Atwasat

إدلب تستعد لـ«الغارات» بحفر القبور

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 13 يونيو 2019, 01:14 مساء
WTV_Frequency

نشرت وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الخميس، تقريرًا بشأن الأوضاع في إدلب، أشارت فيه إلى تكثيف منظمة الدفاع المدنية، المعروفة بـ«الخوذ البيضاء»، أعمال حفر القبور، في ظل ازدياد عدد القتلى بسبب الغارات التي تتعرض لها المحافظة.

وأشار التقرير إلى تعرض ريف إدلب الجنوبي ومناطق مجاورة له إلى قصف شبه يومي من الطائرات الحربية السورية والروسية، ما يسفر عن سقوط الكثير من القتلى، ولذا تحفر القبور استباقا.

وتحدث السائق باسل الريحاني، إلى الوكالة، خلال حفره مجموعة من القبور، مستخدمًا الجرافة وليس يدويًا؛ كونها تُسّرع من عمله فينتهي خلال دقائق معدودة من حفر القبر من دون أن يخاطر بالبقاء كثيراً في الخارج.

وبات الأمر يقتصر على دفن الميت ووضع التراب فوقه، من دون قطعة الرخام التي عادة ما كانت توضع فوق القبور. ويضيف الريحاني، الوالد لخمسة أطفال، «نجهز القبور لنتمكن من الدفن في أسرع وقت ممكن، فالطيران لا يفارق الأجواء وأحياناً يستهدف الجبانات».

وفي مدينة معرة النعمان، التي تتعرض لغارات عنيفة منذ أسابيع، يقول باسل، المتطوع في «الخوذ البيضاء»، «نجهز القبور ولا نعرف لمن نجهزها، قد تكون لي أو لشقيقي أو لرفيقي، الله وحده يعلم».

وتخضع محافظة إدلب ومحيطها، حيث يقطن نحو ثلاثة ملايين شخص، منذ سبتمبر الماضي لاتفاق «روسي - تركي»، ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، لم يتم استكمال تنفيذه، وبعد أشهر من الهدوء النسبي، صعّدت قوات النظام قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقاً.

ويتركز القصف على ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ نهاية أبريل مقتل 360 مدنياً، بينهم 80 طفلاً جراء القصف. كما دفع التصعيد بـ270 ألف شخص للنزوح.

دفنوها سريعا
وبين القتلى، فاطمة الطفلة التي لم تتجاوز العامين من العمر، وتوفت في قصف طال قرية بلدة معرشورين. خرج محمد ترمان (21 عاماً) في ذلك اليوم لشراء الخضار، إلا أنه تفاجأ بقصف عنيف عاد إثره إلى المنزل ليجد أفراد عائلته بين قتيل وجريح.

أخرج محمد، فاطمة من تحت الأنقاض لكنها توفت بعد دقائق من وصولها إلى المستشفى، ويقول: «خرجنا إلى المقبرة، كان عددنا قليلًا فالناس تخاف من أن يعود الطيران وينفذ غارات»، مضيفًا: «دفناها سريعاً ولم نتمكن من وداعها».

في السابق، كان أهالي القرية يتجمعون كلها لوداع الميت، أما اليوم فبات الوضع مختلفاً، فالمواطنون يخشون الخروج خشية القصف، كما غادر أساساً الكثيرون منهم ولجأوا إلى أماكن أكثر أمناً في شمال إدلب.

ويشرح باسل الريحاني «قبل الحرب، كان نصف سكان معرة النعمان يتجمعون لدفن الشخص، أمام اليوم فلا يتواجد سوى أربعة أو خمسة أشخاص من أقاربه».

يتذكر الريحاني كيف كان يحفر في أحد الأيام قبراً لابن شقيق زميل له في الدفاع المدني، حين جاء أحدهم مسرعاً وطلب منه التوقف، فقد تبين أن والد القتيل توفي أيضاً متأثراً بجروح أصيب فيها جراء القصف. ويقول الريحاني «كنت أحفر قبراً لشخص واحد، ثم زدت من سعته وبات قبرًا لشخصين، الأب والابن».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بينها أميركا وبريطانيا وفرنسا.. نداء من 18 دولة لحركة حماس
بينها أميركا وبريطانيا وفرنسا.. نداء من 18 دولة لحركة حماس
قرابة 100 ألف فلسطيني وصلوا مصر من غزة منذ بدء الحرب
قرابة 100 ألف فلسطيني وصلوا مصر من غزة منذ بدء الحرب
نائب مدير برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة ما زال يتجه نحو المجاعة
نائب مدير برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة ما زال يتجه نحو ...
شهداء وجرحى في غارات صهيونية على غزة واستشهاد صياد برفح
شهداء وجرحى في غارات صهيونية على غزة واستشهاد صياد برفح
ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و356 شهيدا
ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و356 شهيدا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم