تظاهر الآلاف من أنصار الحزب «الدستوري الحر» المعارض ضد الرئيس قيس سعيد في مسيرة بشوارع العاصمة.
واتهم المتظاهرون الرئيس قيس سعيد بأنه يتجه نحو «تعزيز حكم الرجل الواحد وفرض مشروع سياسي شعبوي وتعميق حاد للأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلد»، وفقًا لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية «SWI».
زيادة الضغوط على الرئيس
واحتجاج «الدستوري الحر» من شأنه أن يزيد الضغوط على سعيد الذي يواجه بالفعل موجة انتقادات واسعة في الداخل والخارج منذ أن علق البرلمان واستأثر بالسلطة التنفيذية في الصيف، وقرر الحكم بمراسيم في خطوة وصفها معارضوه بأنها «انقلاب».
بالمقابل، يقول الرئيس قيس سعيد إن خطواته كانت ضرورية لإنقاذ البلاد من الانهيار بعد سنوات من استشراء الفساد والفقر.
ورغم أن «الحزب الدستوري»، الذي تقوده عبير موسى رحب بخطوات سعيد الأولى لتغيير نظام لعب فيه الإسلام السياسي دورًا، إلا أنه سرعان ما وجه سهام نقده لسعيد وأصبح يصفه برئيس «سلطة الأمر»، معتبرًا أنه لم يظهر أي إشارة للإصلاح وإنما استغل ذلك لفرض مشروع سياسي شعبوي.
وفي خطاب أمام أنصارها، قالت موسى إن سعيد تغاضى عن «معالجة الاقتصاد، وجعل أقصى أمنيات التونسيين البحث عن الدقيق والسكر والزيت» وأضافت أنه «خدم مصلحة الإخوان وجعلهم في موقع الضحية».
وقالت: «نعرف أن الشعب منشغل بمصاعب اقتصادية. لكن الحزب الدستوري الحر يقول للشعب اطمئنوا لن نتركهم يفككون الدولة. إذا صمتنا سنصبح دولة تيرسل لها المواد الغذائية عبر الطائرات مثل أفقر دول العالم».
ويسعى سعيد إلى تغيير الدستور وفقًا لنتائج استشارة وطنية يستطلع من خلالها رأي الشعب على الإنترنت واجهت حتى الآن عزوفًا واسع النطاق. وتعتبر أحزاب المعارضة أن هذه الاستشارة هي تحايل على التونسيين للمضي قدمًا في مشروعه السياسي.
وطيلة الأشهر الماضية، احتجت المعارضة ضد خطوات سعيد، ولكن الرئيس لم يتراجع عن خططه وتعهد بالمضي قدمًا في ما يصفه بتطهير البلاد، رافعًا شعار «السيادة للشعب».
وفي مسيرة الغضب رفع أنصار «الحزب الدستوري الحر» لافتات كتب عليها «انتهت المسرحية» و«يا توانسة استيقظوا» و«بلدنا على وشك المجاعة»، ورددوا هتافات ضد سعيد والإسلاميين مثل «اللي قلتو عليه نظيف فرض استشارة بالسيف »، و«يا سعيد يا إخوانجية انتهت المسرحية».
تعليقات