Atwasat

الأبحاث في دور التغير المناخي في الكوارث: من الرفض إلى الإقرار

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 25 أكتوبر 2021, 10:24 صباحا
WTV_Frequency

في العام 2015، حاولت مجموعة من العلماء تقييم دور التغير المناخي في الفيضانات القويّة التي ضربت بريطانيا، غير أنهم تعرضوا لانتقاد شديد ووصفت منهجيتهم بـ«غير العلمية». أما اليوم، فقد تبدّل الوضع وباتت هذه الأبحاث منهجًا سائدًا.

وفي مطلع يوليو، خلُص علماء في هيئة «وورلد ويذر أتريبيوشن» إلى أن التغيُّر المناخي زاد من احتمال وقوع موجة الحرّ التي ضربت غرب الولايات المتحدة وكندا في يونيو 150 مرّة على أقلّ تقدير، وفق «فرانس برس».

وهيئة «وورلد ويذر أتريبيوشن» (دبليو دبليو إيه) التي تجمع تحت رايتها خبراء من عدّة معاهد بحثية في العالم متخصصة في تحليل العلاقة المحتملة ما بين ظاهرة مناخية قصوى معيّنة والاحترار المناخي، من خلال قياسها في مهل قصيرة جدًّا احتمال وقوع هذه الظاهرة حتّى في غياب أي اختلالات مناخية ناجمة عن انبعاثات غازات الدفيئة.

وهي أنشئت سنة 2014 بمبادرة من عالمة المناخ فريديريكي أوتو من جامعة «أكسفورد» وغيرت يان فان أولدنبورغ من المعهد الملكي للأرصاد الجوية في هولندا الذي تُوفّي في 12 أكتوبر إثر صراع مع السرطان. وطوّر الأخير موقع «كلايمت إكسبلورير» الشبكي الذي يضع هذه البيانات المناخية في متناول علماء من العالم أجمع.

منهجية مصدّقة
تعود الأبحاث في الروابط المحتملة بين التغير المناخي والكوارث الطبيعية إلى حوالي عشرين عامًا. وفي العام 2004، صدرت دراسة بريطانية في مجلّة «نيتشر» العلمية بيّنت أن موجة الحرّ التي ضربت أوروبا في 2003 وأودت بحياة كثيرين ازدادت أرجحية بسبب احترار الكوكب.

ونشر دراسة من هذا القبيل في تلك الفترة يستغرق أشهرًا طويلة؛ إذ كان ينبغي لها أن تخضع لمراجعة من خبراء آخرين.

وفي ظلّ موجات الحرّ القصوى والأمطار الغزيرة، كان العلماء يتحفّظون في بادئ الأمر عن توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى الاحترار. وكان الأمر «غليظًا بالفعل»، على حدّ قول فريديريكي أوتو.

- الأمم المتحدة: التغير المناخي يهدد أكثر من 100 مليون شخص في أفريقيا

- شباب يحاولون إسماع المشاركين في «كوب 26» المناخي أصوات البلدان النامية

وخلصت الهيئة في إحدى دراساتها الأولى إلى أن التغير المناخي فاقم الفيضانات التي اجتاحت بريطانيا سنة 2015. لكن أعمالها تلك قوبلت بالرفض من مجلّة علمية قبل أن يتسنّى نشرها بعد بضع سنوات. وتستذكر العالمة، قائلة «كثيرون من الأوساط العلمية قالوا إن في الأمر عجلة وهذه ليست علوما، فالعلوم لا تجري بهذه الطريقة».

وبغية تقييم دور التغير المناخي في ظاهرة مناخية قصوى، تقارن «دبليو دبليو إيه» المناخ الحالي مع احترار بواقع 1.2 درجة مئوية منذ منتصف القرن التاسع عشر ناجم عن الأنشطة البشرية، بما كان الأمر ليكون عليه من دون هذا الارتفاع في الحرارة، وذلك استنادًا إلى نماذج محاكاة وتسجيلات من الماضي.

وهي تتعاون أيضًا مع خبراء محليين لفهم السياق الذي تقع فيه الأحداث بشكل أفضل. وسرعان ما مدّ الصليب الأحمر يد العون لهم، تمامًا مثل منظمة «كلايمت سنترال» العلمية الأميركية.

ووضعت الهيئة منهجية صدّق عليها خبراء آخرون، مبيّنة أن نَسب كارثة طبيعية إلى التغير المناخي «أمر قابل للتنفيذ»، على حدّ قول روبير فوتار الباحث في مختبر علوم المناخ والبيئة (إل إس سي إس).

وقال العالم الذي يشارك في أعمال هيئة الأمم المتحدة للمناخ «لا نصدر دراسة في كلّ مرة نضع فيها توقعات لأحوال الطقس»، لكن خلال موجة الحرّ في كندا والولايات المتحدة، كانت درجات الحرارة «خارج النطاق المعهود».

سجّلت بلدة ليتون الواقعة على بعد 250 كيلومترًا عن فانكوفر في الغرب الكندي حرارة قياسية لمدّة ثلاثة أيام بلغت 49.6 درجة مئوية قبل أن تأتي النيران على 90% منها وتودي بحياة شخصين.

وبيّنت أعمال الهيئة أن موجة من هذا القبيل قد تحدث في المناخ الحالي مرّة كلّ ألف سنة من حيث الإحصاءات وأن الحرارة المسجّلة كانت أعلى بدرجتين مما كانت لتكون عليه الحال لو حدثت هذه الكارثة في بداية حقبة الثورة الصناعية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إدراك البشر للوقت يتأثر بخصائص الصورة
إدراك البشر للوقت يتأثر بخصائص الصورة
المسبار الياباني «سليم» يتخطى بنجاح ثالث ليلة جليدية قمرية
المسبار الياباني «سليم» يتخطى بنجاح ثالث ليلة جليدية قمرية
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
تيك توك تعلّق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد «تيك توك لايت»
تيك توك تعلّق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد «تيك توك لايت»
انطلاق مهمة «شنتشو-18» الفضائية من مركز جيوتشيوان الصيني
انطلاق مهمة «شنتشو-18» الفضائية من مركز جيوتشيوان الصيني
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم