Atwasat

العراق يستعد لزيارة تاريخية من البابا فرنسيس

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 01 مارس 2021, 12:16 مساء
WTV_Frequency

يصل البابا فرنسيس إلى العراق الجمعة المقبل في أول زيارة بابوية على الإطلاق إلى هذا البلد، بهدف تشجيع المسيحيين الضاربة جذورهم بالقدم على الصمود بعد تراجع أعدادهم، وتعزيز تواصله مع المسلمين.

ومن أبرز محطات زيارة البابا لقاء يجمعه مع المرجع الشيعي الكبير آية الله العظمى علي السيستاني في النجف، وفق وكالة «فرانس برس».

زيارة غير مسبوقة 
وتأتي الزيارة غير المسبوقة في وقت حرج بالنسبة للعراق الذي يشهد موجة ثانية من فيروس كورونا القاتل وتجدد العنف مع إطلاق صواريخ واحتجاجات مناهضة للحكومة.

البابا فرنسيس يحقق بذلك حلما لطالما راود البابا السابق يوحنا بولس الثاني. فقد أدت سنين من العنف والاضطهاد إلى تراجع عدد المسيحيين في البلاد وهم من أقدم الجماعات المسيحية في العالم من 1.5 مليونا في 2003 إلى 400 ألف فقط اليوم.

وينوي البابا فرنسيس البالغ 84 عامًا في أول زيارة خارجية له منذ انتشار الجائحة، توجيه رسالة تضامن ليس للمسيحيين فقط بل لجميع سكان العراق البالغ عددهم 40 مليون نسمة، مع برنامج حافل بالمحطات في أرجاء البلاد.

ومن شوارع بغداد الرئيسية وصولا إلى مدينة النجف الشيعية، رفعت من الآن لافتات تحمل صوره مرفقة بعبارات ترحب بمجيئه. ومن مدينة أور الجنوبية إلى البلدات المسيحية المدمرة في الشمال، تعبد الطرقات ويعاد تأهيل الكنائس في المناطق النائية التي لم تشهد زائرا بهذه الأهمية من قبل.

مسيحيو العراق
يشكل مسيحيو العراق أحد أقدم الجماعات المسيحية في العالم وأكثرها تنوعًا، مع الكلدان والأرمن الأرثوذكس والبروتستانت بالإضافة إلى الفروع الأخرى.

في العام 2003، عندما أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بصدام حسين، كان المسيحيون يشكلون حوالي ستة بالمائة من سكان العراق البالغ عددهم 25 مليون نسمة.

وقال وليام وردة أحد مؤسسي منظمة حمورابي لحقوق الإنسان، إنه مع تزايد عدد السكان وهجرة الأقليات هربًا من العنف الطائفي، تقلصت نسبة المسيحيين إلى واحد بالمائة فقط.

ويتركز معظمهم في محافظة نينوى في شمال العراق حيث لا يزال كثيرون منهم يتحدثون الآرامية، لغة السيد المسيح. وفي العام 2014، سيطر الجهاديون التابعون لتنظيم الدولة الإسلامية على نينوى واجتاحوا بلدات مسيحية وخيروا سكانها بين اعتناق الإسلام أو الموت.

في ذلك الوقت، أيد البابا فرنسيس استخدام القوة لوقف انتشار تنظيم الدولة الإسلامية ودرس إمكان السفر إلى شمال العراق للوقوف إلى جانب الأقلية المسيحية.

لم تتحقق تلك الرحلة، لكن فرنسيس استمر في متابعة الوضع في العراق عن كثب، ودان قتل المتظاهرين العزل خلال حركة مناهضة للحكومة واسعة النطاق اندلعت في العام 2019.

منتظر منذ زمن بعيد
كان البابا يوحنا بولس الثاني خطط لزيارة العراق في العام 2000، لكن صدام حسين ألغى الرحلة فجأة، فيما لم يتحرك خلفه بنديكتوس السادس عشر أبدًا تجاه بغداد.

بعيد انتخاب البابا فرنسيس في العام 2013، حثه الأب لويس ساكو الذي عينه البابا لاحقًا كاردينالا ورئيسا للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، على زيارة العراق. وساكو هو الآن المنظم الرئيسي للزيارة.

في العام 2019، وجه الرئيس العراقي برهم صالح دعوة رسمية له، على أمل أن تساعد الزيارة العراق على «التعافي» بعد سنوات من العنف.

لكن مع تفشي وباء كوفيد -19 العالمي الذي أصاب إيطاليا بالصميم، ألغى البابا جميع رحلاته الخارجية اعتبارا من يونيو 2020. ويصل البابا صباح الجمعة إلى بغداد، مع فريقه الأمني ومجموعة من 75 صحفيًا دوليا تلقوا جميعا اللقاح مثل البابا.

إصابة لن تؤثر على الزيارة
وقبل أيام من وصول البابا، أصيب سفير الفاتيكان في العراق بفيروس كورونا، إلا أن المسؤولين شددوا على أن ذلك لن يكون له أي أثر على الزيارة.

ورغم الجائحة يقيم البابا قداديس في بغداد وأربيل عاصمة إقليم كردستان ومدينة أور الأثرية، مسقط رأس النبي إبراهيم.

وتسجل في العراق حوالي أربعة آلاف إصابة جديدة في اليوم راهنا وقد فرضت السلطات إجراءات حظر تجول ليلي وإغلاقا تاما في عطلة نهاية الأسبوع ستمدد لتشمل طول فترة الزيارة.

وسيفرض التباعد الاجتماعي خلال كل القداديس وينبغي على المهتمين بالحضور أن يسجلوا أسماءهم قبل عدة أسابيع للحصول على التذاكر.

تأثير كبير
والبابا فرنسيس مؤيد صريح للحوار بين الأديان وقد زار الكثير من البلدان ذات الغالبية المسلمة، منها بنغلادش في العام 2017 وتركيا في العام 2018 والمغرب والإمارات العربية المتحدة في العام 2019.

في أبوظبي، التقى الشيخ أحمد الطيب إمام الأزهر المرجع السني الكبير للتوقيع على وثيقة تشجع على مزيد من الحوار بين المسيحيين والمسلمين.

ويأمل البابا فرنسيس أن تفتح رحلته إلى العراق بابًا مماثلاً، مع المسلمين الشيعة هذه المرة البالغ عددهم نحو 200 مليون في جميع أنحاء العالم ويشكلون غالبية سكان العراق.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى
مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى
34 ألفا و305 شهداء حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة
34 ألفا و305 شهداء حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة
«ابني في الجرافة».. مقابر جماعية توثق وحشية الاحتلال قرب مجمع ناصر الطبي
«ابني في الجرافة».. مقابر جماعية توثق وحشية الاحتلال قرب مجمع ...
السيسي: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو أي مكان آخر
السيسي: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو أي مكان آخر
الأردن يدين اقتحام الأقصى: خرق للوضع التاريخي والقانوني القائم بالمسجد
الأردن يدين اقتحام الأقصى: خرق للوضع التاريخي والقانوني القائم ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم