قال شيخ الأزهر د.أحمد الطيب إن ما يحدث في الشـرق من دمار منظم هو الإصرار على إبقاء المنطقة في حالة صراع دائم، والبحثُ عن مناطقَ يسهلُ فيها إذكاءُ صراعات دينية أو مذهبية تُؤدِّي إلى صدام دموي مسلح، والصمت المطبق عن مصادر تمول هذا الإرهاب وتدعمه وتشجعه ليل نهار.
وأضاف الطيب خلال خطاب من ألمانيا في مؤتمر السلام العالمي: «إن مكمن الداء هو ضعف العنصـر الأخلاقي في توجيه حضارتنا اليوم، والحل هو في أخلاق إنسانية عامة عابرة للقارات، مُجْمع عليها شرقًا وغربًا، وليس من سبيل إلى برنامج أخلاقي عالمي- فيما يقول كينج- إلا مائدة الأديان والأديان وحدها، ولكن ذلك مشروط بإقامة سلام بين الأديان نفسها أوَّلًا»، وفق «بوابة الأهرام».
وتابع الطيب أن «الشعوب الفقيرة البائسة التي أنتمي إليها مولدًا ونشأة وتعليمًا هي التي دفعت، ومازالت تدفع ثمن العبث الإقليمي والدولي، وتنفذ حروبًا بالوكالة لا ناقة لها فيها ولا جمل»، موضحًا أن الشرق الذي يئن أهله تحت وطأة أزمات بالغة التقعيد، سبق أن قدَّم للغرب أيادي بيضاء، وحمل الكثير لحضارته، وأشعل في ربوعه جذوات العلم والثقافة والأدب والفنون.
وشدد: «أنا لا أعفي شرقنا العربي والإسلامي من أن يتحمل نصيبه الأوفى من المسؤولية التاريخية عن هذا الإرهاب، لكني لا أستطيع أن أفهم أن إمكانات المنطقة العلمية والتقنية والتسليحية وحدها كافية لتفسير القفزات والطفرات في قدرات هذا التنظيم وتوسعاته، كما لا أفهم سياسة الكر والفر في التصدي وإنقاذ الناس من شروره وأخطاره». وأضاف أن قصة الإرهاب، حتى هذه اللحظة، قصةً مُحيِّرة في وعي الأغلبية الكاسحة من العرب والمسلمين، فلا يزال الإرهاب يشبه أن يكون لقيطًا مجهول النسب لا نعرف من هو أبوه ولا من هي أمه.
تعليقات