أعادت السلطات السودانية، الثلاثاء، تنفيذًا لأمر قضائي، خدمة الإنترنت على الهواتف المحمولة بعدما قطعتها لأكثر من شهر عقب عملية أمنية دامية استهدفت اعتصامًا احتجاجيًا أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم.
وكانت خدمة الإنترنت قطعت في السودان في الثالث من يونيو إثر فض مسلحين يرتدون زيًا عسكريًا اعتصامًا استمرّ لأسابيع أمام مقر القيادة العامة للجيش، في عملية أمنية أسفرت عن مقتل عشرات المتظاهرين وإصابة مئات آخرين بجروح.
ويومها أمر المجلس العسكري الحاكم بقطع الإنترنت عن الخطوط المحمولة والأرضية في سائر أنحاء السودان، في خطوة هدفت في نظر المتظاهرين إلى منعهم من تنظيم التجمعات الاحتجاجية التي كانت تطالب الجيش بتسليم السلطة للمدنيين.
وبعيد أيام قليلة عادت خدمة الإنترنت على الشبكة الأرضية لكنّ خدمتي الجيل الثالث والجيل الرابع ظلّتا مقطوعتين عن المشتركين بالهاتف المحمول.
والأحد أعلن المحامي عبدالعظيم الحسن لوكالة «فرانس برس» أنّه رفع دعوى أمام محكمة في الخرطوم ضد قطع خدمة الإنترنت عن هاتفه، وأنّ المحكمة أمرت شركة زين المشغلة الهاتف المحمول بإعادة الخدمة إلى خطه.
والثلاثاء قال المحامي الحسن خلال مؤتمر صحفي «لقد عدت إلى المحكمة وقلت لها إنّ قطع الإنترنت أضر بالعديد من عملاء زين وشركات اتصالات أخرى».
وأضاف: «اليوم أمرت المحكمة شركات زين وأم تي أن وسوداني (المشغّلة الهواتف المحمولة) بإعادة خدمة الإنترنت النقال».
وأكد العديد من مستخدمي الهواتف المحمولة في السودان لوكالة «فرانس برس» أنّ خدمة الإنترنت عادت نهار الثلاثاء على هواتفهم سواء أكانت الشركة المشغلة «أم تي أن» أم «سوداني» أم «زين».
وساهم قطع الإنترنت في الحد من خروج تظاهرات كبيرة ضد المجلس العسكري الذي تسلم السلطة إثر إطاحة الجيش الرئيس عمر البشير في 11 أبريل عقب احتجاجات شعبية اندلعت في ديسمبر ضد حكمه الذي استمر ثلاثة عقود.
تعليقات