Atwasat

«فرانس برس»: الكلية العسكرية للبنات من ثكنة للقذافي إلى مجمع ترفيهي للجميع

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 18 يونيو 2021, 12:16 مساء
WTV_Frequency

رصد تقرير لوكالة فرانس برس. عمليات تحويل إحدى الثكنات الشهيرة في ظل حكم العقيد معمر القذافي، في وسط طرابلس إلى مجمع ترفيهي، إذ لم يكن يتخيل الليبيون حدوث ذلك، لكن هذا ما حصل بالفعل لمقر «الكلية العسكرية للبنات»، أحد رموز نظام كان يفتخر بأن النساء يحرسن زعيمه.

بعد إطاحة ثورة فبراير 2011 بالقذافي ثم قتله، تنازعت مجموعات مسلحة عدة للسيطرة على المقر، الذي خرج عددا كبيرا من النساء العسكريات. وشهدت الكلية اشتباكات مسلحة متكررة، إلى أن صدر قرار حكومي قبل أربعة أعوام بتحويلها إلى مساحة للترفيه. وشكل القرار خطوة على طريق إخلاء العاصمة من المقرات العسكرية بين الأحياء السكنية.

طيلة السنوات الماضية، صدرت قرارات متكررة بإخلاء المدن من المظاهر المسلحة ومن المعسكرات، لكن وحده مقر «الكلية العسكرية للبنات» الممتد على ثمانين ألف متر مربع، وجد طريقه إلى التنفيذ. ومنذ فتحه أمام العامة قبل أيام، لا يفرغ المجمع الواقع قبالة الكورنيش على أحد شواطىء البحر المتوسط، من الزوار.

متنزه للعائلات ومقصد للتريض 
ومنذ الافتتاح، يحرص مهند كشار على الحضور مساء كل يوم مع أطفاله الثلاثة وزوجته الى المكان الذي يضم مضمارا للدراجات الهوائية وآخر للمشي، إلى جانب مقاه وألعاب للأطفال، وسط مساحات عشب خضراء.

ويقول كشار لوكالة «فرانس برس» عمري 47 عاما وأحب الرياضة. منذ أسبوعين تقريبا، أواظب على المجيء إلى هنا. أمارس رياضة المشي مع زوجتي، بينما أطفالي يلعبون لساعات طويلة، فيعودون إلى المنزل منهكين يريدون النوم فقط، وبينما ينهي كلامه ضاحكا، تقول زوجته إن وجود المجمع قبالة البحر «يجعل منه متنفسا بيئيا استثنائيا». وتضيف: «تشعر بهواء البحر المنعش. ومع وجود عائلات كثيرة عشية كل يوم، تشعر بأن طرابلس حية، برغم ويلات الحروب التي مرت بنا، وأن المستقبل، برغم التحديات، لا يزال مشرقا».

وصار لعشاق وهواة الدراجات الهوائية مضمار مجهز نادر في طرابلس  يمارسون فيه رياضتهم المفضلة. ويقول محمود التيجاني: «وصلنا البارحة من مدينة الزاوية (45 كلم غرب طرابلس)، رفقة خمسة أصدقاء بدراجتهم، ونقوم بجولات في المضمار الجميل الذي نفتقده في المنتزهات العامة». ويضيف: «هي فرصة أيضا إنشاء صداقات جديدة، والتعرف على رياضيي الدراجات الهوائية من مختلف المدن».

قرار «موفق» ودعم حكومي 
ويرى عميد بلدية طرابلس إبراهيم الخليفي، أن تحويل أحد مقرات القذافي الى مجمع ترفيهي، «قرار موفق»، مشيرا إلى أنه حظي بدعم جميع الأطراف داخل طرابلس. ويوضح الخليفي من داخل المجمع إلى «فرانس برس»: «طرابلس عاصمة وبحجم سكانها، الأضخم بين مدن ليبيا. تحتاج الى مثل هذه المساحات الترفيهية. (...)، كان هناك تفهم من الجميع ودعم للحكومة في تحويل هذا المشروع إلى واقع».

