فن «الماندالا»، أو فن رسم الدوائر والخطوط بشكل عشوائي على الورق، هو فن يستخدم كوسيلة للتخلص من التوتر العصبي والضغوط، كما يمكن استخدامه لصنع تابلوهات رائعة من أجل ديكور أكثر روعة.
كلمة ماندالا سنسكريتية الأصل، وتعني المركز، الدائرة أو الكُرة.. استعملها أصحابها كتقنية في التأمل، وحَوَت في البداية رموزًا دينية لها دلالاتها المقدسة في ثقافتها الأصلية، بعضها ذو بعدين، وبعضها الآخر ثلاثي الأبعاد، ثم تطورت وتبدلت، فصارت تتألف أيضًا من رسوم نباتات وحيوانات وأشكال هندسية مختلفة، تنمو وتتكاثر من الداخل، وفق «المدن».
وتعبر رسوم الماندالا عن مفاهيم الحب واللطف والسلام والتعاون، ويسود اعتقاد أن الماندالا تنمي الذكاء، وتساعد على التركيز أو الاسترخاء. وليس على المُلَوِّن إلا أن يُخصص ساعة يوميًا، ينعزل خلالها عن العالم، ليخوض هذا التمرين مع نفسه.
أما سبب انتشار الماندالا مؤخرًا، فعلى الأرجح أنه جزء من «ترند» أو «موضة» أكبر تتضمن توجهًا لدى الأفراد نحو نمط حياة صحي يطال المأكل والملبس وينسحب على الهوايات، فيُلاحظ أن جزءًا كبيرًا من هواة الماندالا هم من ممارسي اليوغا، كما يستخدمها معلمو هذه الرياضة التأملية ضمن مناهجهم التدريبية.
رغم طابعها الفردي إلا أن الماندالا تمارس بشكل جماعي، فقد شرع مؤخرًا عدد من المقاهي حول العالم بإقامة أمسيات تلوين للكبار، يتحلقون خلالها حول طاولة وضعت عليها نماذج رسومات مطبوعة وأقلام تلوين كثيرة من أجل ممارسة هذه الهواية جماعيًا. ولا يقتصر رسم الماندالا وتلوينها على الورق فبعضهم من ينجز ماندلاته على الرمل والبعض الآخر على البلاط والحصى، التي أخذت طابعًا تجاريًا مع افتتاح عدد من المتاجر المخصصة ببيع مثل هذه القطع في الأسواق اللبنانية.
تعليقات