تسلّم الرئيس اللبناني ميشال عون السبت رسالة خطية، من الوسيط الأميركي آموس هوكستين، حول الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية مع «إسرائيل»، وفق ما أعلنت الرئاسة، في خطوة تعقب تأكيد مسؤولين لبنانيين أخيرًا، أن المفاوضات باتت في مراحلها الأخيرة.

وأوردت الرئاسة على حسابها على «تويتر» أن عون «استقبل سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وتسلم منها رسالة خطية» من هوكستين، حول «الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية»، وفق وكالة «فرانس برس».

واتصل عون، وفق الرئاسة، برئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، «وتشاور معهما في عرض الوسيط الأميركي، وفي كيفية المتابعة لإعطاء رد لبناني في أسرع وقت ممكن».

وردًا على سؤال حول مضمون الرسالة، اكتفى مصدر في الرئاسة بالقول لوكالة «فرانس برس»، «تتضمن عرضًا للمفاوضات التي جرت مع اقتراحات» من دون أن يفصح عن ماهيتها، مضيفا «الردّ اللبناني سيجري في أسرع وقت ممكن تمهيدًا للانتقال الى الخطوة المقبلة».

- الاحتلال الإسرائيل يعلن إسقاط ثلاث مسيرات لـ«حزب الله» في طريقها إلى حقل كاريش للغاز
- احتجاجات في لبنان ضد محاولات تل أبيب استخراج الغاز من حقل «كاريش»

هذه المرة الأولى التي يُعلن فيها لبنان تسلّمه رسالة خطية من الولايات المتحدة، التي تتولى منذ عامين وساطة بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، بهدف التوصل الى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بينهما.

وتسارعت منذ بداية يوليو التطورات المرتبطة بالملف بعد توقف لأشهر، إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش تمهيدًا لبدء استخراج الغاز منه، فيما تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها، بينما تقول تل أبيب إنه ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة.

«أحرزنا تقدما في الأسابيع الأخيرة»
وزار هوكستين بيروت مرارًا خلال الأشهر القليلة الماضية، وقال في ختام زيارته لها الشهر الماضي «أشعر فعلًا بأننا أحرزنا تقدمًا في الأسابيع الأخيرة»، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن «الأمر يتطلب مزيدًا من العمل»، وفق «فرانس برس».

وكان مسؤولون عدة، بينهم عون وميقاتي، أعلنوا في الأسابيع القليلة الماضية، إحراز تقدّم ملموس بشأن ترسيم الحدود.

وأبلغ عون في 19 سبتمبر المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونيسكا، أن «المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية باتت في مراحلها الأخيرة».

خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها
وانطلقت المفاوضات بين لبنان وإسرائيل العام 2020، ثم توقفت في مايو 2021، جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.

وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومترًا مربعة تُعرف حدودها بالخط 23، بناء على خريطة أرسلها لبنان العام 2011 إلى الأمم المتحدة، لكن لبنان اعتبر لاحقًا أن الخريطة استندت لتقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومترًا مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل «كاريش» وتُعرف بالخط 29.

وبعد وصول منصة استخراج الغاز قبالة السواحل الإسرائيلية، دعا لبنان هوكستين لاستئناف المفاوضات، وقدم عرضًا جديدًا لترسيم الحدود لا يتطرق إلى كاريش، بل يشمل ما يُعرف بحقل قانا.

ويقع حقل قانا في منطقة يتقاطع فيها الخط 23 مع الخط واحد، وهو الخط الذي أودعته «إسرائيل» بالأمم المتحدة، ويمتد أبعد من الخط 23.