Atwasat

«يوتيوبرز» افتراضيون يحققون مكاسب «خيالية» في اليابان

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 15 مايو 2022, 04:35 مساء
WTV_Frequency

تتخلى مايو ليزوكا خلال لحظات عن شخصيتها الهادئة والمتزنة وتبدأ في إطلاق تعابير بصوت رفيع مترافقة مع حركات داخل استوديو تسجيل في طوكيو، فيما تظهر شخصيتها الرمزية (أفاتار) على شاشات مئات من متابعيها الإلكترونيين.

وأصبح «اليوتيوبرز» الافتراضيون يمثلون في اليابان اتجاهًا مربحًا، إذ تحقق بعض القنوات التابعة لهم إيرادات تفوق المليون دولار سنويًا، بعدما كان يُنظر إلى هذا العمل على أنه ظاهرة موجهة لفئة محددة في البلاد، وفق «فرانس برس».

وتضع ليزوكا (26 عامًا) صوتها وحركاتها على شخصية رمزية اسمها يومه كوتوبوكي. وتهدف مقاطع الفيديو من هذا النوع إلى جعل المتابعين يشعرون وكأنهم يتفاعلون مباشرة مع الشخصية المتحركة التي تظهر على الشاشة، فيما يدفع بعضهم مئات الدولارات لإبراز أحد تعليقاتهم أثناء عرض الفيديو بتقنية البث التدفقي. وتقول إيزوكا: «عندما ألعب بألعاب الفيديو عبر الانترنت وأفوز، يهنئني المشجعون»، ويرسلون لي مبالغ صغيرة «للتعبير عن دعمهم».

وتبث إيزوكا الحياة في شخصية يومه من خلال استخدام إحدى كاميرات الويب وجهاز لاستشعار الحركات تضعه حول رقبتها. أما يوميه فتتمتع بالمظهر السائد والنموذجي لليوتيوبرز الافتراضيين، إذ صوتها رفيع وترتدي تنورة قصيرة وعيناها أرجوانيتان كبيرتان كالشخصيات الكرتونية. ويتحكم فريق موجود بجانب الشابة في تعابير وجه يومه.

بمثابة فرد من عائلتي
وشهد اتجاه «اليوتيوبرز» الافتراضيين تطورًا سريعًا منذ ظهوره قبل نحو خمس سنوات، ويعتمده 16 ألف صانع محتوى ناشط في العالم، وفق شركة «يوزر لوكل» المتخصصة، بالإضافة إلى مجموعات من المعجبين تغزو منصات عدة من بينها «تويتش» و«تيك توك».

وتلجأ بعض الإدارات اليابانية المحلية إلى هذا الاتجاه أحيانًا لترويج أعمال أو أفكار خاصة بها، كما أن بطلي فيلم «باتمان»، وهما روبرت باتينسون وزويه كرافيتز، أجريا إحدى المقابلات مع «يوتيوبر» افتراضي ياباني.

ويحقق «اليوتيوبرز» الافتراضيون مكاسب مماثلة لتلك التي توفرها خدمات البث التدفقي التقليدية، من خلال خاصية «سوبر تشات» الموجودة في «يوتيوب» مثلًا والتي توفر ربحًا عن كل تعليق يكتبه أحد المتابعين يتناسب مع المبلغ المدفوع.

وقنوات الـ«يوتيوب» التسع التي حققت أكبر نسبة من الإيرادات عالميًا في العالم الماضي من خلال هذه الخاصية هي عائدة لـ«يوتيوبرز» افتراضيين، وتملكها وكالة المواهب نفسها في طوكيو. وتتلقى القنوات ما يصل إلى 1,58 مليون دولار كتبرعات سنويا، بحسب موقع «بلاي بورد» المتخصص في تحليل البيانات.

ويشير كازوما موراكامي، وهو مراقب تقني متخصص في السيارات يبلغ 30 سنة، إلى أنه ينفق أحيانًا ما يصل إلى عشرة آلاف ين (77 دولارًا) لإبراز أحد تعليقاته ويقرأه اليوتيوبر الافتراضي المفضل لديه.

وزين كازومي، وهو عالم حاسوب لم يرغب في الكشف عن كنيته، الاستوديو الصغير الخاص به في طوكيو بملصقات وصور وحلقات مفاتيح تحمل صور ميو أوكامي، وهي الشخصية المفضلة لديه نصفها فتاة ونصفها الآخر ذئب. ويقول: «أمضي خمس إلى عشر ساعات في التفكير بها، كما لو أنها فرد من عائلتي».

جذب الانتباه
ويشير نوريوكي ناغاماتسو من شركة «دي. أي كونسورتيوم» الإعلانات عبر الإنترنت إلى أن ميل المعجبين لمحبة الشخصيات الرمزية ودعمها ماليًا يشبه «الممارسة التي كانت تحصل في الماضي والمتمثلة في دعم الشخصيات من خلال شراء أطنان من الأغراض» المرتبطة بها. ويضيف أن «هذه الممارسة تشكل طريقة لجذب انتباه الشخصية وللشعور بالتفوق على المعجبين الآخرين».

وعادة ما لا يلقى «اليوتيوبر» الافتراضي شهرة فيما تتمتع بها الشخصية الافتراضية التابعة له، ويقول عدد كبير من المعجبين ومن بينهم كازومي إنهم يحبون ميو لا «اليوتيوبر» المسؤولة عن تحريكها.

لكن الحدود التي تفصل بين «اليوتيوبر» الافتراضي والشخصية لا تبدو واضحة أحيانًا، إذ حكمت محكمة يابانية أخيرًا لصالح «يوتيوبر» افتراضية قالت إن الإهانات التي وجهت عبر الإنترنت لشخصيتها الرمزية كانت بمثابة الهجوم عليها.

ويقول محامي المدعية كازوهيتو أوزاوا إن الشخصيات الرمزية يمكنها أن «تتخطى الجنس أو العمر أو الحالة الجسدية، لكن المهم هو في وجود شخص حقيقي خلف هذه الشخصية يقرأ التعليقات».

وتشير مايو ليزوكا إلى أنها كانت تشعر بقلق في شأن الكشف عن هويتها بعدما أدت شخصية «يوميه» لأربع سنوات. وتقول: «كنت خائفة من أن يشعر محبو (يوميه) التي تتمتع بعينين لامعتين وجسم رشيق بخيبة أمل بعد رؤية الشخص الحقيقي الذي يقف وراءها»، لكن «ردود الفعل انطوت على لطف كبير». وتضيف: «ترددت لفترة طويلة في التحدث علنا، لكن يومه التي تتمتع بخبرة واسعة في البث المباشر ساعدتني على التحدث بثقة أكبر».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إدراك البشر للوقت يتأثر بخصائص الصورة
إدراك البشر للوقت يتأثر بخصائص الصورة
المسبار الياباني «سليم» يتخطى بنجاح ثالث ليلة جليدية قمرية
المسبار الياباني «سليم» يتخطى بنجاح ثالث ليلة جليدية قمرية
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
تيك توك تعلّق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد «تيك توك لايت»
تيك توك تعلّق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد «تيك توك لايت»
انطلاق مهمة «شنتشو-18» الفضائية من مركز جيوتشيوان الصيني
انطلاق مهمة «شنتشو-18» الفضائية من مركز جيوتشيوان الصيني
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم