا من نادي الوحدة لخوض الدورة السداسية الفاصلة لتحديد بطل الدوري الليبي، لكني رفضت بسبب احترامي التعاقد مع «دارنس» ومدته أربعة أشهر على الرغم من انتهاء الموسم الكروي بالنسبة له لكن لم يكن مقبولاً التعاقد مع نادٍ آخر احترامًا لمسؤولي وجماهير «دارنس» الذين أتوجَّه إليهم بالشكر على حفاوة الاستقبال والترحاب خلال الفترة التي قضيتها معهم.

- بعد هذا المشوار الطويل والنجاحات في القاهرة وأضوائها.. هل تتواصل مع الأهل والأصدقاء في بني سويف؟

- طبعًا جذوري هناك وستظل إلى الأبد أنا من مركز «الفشن» في بني سويف، نزحت إلى القاهرة العام 1979 وقتها كان عمري 19 سنة ونجحت في حجز مكان داخل النادي «الأهلي» لعبت 300 مباراة وحققت 18 بطولة مختلفة بالطبع، كما مثَّلت منتخب مصر في 118 مباراة دولية، كل هذا تحقق من خلال مركز «الفشن» الذي احتضن موهبتي من البداية وكانت نقطة الانطلاق من مباراة بين فريقي «الأهلي» و«تليفونات بني سويف»، وهي المباراة التي قدَّمتني لتمثيل النادي «الأهلي» في ما بعد.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات