Atwasat

جريدة «الوسط»: ارتباك وغموض يلازمان مسارات الحل

طرابلس - بوابة الوسط الجمعة 25 ديسمبر 2020, 08:59 صباحا
WTV_Frequency

الخلافات في كواليس مسارات الحل السياسي والعسكري جعلت المشهد الليبي أكثر ضبابية وغموضا، زاده المستجَّد المربك بتعذر تعيين مبعوث أممي جديد وصراع ظاهر بين أطراف ليبية، وتدخلات خفية بين القوى الدولية المؤثرة فيما يتعلق بالشخصيات المرشحة لتولي المناصب العليا في السلطة الجديدة وآليات الترشيح.

وقبيل ساعات من الإعلان الرسمي عن تعيينه مبعوثا أمميا إلى ليبيا، فاجأ نيكولاي ميلادينوف هيئة الأمم المتحدة برسالة يخطر فيها الأمين العام بنيته الانسحاب من المهمة الموكلة إليه، التي كان مقررا لها أن تبدأ بداية يناير المقبل، معللا قراره بأسباب عائلية وشخصية.

اضغط هنا للاطلاع على العدد 266 من جريدة «الوسط»

ولا يرى الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، تأثيرا لقرار ميلادينوف على عمل البعثة في ليبيا، مؤكدا أن ممثلة الأمين العام بالإنابة، ستيفاني وليامز، التي تقودها منذ استقالة غسان سلامة في مارس الماضي «ستواصل عملها ريثما يتم تعيين مبعوث جديد ولا يوجد فراغ قيادي»، وفق قوله.

تعثر مسارات العملية السياسية
وبينما تتعثر مختلف مسارات العملية السياسية فإن في التفاصيل تكمن الخلافات، بعدما حثت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا الأطراف المختلفة وأعضاء اللجنة القانونية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي المشكلة قبل أيام على «ضرورة تجنب التوقف عند المسائل الفرعية الصغيرة، التي لا قيمة لها إلا التعطيل المتعمد»، لم تهضم الهيئة التأسيسية لمشروع الدستور إعلان تشكيل لجنة قانونية للاتفاق على الترتيبات الدستورية المؤدية إلى الانتخابات. ويقول مطلعون إن سبب رفضها هي رغبة البعثة الأممية في تعديل بعض بنود مشروع الدستور، الذي أنجز سابقا عبر هيئة منتخبة مفوضة من الشعب وملتزمة بالإعلان الدستوري وقرارات المحكمة العليا.

لكن متابعين عن قرب للمشهد الليبي يرون أن الهدف من اللجنة تجاوز تعطيل رئاسة مجلس النواب تقديم مشروع الدستور للتصديق عليه، وتمكين الشعب من الاستفتاء عليه، في وقت تستمر الخلافات بين أعضاء بالبرلمان حول أولوية اختيار رئيس للمجلس الرئاسي المرشح له عقيلة صالح قبل تغيير رئاسة المجلس.

تأجيل اجتماع غدامس وجلسة في بنغازي
هذه المسألة كانت لها انعكاسات على الاجتماع التشاوري لمجلس النواب الموحد المقرر في غدامس وضم 127 عضوا، الذي تأجل حتى الأسبوع المقبل على خلفية نقص الأموال لتغطية نفقات تنقل الأعضاء، والتباين حول من سيرأس الاجتماع المزمع، بل تعمقت الخلافات بين ممثلي الشعب من الشرق والجنوب حول من يجب أن يرأس البرلمان المستقبلي الذي تم توحيده.

اضغط هنا للاطلاع على العدد 266 من جريدة «الوسط»

تحركات استبقها مجلس النواب في بنغازي بجلسة لم يحضرها سوى 20 عضوا لتشكيل لجنة من سبعة أعضاء، لإعداد خارطة طريق سياسية يقول إن مهمتها «بديلة في حال فشل حوار تونس برعاية الأمم المتحدة».

وعلى المستوى الدولي هيمنت الأزمة الليبية على محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفق الكرملين، وقال في بيان له الثلاثاء، إنهما متوافقان بشأن الوضع في ليبيا، وعلى ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار في ليبيا وتفعيل العملية السياسية بمشاركة جميع القوى. ومن جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، دنيس كوميتات، أن بلاده تدعم جهود الأمم المتحدة في ليبيا لإنهاء الأزمة، داعيا إلى تطبيق وقف إطلاق النار، الذي توصل إليه ممثلو القوى العسكرية عبر التفاوض، مضيفا: «إننا نرفض وجود مقاتلين أجانب في البلاد».

جمود الاتفاق العسكري
يأتي ذلك في وقت يعيش الاتفاق العسكري المشترك «5+5»، الذي أفرزته مسارات الحل جمودا، بعدما تعثر على أعضاء اللجنة تنفيذ ما تم التوصل إليه من بنود، وسط استمرار التحشيد العسكري على الرغم من غياب أي احتكاكات مسلحة مباشرة حاليا، فإن الوضع الميداني يبقى هشا للغاية، في ظل عدم رغبة المقاتلين الأجانب الذين يخوضون حربا بالوكالة في مغادرة البلاد.

ودارت تكهنات بتحالفات جديدة قد تشهدها طرابلس بين المجموعات المسلحة في المدينة، بعد ظهور مفاجئ لآمر ما يعرف بـ«قائد كتيبة ثوار طرابلس» هيثم التاجوري فجأة بعد غياب لأشهر شن خلاله هجوما حادا على وزارة الداخلية وجهودها والحكومة برمتها، مطالبا «اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) بتوضيح سبب تأخير وعرقلة تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم في مدينة سرت»، مؤكدا أن بنود الاتفاق «لم يطبق منها بند واحد إلى الآن». تصريحاته تأتي مع عودة وزير دفاع حكومة الوفاق السابق المهدي البرغثي ليطالب المجلس الرئاسي بإعادته إلى وظيفته، بعد ثبوت براءته قضائيا من «مجزرة معسكر براك الشاطئ التي ارتكبت منتصف العام 2017». وفي تطور متصل أصدر السراج قرارا يقضي بإعادة تنظيم جهاز قوة الردع الخاصة، بقيادة عبدالرؤوف كاره، ليصبح تابعا له مباشرة، على أن تكون له ذمة مالية مستقلة، بعيدا عن وزارة الداخلية التي يترأسها فتحي باشاغا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مبعوث المنفي يسلم بوريطة رسالة لملك المغرب
مبعوث المنفي يسلم بوريطة رسالة لملك المغرب
إيقاف مواطن هدَّد شقيقته بسلاح ناري لمطالبتها بالميراث
إيقاف مواطن هدَّد شقيقته بسلاح ناري لمطالبتها بالميراث
«استئناف جنوب طرابلس» تقرر وقف قرار ضريبة الدولار «موقتًا»
«استئناف جنوب طرابلس» تقرر وقف قرار ضريبة الدولار «موقتًا»
جريدة أوغندية: كيف حاول موسيفيني إنقاذ القذافي من قنابل «ناتو»؟
جريدة أوغندية: كيف حاول موسيفيني إنقاذ القذافي من قنابل «ناتو»؟
بالصور.. وصول معدات ألمانية لمحطة كهرباء شمال بنغازي
بالصور.. وصول معدات ألمانية لمحطة كهرباء شمال بنغازي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم