قمة مبكرة في الدوري الاسباني، تجمع حامل لقب الليغا في نسخته الأخيرة مع أتلتيكو مدريد النادي الذي عذب برشلونة في الموسم الماضي واقصاه من الدور ربع النهائي من التشامبيونزليغ.هي مبكرة بالفعل، ونحن نتحدث هنا عن الجولة الخامسة التي ستقام غدًا الأربعاء على الكامب نو، إلا ان نتائجها قد تكون من الأسباب الرئيسية التي قد تؤثر بشكل كبير في مسيرة الليغا بشكل عام.

لا شك بأن أكثر المستفيدين من نتائج هذه القمة هو ريال مدريد الذي تربع وحيداً في صدارة الترتيب بعد ان حسم لقاء إسبانيول الأخير ليحقق العلامة الكاملة حتى الآن برصيد 12 نقطة من 4 جولات، في حين أن طرفي المعادلة الأقوى في الليغا، برشلونة وأتلتيكو مدريد، كلاهما تعثر في الجولات الماضية، فبرشلونة خسر بشكل مفاجئ أمام الوافد الجديد ألافيس على ملعبه، في حين أن أتلتيكو مدريد لم يكن بأفضل حالاً بعد ان سقط في فخ التعادل في مناسبتين أمام وافدين جديدين أيضا ألافيس وليغانيس، الحديث هنا عن فقدان 3 نقاط لبرشلونة و4 لأتلتيكو مدريد وهي دلائل غير مبشرة لمسيرة كلا الناديين في سباق المنافسة على لقب الليغا، وفقًا لموقع «يورو سبورت».

أكثر المستفيدين من نتائج هذه القمة هو ريال مدريد الذي تربع وحيداً في صدارة الترتيب.

ولكن، يمكننا القول بأن نتيجة هذه «الملحمة» دون النظر الى الفائز فيها أو حتى نتيجة التعادل، ستكون مفيدة لزيدان وسبباً اضافياً يجعله «يرقص على أطلال الخاسر»، فهذا بالتأكيد كلام واقعي وخصوصاً من خلال تجربتنا في الدوري الاسباني، وكيف تسير الامور هناك.

فوز برشلونة غدًا يعني بأن أتلتيكو مدريد سيفقد 7 نقاط، في حين ان فوز أتلتيكو سيشكل صدمة لبرشلونة وعشاقه بفقدانه 6 نقاط في الجولات الخمس الأولى، أما نتيجة التعادل بين الفريقين تعني خسارة أتلتيكو مدريد 6 نقاط وبرشلونة 5 نقاط.

قد تكون هذه الارقام طبيعية كما قلنا سابقاً في المنافسات الأوروبية وتعويضها ليس بالصعب، ولكن في الليغا تحديداً فان المسألة تأخذ شكلاً مختلفاً نتيجة حالة التفوق والفارق الكبير في المستوى بين هذه الفرق وباقي الاندية الاسبانية، هذا من شأنه ان يشكل ضغطاً كبيراً على كل من برشلونة وأتلتيكو مدريد وفق النتيجة التي تؤول اليها المباراة في مشوار المنافسة على اللقب.

فوز برشلونة يفقد أتلتيكو 7 نقاط، وفوز الأتلتي يفقد البرسا 6 نقاط والتعادل بينهما يعني خسارة أتلتيكو 6 نقاط وبرشلونة 5 نقاط.

فالمتتبع للدوري الاسباني يجد بأنه وخلال النسخ الأربعة الماضية من البطولة الإسبانية، كان مجموع الخسائر التي تعرض لها الفريق المتوج بلقب الليغا لا تتجاوز خلال الـ38 جولة أكثر من 5 لقاءات، أخذين بعين الاعتبار اللقاءات الثنائية التي تجمع الثلاثي والامكانية الكبيرة لفقدان النقاط فيها.

حتى لو نظرنا من الناحية النفسية والمعنوية، فأن يجد ريال مدريد نفسه متفوقاً وبفارق مريح مع انتهاء الجولة الخامسة عن أقرب منافسيه فهذا من شأنه ان يعزز ثقة زيدان ولاعبيه بأنفسهم وقدراتهم على التمسك بالصدارة، في الوقت الذي سيشكل الفارق ضربة معنوية للمنافسين وانهزاماً نفسياً مما قد يعود بنتائج سلبية اضافية في قادم الجولات.

ما قدمه أتلتيكو مدريد منذ بداية الموسم وحتى اللحظة لم يمنح عشاقه الثقة الكبيرة في أن يكون منافساً صلباً كما تعودنا عليه في النسخ الماضية، في حين ان الضربة التي تعرض لها برشلونة بالخسارة أمام ألافيس من الممكن تدراكها في حال تمكن من تجاوز عقبة أتلتيكو مدريد في هذه الجولة، الا أن أكثر ما يقلق جماهير البلوغرانا تلك الحالة التي ظهر عليها الفريق مؤخراً وخصوصاً في الجانب الدفاعي، اضافة الى "رحلة التجارب" التي لم تنتهِ بعد من قبل المدير الفني لويس إنريكي، فضلاً عن الاعتماد الكبير على الثلاثي المتألق في الخط الأمامي وهو مما يعود بآثار سلبية على نتائج الفريق بشكل عام في حال لم يكونوا في المستوى المطلوب في بعض فترات الليغا او مبارياته.

البعض يرى أن المباراة رحلة محفوفة بالمخاطر لأتلتيكو مدريد نحو كاتالونيا في الجولة الخامسة من الليغا، والبعض الأخر يعتبرها سحابة صيف سرعان ما تنجلي، دون النظر الى نتيجتها، وتتواصل الأثارة والمنافسة بين الثلاثة الكبار؟.