ويتابع: «ما حدث نقلة نوعية، وكان الهدف الحد من ظاهرة السلاح وانتشاره وإزالة كل المعسكرات من داخل المدن، وهو قرار حكيم يجعل الليبيين ينعمون برخاء واستقرار يستحقونهما».

ويشير الخليفي إلى أن مشروع «المجمع الترفيهي» هو باكورة لعدد من المشروعات اللاحقة، تتمثل في حدائق ومنتزهات ومصائف بحرية سيتم افتتاحها خلال الفترة المقبلة، ويضيف: «الليبيون بحاجة لمثل هذه المساحات الخضراء والرياضية؛ لأنها تخفف عنهم الضغوط اليومية وتعطي أسرهم فرصة للاستجمام والترفيه في ظل ظروف البلاد التي لا تخفى على أحد». ويوضح أن الآلاف يزورون المجمع يوميا.

الفن والسلام وسط طرابلس 
وسعى الفنان التشكيلي الليبي إسكندر السوكني، إلى إضفاء طابع فني داخل المجمع، فنفذ لوحة تشكيلية على أرضيته تحمل رسالة سلام. ويقول السوكني: إن مبادرته التي دعمتها بلدية طرابلس، تهدف إلى تعزيز «السلام والتعايش بين الليبيين».

ويضيف أنه حاول «خلق البهجة من خلال الألوان، لأن الفن رسالة سلام قوية، لها دور وتنتصر دوما على الصراعات، وتساعد في فتح صفحة جديدة من التعايش بين الشعب الليبي».

وأقام الفنان التشكيلي المعروف لوحته على مساحة تصل إلى 2500 متر مربع. واستغرق الانتهاء منها نحو ثلاثة أشهر، وقد استخدم فيها مزيجا من ألوان  الأصفر والأحمر والأزرق، على شكل دوائر متقنة وتموجات تشبه موجات البحر، وتعبر، وفق السوكني، عن انتصار إرادة الحياة على الدمار.

وتلفت نظافة المكان حيث وضعت سلات مهملات في كل زاوية منه. بعض العائلات تجلس حول أكواب من الشاي أو القهوة على الطاولات والمقاعد الخشبية. بينما يهرع بعض الأطفال وراء شاحنة لبيع المثلجات دخلت الحديقة.

ويعبر السوكني عن أمله في «نسخ هذه التجربة في معظم مدن ليبيا»، لأن الفن والترفيه «رسالة سلام ليبيا بأمس الحاجة إليها».

قبل عشرة أعوام لم يكن الليبيون يتخيلون أن 

 

جزء من المجمع الترفيهي الذي أقيم في مقر «الكلية العسكرية للبنات» التي كانت تابعة لنظام العقيد معمر القذافي في طرابلس، 8 يونيو 2021. (أ ف ب)
جزء من المجمع الترفيهي الذي أقيم في مقر «الكلية العسكرية للبنات» التي كانت تابعة لنظام العقيد معمر القذافي في طرابلس، 8 يونيو 2021. (أ ف ب)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
من السبعة إلى الغرارات.. استمرار إزالة عقارات لفتح مسار الدائري الثالث (صور)
من السبعة إلى الغرارات.. استمرار إزالة عقارات لفتح مسار الدائري ...
البعثات الأوروبية تعليقا على استقالة باتيلي: يجب تمهيد الطريق لحكومة موحدة وانتخابات
البعثات الأوروبية تعليقا على استقالة باتيلي: يجب تمهيد الطريق ...
«أجوكو» و«إس إل بي» تبحثان تطوير الإنتاج النفطي في ليبيا
«أجوكو» و«إس إل بي» تبحثان تطوير الإنتاج النفطي في ليبيا
مصادر «المركزي» لـ«بوابة الوسط»: سحب ورقة الخمسين دينارا من التداول
مصادر «المركزي» لـ«بوابة الوسط»: سحب ورقة الخمسين دينارا من ...
تنفيذ «ويبلد» الإيطالية لطريق امساعد -المرج يتحدد مايو المقبل
تنفيذ «ويبلد» الإيطالية لطريق امساعد -المرج يتحدد مايو المقبل
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم