Atwasat

مع تصاعد احتجاجات الجزائريين.. ماذا ستقدم السلطة لتهدئة الشارع؟

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 17 مارس 2019, 09:30 صباحا
WTV_Frequency

أظهرت التعبئة الضخمة للجزائريين، الجمعة، أن حركة الاحتجاج ضد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لا تضعف، بل إنها كما يبدو في تصاعد مستمر، وتقول وكالة «فرانس برس» إن كل «العروض» التي قدمها لم تنجح في توقيف الاحتجاجات. ومن هنا طرحت الوكالة سؤال: ماذا يمكن أن تقدم السلطة لتهدئة الشارع؟

ماذا قال المتظاهرون يوم الجمعة للسلطة؟
أبدى المتظاهرون موقفًا واضحًا رافضًا لاقتراح الرئيس بوتفليقة الأخير بتأجيل الانتخابات، وهو ما يعني عمليًّا تمديد ولاية بوتفليقة الرابعة التي يفترض أن تنتهي في 28 أبريل 2019. وأظهروا أنهم لم ينخدعوا بحقيقة أن التخلي عن الولاية الخامسة، تم استبداله بتمديد الولاية الحالية للرئيس إلى أجل غير مسمى. وأظهرت التعبئة الهائلة بشكل خاص أن حركة الاحتجاج لم تتراجع، بل إنها تتنامى من أسبوع لآخر. وإذا كان تحديد عدد المتظاهرين أمرًا صعبًا للغاية، فقد كان عددهم الجمعة الماضي يساوي على الأقل عددهم في تظاهرة 8 مارس التي وُصفت بـ«التاريخية».

ماذا يمكن أن تقترح السلطة؟
حيلة عدم الترشح لولاية خامسة لتمديد الرابعة لم تنجح. والتضحية برئيس الوزراء أحمد أويحيى الذي لا يحظى بشعبية كبيرة أبعد من أن يكون كافيًا. أما خيار استبداله برجل آخر من «النظام»، نور الدين بدوي، وزير الداخلية منذ العام 2015، الذي فرضت الشرطة تحت قيادته الحظر الصارم للتظاهر في الجزائر العاصمة، فلم يطمئن الجزائريين. ويبقى في الوقت الحالي تشكيل الحكومة الجديدة: لقد وعد بدوي بتعيين كفاءات تكنوقراط من «المهارات الشابة من رجال ونساء» الجزائر... لكن العثور على «وجوه جديدة»، في السياق الحالي، قد يكون أمرًا صعبًا. فما الذي سيجنيه «التكنوقراط الشاب» من خلال العمل مع سلطة منبوذة في حكومة ستكون حياتها «قصيرة»، وفقًا لاعتراف رئيس الوزراء؟وبالتالي فإنه من غير المؤكد أن يكون تشكيل حكومة شباب سيكفي. فالمتظاهرون يطالبون بـ«تغيير جذري وليس تغييرًا للدمى» كما كتب أحدهم على لافته خلال تظاهرة الجمعة. ولم يتغير المطلب الأساسي منذ بداية التظاهرات وهو رحيل بوتفليقة ومحيطه و«النظام».

هل يمكن للنظام أن يأمل في انحسار الحركة؟
منذ بداية المظاهرات في 22 فبراير، يبدو أن السلطة تحاول كسب الوقت، لكن الاحتجاج يمتد في الزمن. لقد دفع الجزائريون السلطة خلال ثلاثة أسابيع إلى آخر تحصيناتها وأعجبهم ذلك، وهم الذين عانوا لفترة طويلة صدمة «العشرية السوداء» للحرب الأهلية (1992-2002) والتخويف بالفوضى من قبل النظام، ثم بسبب الخوف الذي تشيعه دولة قوية. وفي فصل الربيع الذي حل بالجزائر، أصبحت المظاهرات عبارة عن احتفالات عائلية رائعة. وما زالت فرصة حلول شهر رمضان في الأسبوع الأول من مايو: فهل يمكن الحفاظ على التعبئة خلال شهر الصوم هذا، حيث يبرز الشعور بالتعب خلال الأيام الحارة، كما يخشى بعض المتظاهرين .

هل يمكن اللجوء إلى القمع؟
أصبح من الصعب تصور اللجوء إلى القمع الآن على ما يبدو، فالحشود ضخمة، تجاوزت في عدة مناسبات ما يمكن للشرطة مواجهته. وبالإضافة إلى ذلك فإن المظاهرات سلمية ولم يتم تسجيل أية حوادث في المدن الأخرى خلال ثلاثة أسابيع من التظاهر وبأعداد كبيرة. والجمعة، كما في سابقاتها، وقعت صدامات قليلة على هامش المسيرة وفي نهاية المظاهرة بين بضع مئات من الشباب وأفراد الشرطة. لكن هذا لم يمنع مئات الآلاف من الناس من المشاركة في المسيرات كل أسبوع، لعدة ساعات، في وسط المدينة دون أية حادث، مع الحرص على تجنب أي استفزاز أو مواجهة. كما أنه من الصعب تبرير القمع العنيف، بينما عيون العالم موجهة نحو الجزائر.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بينها أميركا وبريطانيا وفرنسا.. نداء من 18 دولة لحركة حماس
بينها أميركا وبريطانيا وفرنسا.. نداء من 18 دولة لحركة حماس
قرابة 100 ألف فلسطيني وصلوا مصر من غزة منذ بدء الحرب
قرابة 100 ألف فلسطيني وصلوا مصر من غزة منذ بدء الحرب
نائب مدير برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة ما زال يتجه نحو المجاعة
نائب مدير برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة ما زال يتجه نحو ...
شهداء وجرحى في غارات صهيونية على غزة واستشهاد صياد برفح
شهداء وجرحى في غارات صهيونية على غزة واستشهاد صياد برفح
ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و356 شهيدا
ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و356 شهيدا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم