شهدت الحركة الرياضية العالمية خلال الساعات الأخيرة، انتفاضة قوية ضد الحرب الروسية في أوكرانيا، ما دعا رياضيين من أوكرانيا ودول أخرى لمطالبة اللجنة الأولمبية الدولية لتعليق عضويتي روسيا وروسيا البيضاء، وحظر مشاركة رياضيي البلدين في الفعاليات المختلفة على الفور.

وبالفعل تواصلت ردود أفعال الجهات الرياضية الدولية على الغزو الروسي لأوكرانيا؛ مما وضع الرياضة الروسية تحت حصار، وأصبحت مهددة بالخروج من خارطة الرياضية العالمية.

وقال رياضيون من أوكرانيا ودول أخرى، في رسالة إلى توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، وأندرو بارسونز رئيس اللجنة البارالمبية الدولية، إن الغزو الروسي لأوكرانيا، بدعم من روسيا البيضاء، هو خرق واضح للمواثيق الأولمبية، وانتهاك يجب مواجهته بعقوبات شديدة. وأشارت الرسالة، التي أصدرتها حركة الرياضيين العالمية، التي تهدف إلى تمكين الرياضيين، إلى أن الرياضيين الأوكرانيين وعائلاتهم في البلاد في «خطر جسيم»، وكان من الصعب التحدث إليهم لأنهم كانوا في الملاجئ.

للاطلاع على العدد 328 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

 وحظيت الرسالة بتأييد واسع النطاق، وعلى الفور وجهت اللجنة الأولمبية الدولية رسالة إلى جميع الاتحادات الرياضية الدولية تفيد إما بنقل أو إلغاء الأحداث الرياضية المخطط لها حالياً في روسيا أو روسيا البيضاء.

قرارات صارمة من «فيفا»
وأصدر الاتحادان الدولي (فيفا) والأوروبي (يويفا) لكرة القدم، بياناً مشتركا مساء الإثنين، بإيقاف منتخب وأندية روسيا من جميع المسابقات لحين إشعار آخر بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. 

ولن يتمكن المنتخب الروسي بالتالي من خوض الملحق المؤهل إلى مونديال قطر 2022 ضد بولندا، علماً بأنه كان سيستضيف مباراة الذهاب في 24 مارس المقبل. كما لن يتمكن منتخب السيدات أيضاً من المشاركة في كأس أوروبا المقررة في إنجلترا في يوليو المقبل. وتم أيضاً استبعاد نادي «سبارتاك موسكو»، الممثل الوحيد لروسيا في المسابقات الأوروبية، وتحديداً من الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ).

كما أعلن (ويفا)، فض شراكته «بمفعول فوري» مع عملاق الغاز الروسي «غازبروم»، أحد رعاته الرئيسيين منذ العام 2012. وقدرت قيمة العقد بـ40 مليون يورو سنوياً، وفقاً لوسائل إعلام متخصصة، وكانت تغطي تكاليف دوري أبطال أوروبا والمسابقات الدولية التي ينظمها «يويفا»، إضافة إلى كأس أمم أوروبا التي تستضيفها ألمانيا في العام 2024. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أصدر بياناً رسمياً عبر موقعه الرسمي، أعلن من خلاله تجديد إدانته لحرب روسيا على أوكرانيا، ودعا لاستعادة السلام بشكل عاجل وبدء حوار بناء على الفور.

وأصدر ثلاثة قرارات فورية لتقييد ومعاقبة كرة القدم الروسية حتى إشعار آخر، حيث منع منتخبات كرة القدم الروسية من خوض مبارياتها على أراضيها، حيث من المقرر أن تلعب مبارياتها المحلية على أرض محايدة ومن دون حضور جماهيري. 

كما لن يحق لأي منتخب روسي أن يحمل اسم روسيا في أي مسابقة دولية، وسيتم استبداله باللعب تحت مسمى «اتحاد روسيا لكرة القدم (آر إف يو)»، وسيمنع رفع العلم الروسي أو عزف النشيد الوطني الروسي في أي مباريات لمنتخبات أو أندية روسية.

وأعلن الاتحاد البولندي لكرة القدم، رفضه بيان «فيفا» وطالب باستبعاد روسيا من مرحلة الملحق النهائي المؤهل لكأس العالم 2022 المقرر إقامته في قطر. وكانت بولندا أعلنت أنها لن تواجه روسيا في مرحلة الملحق، يوم 24 مارس المقبل، بعد أن أوقعتهما القرعة معاً.

وتواصلت خلال الأيام الأخيرة حملات مقاطعة روسيا رياضياً، حيث أعلنت بولندا والسويد والتشيك أنها لن تواجه المنتخب الروسي في التصفيات، وقال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إن منتخبه الوطني لن يخوض أي مباريات ضد روسيا في المستقبل المنظور.

رد الاتحاد الروسي
من جانبه، انتقدت روسيا قرارات الاتحادين الدولي (فيفا) والأوروبي (ويفا) لكرة القدم باستبعادها من كأس العالم وتعليق مشاركة منتخباتها الوطنية وأنديتها في المسابقات الدولية، واصفة إياها بـ«التمييزية»، في أعقاب الإجراءات المتخذة بحقها على خلفية غزو أوكرانيا.

وقال الاتحاد الروسي لكرة القدم في بيان إن القرارات «ذات طابع تمييزي واضح، ويضر بعدد كبير من الرياضيين والمدربين وموظفي الأندية والمنتخبات الوطنية، والأهم من ذلك، بالملايين من المشجعين الروس والأجانب الذين يجب أن تحمي المنظمات الرياضية الدولية مصالحهم في المقام الأول».

«يويفا» يسحب تنظيم نهائي أبطال أوروبا من روسيا
وقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، يوم الجمعة الماضي، سحب تنظيم المباراة النهائية للنسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا من روسيا، ونقلها إلى العاصمة الفرنسية باريس، وذلك على خلفية الحرب. وكان من المقرر أن يستضيف استاد «غازبروم أرينا» في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، المباراة يوم 28 مايو المقبل.

إلغاء سباق جائزة روسيا الكبرى لـ«فورمولا 1»
وسرعان ما قالت بطولة العالم لسباقات سيارات «فورمولا 1»، في بيان لها، إنها قررت إلغاء سباق جائزة روسيا الكبرى في العام الحالي. وكان من المقرر أن يقام السباق الروسي الذي انضم إلى برنامج البطولة في 2014 في حلبة «سوتشي» المطلة على البحر الأسود في 25 سبتمبر المقبل، لكن القائمين على تنظيم البطولة أكدوا «استحالة» إقامة السباق في ظل «الأوضاع الحالية».

للاطلاع على العدد 328 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

الاتحاد الدولي للجودو يعلق الرئاسة الفخرية لـ«بوتين»
وأعلن الاتحاد الدولي للجودو، الأحد الماضي، تعليق الرئاسة الفخرية لرئيس روسيا فلاديمير بوتين، ومنصبه كسفير للاتحاد، رداً على غزو روسيا لأوكرانيا. كما ألغى الاتحاد الدولي للسباحة مباراة في الدوري العالمي لكرة الماء في مدينة سانت بطرسبرغ الشهر المقبل، كما ألغى بطولة للسباحة التوقيعية والغطس في كازان، كانت مقررة في أبريل. وناشد الاتحاد الأوكراني للتنس، الاتحاد الدولي، باستبعاد روسيا وروسيا البيضاء من المنظمة بصورة فورية.

حملة مقاطعات
وانطلقت حملة المقاطعة والحصار الرياضي لروسيا من نادي «شالكه» الألماني، الذي أعلن أنه أزال شعار شركة «غازبروم» الروسية من مقدمة قمصان فريقه، اعتراضاً على غزو القوات الروسية أوكرانيا. كما أعلن النادي الألماني العريق، المشارك راهناً في الدرجة الثانية لدوري كرة القدم، فسخ شراكته مع عملاق الغاز «غازبروم»، بعد تسارع أحداث الغزو الروسي لأوكرانيا. وكتب النادي في موقعه الرسمي: «قرر مجلس إدارة إف سي شالكه 04، بالاتفاق مع مجلس الرقابة، فسخ شراكة النادي مع غازبروم قبل انتهاء مدته».

وتعد شركة «غازبروم» عملاق إنتاج الغاز الطبيعي، المملوكة للحكومة الروسية، الراعي الرئيسي للنادي الألماني منذ العام 2006، حينما تمت أول شراكة بين الطرفين لمدة خمس سنوات، مقابل دفع الشركة مبلغ 125 مليون يورو للنادي طوال فترة العقد.

وسرعان ما انضم نادي «برشلونة» الإسباني إلى موجة مقاطعة روسيا، حيث أعلن عبر موقعه الرسمي عدم سفر فريقه لكرة السلة إلى روسيا، لخوض مباراتين ضد نادي «زينيت سانت بطرسبرغ». وانضم فريق «هاس» المنافس في بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» إلى حملة المقاطعة، بإعلانه أنه سيزيل العلامة التجارية لشركة «أورالكالي» الروسية لتعدين البوتاس من على سيارته في اليوم الأخير من الاختبارات التي تسبق انطلاق الموسم الجديد والمقامة في «برشلونة». 

ودان نادي «تشيلسي»، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، الهجوم الروسي، موضحاً أن الوضع هناك «مرعب ومروع». وجاء بيان «تشيلسي» بعد أن أعلن مالكه الروسي رومان أبراموفيتش، أنه منح مجلس أمناء مؤسسة «تشيلسي» الخيرية مسؤولية إدارة النادي في الوقت الذي ظهرت فيه دعوات في بريطانيا لفرض عقوبات عليه بسبب غزو بلاده أراضي جارتها. وقال «تشيلسي»: «الوضع في أوكرانيا مرعب ومروع. نادي تشيلسي يفكر حالياً في جميع الناس في أوكرانيا. الكل في النادي يصلي من أجل السلام».

إنجلترا تقاطع أي مباراة ضد روسيا
وأعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، أن منتخب إنجلترا لن يلعب أي مباراة ضد روسيا في المستقبل القريب على كل المستويات. وقال الاتحاد الإنجليزي، إنه اتخذ هذا القرار حيث «يدين بشدة الفظائع المرتكبة من القيادة الروسية» بعد بدء غزو أوكرانيا. واتخذت بعض الدول الأخرى قرارات مماثلة وأعلنت عدم خوض أي مباراة لكرة القدم ضد روسيا.

تفاعل نجوم الرياضة بأوكرانيا
«لن نترك البلاد مهما حدث.. المجد لأبطالنا الذين يدافعون عن حدودنا.. نريد العيش في سلام»، هكذا تفاعل نجوم الرياضة بأوكرانيا مع بداية الغزو الروسي للبلاد، وكانت البداية مع لاعبة التنس الأفضل بأوكرانيا، إيلينا سفيتولينا، التي قالت عبر حسابها الرسمي على «إنستغرام»: «أنا فخورة بكوني أوكرانية. دعونا نتحد في هذا الوقت الصعب من أجل السلام ومستقبل دولتنا». كما تحدثت بطلة العالم السابقة بالجودو، داريا بيلوديد، عن الحرب الروسية، عبر حسابها الرسمي على «إنستغرام»، قائلة: «بدأت روسيا بقصفنا، وبدأت الحرب. حتى وقت قريب، لم أكن أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث. لماذا؟ لماذا تدمر حياة الناس؟!. نريد السلام نريد أن نعيش!».

ونشر لاعب كرة القدم الأوكراني، سيرجي ريبالكا، صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معلقاً: «إنه إنسان، سيموت في النهاية». ومن جانبه، قال المدير الفني لنادي «دينامو كييف» الأوكراني، الروماني ميرتشا لوتشيسكو، في تصريحات صحفية: «في أوكرانيا، تم تعليق بطولة كرة القدم وجميع الأحداث الرياضية لمدة 30 يوماً، لكنني لن أترك كييف وأعود إلى رومانيا، فأنا لست جبان، لم أذهب حتى عندما بدأ الجنون في دونيتسك في العام 2014. آمل أن تتوقف هذه الحرب، التي بدأها الحمقى، في أسرع وقت ممكن».

كما تحدث لاعب كرة القدم الأوكراني، وأحد أبرز نجوم نادي «دينامو كييف»، فيكتور تسيغانكوف حول «الغزو الروسي» لبلاده، عبر حسابه الرسمي على «إنستغرام»، قائلاً: «لم أتخيل أن يحدث هذا لنا، لكني أحب أوكرانيا أكثر من أي وقت مضى وأنا فخور لكوني أوكرانياً. هذا بيتنا ولن يسلبه أحد منا. المجد لأبطالنا الذين يدافعون عن حدودنا. المجد لأوكرانيا». 

للاطلاع على العدد 328 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

ونشر لاعب «مانشستر سيتي»، الأوكراني ألكسندر زينتشينكو، صورة للرئيس الروسي عبر «إنستغرام» مع تعليق اعتبر مسيئاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتن. ولم يعد المنشور موجوداً، وقال الدولي الأوكراني إن «التطبيق» حذفه. وأوضح لاعب «السيتينز» أنه لا يمكنه التراجع عن موقفه، بينما تعيش بلاده حالة من الذعر بعد الغزو الروسي.

واحتفل الأوكراني رومان ياريمتشوك، لاعب «بنفيكا» البرتغالي، بهدفه في دوري أبطال أوروبا، ضد «أياكس أمستردام» الهولندي في مباراة ذهاب الدور ثمن النهائي، التي انتهت (2 - 2) على أرض فريقه، بالكشف عن قميص يحمل شعار بلاده، ثم كشف عن قميص أسود عليه الشعار الوطني لأوكرانيا الذي يسمى «تريزوب» أي «رمح ثلاثي».

وقال في حديث مع شبكة «سي إن إن برتغال» بعد المباراة: «أردت أن أدعم بلادي. فكرت كثيراً بالأمر وأنا خائف من الوضع. النادي يدعمني، تحدثوا معي ويريدون القيام بأي شيء لمساعدتي. شكرتهم، رغم أن كل شيء الآن على ما يرام»، وذلك في تصريح قبل ساعات من بدء العملية العسكرية».