اتهمت الولايات المتحدة، روسيا بدعم الهجوم الذي استمر على مدى أكثر من 14 شهرا على العاصمة طرابلس من قبل القوات التابعة للقيادة العامة بقيادة المشير خليفة حفتر، وتقويض جهود الأمم المتحدة للسلام في ليبيا، مؤكدة أنها تدعم «تشكيل حكومة شمولية في ليبيا».

جاء ذلك في بيان لوزير الخارجية الأميركي، مايكل بومبيو، اليوم الثلاثاء، بشأن «تأثير روسيا في منطقة البحر الأبيض المتوسط» وذلك ردا على اتهام وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف للولايات المتحدة «بممارسة ألاعيب سياسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والمماطلة في مسألة تعيين ممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا» والتي جاءت، في منتدى الحوار المتوسطي في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال بومبيو في بيانه «من المؤسف وغير المفيد بحق أن يخطئ لافروف مرة أخرى في تحديد الحقائق ويحاول إعادة كتابة التاريخ»، مؤكدا أن الولايات المتحدة «تعمل بشكل نشط مع الحلفاء والشركاء في منطقة شرقي البحر الأبيض المتوسط لتعزيز المزيد من الاستقرار والأمن والازدهار».

الولايات المتحدة تدعم تشكيل حكومة شاملة في ليبيا
وأكد بومبيو أن «الولايات المتحدة تدعم تشكيل حكومة شاملة في ليبيا، على أن تكون قادرة على ضمان أمن البلاد وتلبية احتياجات الشعب الليبي الاقتصادية والإنسانية». مشيرا إلى أنه «لا يزال هدفنا الأسمى متمثلا بأن نحقق للشعب الليبي حلا سياسيا تفاوضيا وشاملا تيسره الأمم المتحدة من خلال منتدى الحوار السياسي الليبي».

- بومبيو يتهم روسيا بتقويض الاستقرار في ليبيا

وأضاف «نريد أن تتمتع بعثة الأمم المتحدة بالصلاحيات التي تمكنها من تحقيق هذا الهدف»، موضحا أنه لذلك «عملت الولايات المتحدة مع شركائنا في مجلس الأمن الدولي لتعزيز النظام الأممي وإنشاء منصب مبعوث خاص للأمم المتحدة ومنسق تكميلي لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) في ولاية البعثة المجددة للعام 2020».

روسيا تقوض جهود السلام في ليبيا
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن روسيا والصين كانتا العضوين الوحيدين اللذين امتنعا عن التصويت في مجلس الأمن على قرار المجلس بشأن تجديد تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا «أونسميل» التي اعتمد مجلس الأمن إعادة هيكلة قيادتها العليا في سبتمبر الماضي.

كما أكد بومبيو أن «روسيا دعمت هجوما على العاصمة الليبية طرابلس، كما تدعم مقتل المدنيين وتقوض جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام في ليبيا. وتواصل أيضا انتهاك الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على السلاح ومنعت فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على محمد الكاني وميليشيا الكاني التي تم توثيق انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان جيدا، وطبعت نسخا مزيفة بالدينار الليبي مما زعزع استقرار الاقتصاد هناك، وغذت الصراع عبر قوات مجموعة فاغنر الوكيلة».

واعتبر بومبيو أن «إطلاق الحكومة الليبية (حكومة الوفاق الوطني) اثنين من عملاء فاغنر تم القبض عليهما وهما يقوضان السياسة الليبية مجرد مثال آخر على كيفية استخدام روسيا للمرتزقة والخداع السياسي بدلا عن وسائل ديمقراطية صريحة لتعزيز مصالحها، والقائمة تطول».

روسيا تستخدم المرتزقة والخداع السياسي
ورأى وزير الخارجية الأميركي أن «كل هذه الإجراءات تظهر بشكل واضح أنه لو كان ثمة طرف يمارس الألاعيب السياسية ويحاول إعاقة التقدم باتجاه حل للنزاعات الإقليمية، فهو روسيا التي لا تعمل إلا من أجل تعزيز مصالحها الخاصة على حساب المنطقة برمتها».

واتهم بومبيو روسيا بمواصلة «تهديد استقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط باستخدامها مجموعة متنوعة من التقنيات لنشر المعلومات المضللة وتقويض السيادة الوطنية ونشر الفوضى والصراع والانقسام داخل البلدان في مختلف أنحاء المنطقة».

وأوضح أن «روسيا تدعم نظام (بشار) الأسد في سورية، والذي أدت حربه ضد شعبه إلى زيادة انعدام الاستقرار الإقليمي وأزمة إنسانية مطولة ونزوح نصف السكان»، مشيرا كذلك إلى «طرد دبلوماسيين روس من اليونان في العام 2018 بسبب تقويض اتفاقية بريسبا والتدخل في الشؤون الدينية الأرثوذكسية اليونانية». مبينا أن «روسا أثرياء يرتبط عدد كبير منهم بالكرملين بالقيام بغسل مليارات الدولارات عبر جمهورية قبرص ومالطا، مما أدى إلى تشويه أسواقهما المحلية وانتشار الفساد».