حققت قوات النظام السوري تقدما جديدا في شمال غرب سورية وباتت تبعد مئات الأمتار فقط عن مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، ثاني أكبر مدن محافظة إدلب، حسبما ذكرت «فرانس برس» نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأحد.
وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، تؤوي ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريبا من النازحين، تصعيدا عسكريا لقوات النظام وحليفتها روسيا منذ ديسمبر الماضي، ويتركز التصعيد في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.
وقال المرصد السوري إن قوات النظام سيطرت خلال الساعات الـ24 الماضية على سبع بلدات رئيسة في محيط مدينة معرة النعمان، الواقعة على هذا الطريق الدولي. وقد وصلت بذلك إلى مشارف المدينة وباتت تبعد عنها مئات الأمتار فقط، كما قطعت اجزءا من الطريق الدولي.
وذكرت جريدة «الوطن» المقربة من الحكومة السورية في عددها الصادر اليوم أن الجيش بات «قاب قوسين من معرة النعمان التي غدت أبوابها مشرعة» لدخول الجيش وللتقدم إلى أجزاء من الطريق الدولي.
وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل منطقة إدلب ومحيطها رغم اتفاقات هدنة عدة تم التوصل إليها على مر السنوات الماضية في المحافظة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة «تحرير الشام» الإرهابية (جبهة النصرة سابقا) وتنشط فيها فصائل معارضة أخرى أقل نفوذا.
وبالتوازي مع التقدم باتجاه معرة النعمان، تخوض قوات النظام اشتباكات عنيفة في مواجهة هيئة «تحرير الشام» والفصائل الأخرى غرب مدينة حلب.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة على الجبهتين يرافقها قصف جوي روسي وسوري، وقد أسفرت عن سقوط عشرات القتلى من الطرفين.
ومنذ سيطرة الفصائل الجهادية والمقاتلة على كامل المحافظة في العام 2015، تصعد قوات النظام بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية تحقق فيها تقدما وتنتهي عادة بالتوصل إلى اتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا.
وسيطرت قوات النظام خلال هجوم استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة في نهاية أغسطس الماضي على مناطق واسعة في ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة أيضا على الطريق الدولي.
تعليقات