Atwasat

المسبار الفضائي «بيبي كولومبو» يستطلع عطارد تمهيدا لدراسته بشكل أفضل سنة 2026

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 05 سبتمبر 2024, 09:47 مساء
WTV_Frequency

مرّ المسبار الفضائي المزدوج «بيبي كولومبو» ليل الأربعاء إلى الخميس على مقربة من عطارد في مهمة استطلاعية لموقع أصغر الكواكب وأكثرها شهرة في النظام الشمسي، تمهّد لدراسته على نحو أفضل سنة 2026. 

وكان تحليق «بيبي كولومبو» فوق سطح عطارد الرابعة من أصل ست رحلات فوق الكوكب ينبغي أن تنفذها المركبة الفضائية الأوروبية اليابانية قبل الوصول إلى هدفها. ويبلغ مسافة هذه الرحلة تسعة مليارات كيلومتر، وانطلقت في أكتوبر 2018 بواسطة صاروخ «أريان 5»، وفقا لوكالة «فرانس برس».

وأوضح عالم الفلك في مرصد «باريس-لي إس إل» ألان دوريسونديرام لوكالة «فرانس برس» إنه عطارد «هو الكوكب الأقرب إلى الشمس، ويُعد الوصول إليه الأصعب بالنسبة إلى مسبار ينشط بين الكواكب». 

لكنّه ليس أبعد من المريخ، ويمكن الوصول إليه في أفضل الأحوال خلال سبعة أشهر. وتكمن المشكلة تاليا في أن إبقاء المسبار في مداره صعب، إذ أن كتلة عطارد الصغيرة تجعل جاذبيته ضعيفة جدا مقارنة بجاذبية الشمس.

سابقة عالمية: المسبار الفضائي «جوس» يمرّ بالقمر والأرض في طريقه إلى المشتري
«ناسا» توقف تطوير مسبار بسبب تكلفته الباهظة
المسبار الصيني يهبط على الجانب البعيد من القمر بعد شهر على إطلاقه

وشرح عالم الفلك أن «كبح المركبة وتوقفها عند عطارد يتطلب طاقة أكبر بكثير من الذهاب إلى المريخ»، ومن غير المستبعد أن تتحول رمادا أو تضيع في النظام الشمسي. 

وفي ذلك تكمن أهمية اعتماد طريقة المساعدة بواسطة الجاذبية، إذ تتيح للمسبار، عند مروره بالقرب من جرم سماوي، تسريع مساره أو إبطاءه وتعديله.

وبدأت مركبة «بيبي كولومبو» التي تزن أربعة أطنان رحلتها بالتحليق فوق الأرض والزهرة. وكان كل شيء يسير على ما يرام حتى أبريل الفائت، عندما أدى حادث تغذية للمركبة بالطاقة الكهربائية إلى تعريض المهمة للخطر، إذ لم يعد محركها الأيوني يتمتع سوى بـ 90% من طاقته.

وأوضحت مديرة المهمة في وكالة الفضاء الأوروبية سانتا مارتينيز في بيان أن هذا المستوى «أقل من الحد الأدنى من الطاقة المطلوبة لإدخاله في مدار عطارد في ديسمبر 2025».

وعمل المهندسون، بعد ذلك، على تعديل مسار «بيبي كولومبو» لتمكينه من دخول مدار عطارد مع القليل من التأخير، وتحديدا في نوفمبر 2026. وبناء على ذلك، عبر المسبار المزدوج خلال ليل الأربعاء إلى الخميس على بعد نحو 160 كيلومترا من سطح عطارد، أي أقرب بنحو 35 كيلومترا مما كان مقررا أساسا. 

ويثير عطارد أقل قدر من الاهتمام في مجال الاستكشاف بين النجوم الصخرية الأربعة في النظام الشمسي التي تشمل أيضا الأرض والمريخ والزهرة. ولا يعود ذلك فقط إلى صعوبة الوصول إليه.

فهذا الكوكب الذي كان المسبار «مارينر 10» العام 1974 أول مركبة تحلّق فوقه، ويتميز بمشهد قمري لم يُثر اهتمام العامة ولا الباحثين، إذ أظهروا افتتانا أكبر بالمريخ وبما كان يُعتقَد أنه قنوات مائية عليه، أو بكوكب الزهرة، «توأم» الأرض. 

أشياء غريبة إلى حد ما
وكانت «مسنجر» أول مركبة تدخل مدار عطارد العام 2011 لاكتشاف وتأكيد «أشياء غريبة إلى حد ما»، على ما وصفها دوريسونديرام.

هذه «الغرابات» تجعل عطارد، بحسب هذا المتخصص في سطوح الكواكب، «الحلقة المفقودة في علم الكواكب المقارن».

فمن جهة أولى، يتمتع عطارد مع كوكب الأرض بمجال مغنطيسي، ولكن لا يتوافر أي تفسير لكيفية محافظته على هذا المجال رغم قصر المسافة بينه وبين الشمس. 

أما عنصر «الغرابة» الآخر، فيتمثل في نواة حديدية تشغل 60% من كتلة عطارد، مقارنة بالثلث فقط للأرض. 

أما «التجويفات» غير المنتظمة واللامعة جدا، فهي ربما علامات تشير إلى نشاط جيولوجي حديث، أو إلى نشاط بركاني سابق.

وبالنسبة إلى طبيعة المعادن التي تغطي سطحه، فيبقى تركيبها لغزا، وقد يكون «شوهها» الإشعاع الشديد للشمس، ودرجة حرارة السطح التي تصل إلى 430 درجة مئوية أثناء النهار و -180 درجة مئوية في الليل. 

وبالتالي، ثمة الكثير من الألغاز التي ستسعى الأدوات الست عشرة في «بيبي كولومبو»، ومنها مسبارا «إم بي أو» التابع لوكالة الفضاء الأوروبية والثاني «إم إم أو» التابع لوكالة الاستكشاف الجوّي والفضائي اليابانية، إلى فك رموزها من خلال الدوران حول النجم لمدة عام ونصف عام على الأقل.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
خبراء من الأمم المتحدة يوصون بإنشاء نظام عالمي لتتبع المعادن اللازمة للتحوّل البيئي
خبراء من الأمم المتحدة يوصون بإنشاء نظام عالمي لتتبع المعادن ...
«أوبن إيه آي» تطلق نموذجا جديدا للذكاء الصناعي التوليدي قادر على «التفكير»
«أوبن إيه آي» تطلق نموذجا جديدا للذكاء الصناعي التوليدي قادر على ...
العزلة قد تكون أحد أسباب انقراض إنسان نياندرتال
العزلة قد تكون أحد أسباب انقراض إنسان نياندرتال
«آبل» تحوّل «إير بودز» إلى أدوات مساعدة للسمع
«آبل» تحوّل «إير بودز» إلى أدوات مساعدة للسمع
رائد «ستارلاينر» يرى أن عودتهما كانت ممكنة «لو أتيح مزيد من الوقت»
رائد «ستارلاينر» يرى أن عودتهما كانت ممكنة «لو أتيح مزيد من ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم